في 29/نوفمبر رحل عن عالمنا فيديل كاسترو .ولايمكن لوطني حق واشتراكي حق الا ان يحزن لهذا الفقد الجلل . عندما قاد فيديل كاسترو الثوره الكوبية كانت كوبا جزيرة اغلب دخلها من الدعارة وزراعة التبغ وحولها الي دوله اشتراكية يتقاسم سكانها مع حكامها السراء والضراء . فلم ينفصل الحزب والدولة عن الجماهير واقام اول دولة تنفذ ديمقراطية المشاركة بلا عزل ومن هنا تم انجاز التحول الاجتماعي حيث تمت إزالة الاميه من 95% الي صفر .وتصور دوة مكونةمن حوالي 12مليون نسمة جميعهم يقرأون ويكتبون ومن فوق هذه القاعدة والتي اعطت كوبا جائزة اليونسكو لاربعة عشر عاماً علي التوالي –صار التعليم الزامياً.وفي الوقت الذي كانت كوبا تقدم الاطباء والمعلمين كانت بلدان اخري وخاصة مايسمي بالدول الكبري تقدم الاسلحة وادوات الدمار . هذا لايعني ان كوبا –كاسترو تخلفت عن دعم حركات التحرر الوطني في نيل استقلالها وقد كان التدخل العسكري الكوبي هو العامل الحاسم في تحرير انجولا من الاستعمار البرتغالي والذي كانت ترغب حكومة جنوب افريقيا العنصرية في ان ترثة فقطع التدخل الكوبي الطريق علي قوات جنوب افريقيا ومنعها من الوصول للعاصمه لواندا مما مكن الثوار الوطنيين من اعلان الحكومه الوطنية في نوفمبر 1975 وقد كانت الفضيحه الكبري للدول السوفيتيه التي ناصرت الانقلاب وتم طرد دبلوماسيين سوفيت واعضاء من الحزب الشيوعي البرتغالي لتأييدهم للانقلاب الذي جري 1977ضد حكومة اوقستينونيتو وهذا مايؤكد استقلالية الثورة الكوبية وادراكها لمفهوم الشراكة وليس التبعية للاتحاد السوفيتي .هذا هو صمام الامان الذي حمي الثوره الكوبية رغماً عن الحصار الامبريالي من الولايات المتحده للجزيرةالتي تبعد ستين ميلاً عن الساحل الامريكي . فكوبا كاسترو لم يتملكها الرعب وتحدت الامبرياليه العالميه في عقر دارها فقد اعتبرت الولايات المتحده منذ مبدأ الرئيس مونرو 1703 ان امريكا الجنوبية والكاريبي هي الحديقة الخلفية وحتي القرن التاسع عشر كان من يرغب في التجاره مع هذه المنطقة عليه ان يستاذن الولايات المتحده . وفرت الثورة الكوبية والقيادة الثورية بقيادة فيديل كاسترو المثل والقدوة الوطنية لمختلف شعوب امريكا الجنوبية للتحرر الوطني ولم يتهيب فيديل انه علي بعد مرمي مدفعية خفر السواحل الامريكية فدعم كل من اراد التحرر من هيمنة قوي الاستعمار الجديد . ونهضت العديد من البلدان وتحررت من التبعيةوفرضت علي قوي العدوان والاستعمار اما الشراكة او المقاطعة .ولان رأس المال جبان بطبعه فقد خضع لشروط البلدان المتحرره وقد شاهد الثائر فيديل قبل مماته خضوع الولايات المتحده لشروط التعامل المتكافئ واكدت كوبا سيادتها رغم انف الامبرياليه الاميريكيه وازيالها الاوروبيين .ومحاولات الاحتواء والتبعية من اذيال الاذيال في امريكا اللاتينية. وقبل اسبوع واحد من وفاته شهد توقيع اتفاقية السلام بين فارك والحكومه في كولمبيا وكأنما اراد القدر ان يحي فيديل قبل مماته بانتهاء الحرب التي صمدت فيها الجبهة الثورية الكولمبية بدعم كوبا المستمر . ولم يتوقف كاسترو عن دعم بلدان التحرر الوطني لنيل حرياتهم من قوي الاستعمار الجديد وقواه المحلية من انصاف الوعي الوطني من خريجي المدارس المدنيه والعسكريه المتحالفة مع قوي التخلف من بقايا قوي الاقطاع والرأسمالية الطفيلية .قدمت كوبا دعماً صحياً بتقديم الالاف من الكوادر الطبية للعديد من بلدان افريقيا وامريكا الوسطي والجنوبية. بسقوط نظام نميري في فخ الانقلاب المفبرك باسم الشيوعية والذي هدفه الاستراتيجي تصفية القيادة السياسية والعسكرية المعادية للامبريالية داخل الحزب الشيوعي وتركه ارض خاوية من الثورية وفي نفس الوقت الذي كانت اثيوبيا تحت نظام العسكر الثوريين يستولون علي السلطه لم يحرك الحزب الشيوعي المجاور له ساكناً وعندما اثار بعض الاعضاء ذلك كان مصيرهم الاقصاء اتجهت الثورة الكوبية لدعم النظام الثوري في اثيوبياوقد اثبتت الايام ان وسيلة الانقلاب والسيطرة علي القوات المسلحة بتنظيمات سياسية اما انحرفت في اتجاة الامبرياليةاوكانت معزولة عن الشعب بالقدر الذي يتيح لليمين حرية التنظيم واستقبال الدعم المعنوي والمادي من الامبريالية للاطاحة بالحكم . وعندما صار السودان قاعده للقوي المعاديه لنظام منقستو الذي دعمه السوفيت بادعاء دوراً مستقلاً للجيوش في افريقيا عن حركة الجماهير وكانت من الاخطاء التاريخيه القاتله ان صارت الدولة السوفيتيه جزء من لعبة الدومينو الدولية بان تؤثر علي الجيوش للتمرد علي السلطه المدنية وخلق امبراطورية من التبعية الانتهازية في السياسة الخارجية السوفياتية هي التي تحداها فيديل كاسترو وبني سياستة الخارجية علي دعم الحركات الوطنية الجادة . ولكنه في نفس الوقت لم يعادي اسلوب السوفيت وتمثلت حكمته في احتمال اذي ذوي القربي ان كانوا من السوفيت اوالصينيين .ولم يدخل في ذلك الصراع الساذج والمغرق في المذهبيه الذي يدفع اطرافه للتعاون مع الاعداء وترك الاصدقاء للانتقال لمعسكر العدو بلا جهد من العدو الامبريالي . واسطع مثال لذلك استخدام الغرب للسودان كقاعدة لاطلاق حركات مسلحه لاسقاط النظام التابع للسوفيت في اثيويبا والصومال وبدلاً من ان يساعد السوفيت والاحزاب السياسيه التي رفعت شعارات الاشتراكيه العلميه الانفتاح علي الجماهير انغلقت وضيقت الخناق علي المنتجين والشباب مما وفر وقوداً للقوي المضادة وعند ذلك اخذت ايضاً نهج الغرب في خلق حركات مسلحه للدفاع عن اراضيها بقاعدة التعامل بالمثل ودعمت حركات انفصالية ثم البستها شعارات يسارين كما في منفستو الحركه الشعبيه وهي ليست اكثر من مخلب قط بل وبتفوق الغرب علي السوفيت في مجال الاستخبارات تمكن الغرب من ان يستعمل الحركة الشعبية (معاملات ذاتية مثل رغبتها في الانتقال من حركة انفصال يميني /كنسي الي حركة تحرر وطني وتحت ضجيج الغارات دخلت كوبا علي الخط واغرقت الحركه بالتدريب ). ولكن الخط الكوبي المساند لوجستياً لم يكن ليتغلب علي حالة الغباء والعمي السوفيتي وسلطة الدرك وفي نفس الوقت لم يتدخل كاسترو في الفرز السياسي للعناصر اليمينية التي دخلت قيادة الحركة من اعلى وقد عرف عن فيديل كاسترو تقديمة المساعدة دون ان يبتذل مساعداتة بالسيطرة علي صنع القرار في الحركات التي يساندها ولكنه عرف عنه انه لم يمر يوماً واحداً دون ان يحذر الثوريون من اختراق العناصر المعادية وهو بسبب استدامة مثل هذه التربية السياسيةامكن للثورة الكوبية ان تستمر في برنامجها الوطني الملتزم بصرامة بمعاداة الامبريالية وفرض الشراكة مكان التبعية فنجحت كوبا ذات العشرة ملايين نسمه في ان التحول الاجتماعي في بناء دولة لاتوجد بها احزاب وفي نفس الوقت انجز فيها المساواة بين مختلف فئات المجتمع وبالتالي لم يحتاج الناس للتحزب دينياً او اثنياً او مالياً وظل طهر القيادة هو الاساس في هذا البناء الرائع . رحل كاسترو ولكن خلد تجربته في الوطنية المعادية للامبريالية ونظم التبعية شرقاً كانت ام غرباً .وهذا هو الدرس الذي تحتاجه القيادات الوطنية يسارية كانت ام يمينية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة