· لا يخفى على العارفين ببواطن الأمور أن الغرض من الحوار كان حل أزمة المؤتمر الوطن تحت شعار حل أزمات السودان، و هي أزمات مستعصية غير قابلة للحل إلا بعد بتر نظام البشير من جذوره.. أما الحوار فليس سوى لعبة تضاف إلى قائمة ألعاب لعبها النظام في زمن السودان الضائع.. و جميع الحلول التي قدمها النظام منذ سرق كرسي الحكم كانت حلول مسطحة لأزمات غائرة في عمق نظام الحكم في السودان.....
· لكن من يقنع ابراهيم السنوسي، و هو واثق من أن الحوار قد أتى بالحل الناجع بينما البشير يعلم تماماً أن نظام حكمه هو مصدر آلام البلد.. و ما إشراكه لبعض أحزاب المعارضة و منحه رِشىً دستورية سوى استرضاء للأحزاب كي تساعده على إطالة عمره
· السنوسي و الأحزاب التي لفت لفه يعلمون أن المناصب التي يعطيهم البشير إياها بيمينه، سوف ينزع عنها صلاحياتها بيساره، فتصبح كل القرارات المصيرية في البلد بيد ه هو و بلا منازع.. و مع ذلك يتهافتون تهافت الذباب على الفطائس!
· ثمة تسريبات عن ترشيحات قدمتها الأحزاب إلى السيد/ رئيس الوزراء ليقدمها بدوره إلى السيد/ رئيس الجمهورية.. و أن المؤتمر الوطني تنازل عن أربع وزارات للأحزاب المشاركة.. و هي أحزاب لا حرفة لقادتها سوى السياسة.. و النظام يعرف نقطة ضعفها فلوَّح لها بالمناصب ( الدستورية).. مع أنها ( ما بتحوق)!
· و يعرف أنها أحزابٌ قادتها يأكلون و يشربون السياسة، بل و يتنفسونها.. و يا لحماس السياسيين الجدد منهم ( دخلوها و جدادا المشوي حام!) و يا لأحلام السياسيين المخضرمين... و ثمة سياسيون تحت ظل ( الشجرة).. و كلهم سياسيون محترفون لكن ( مواسير) في إدارة اللعبة السياسة.. و كل محترف ( ماسورة) يتطلع إلى منصب دستوري للاسترزاق..
· و هناك ( كبار) ينحنون في حضرة صغار، بلا حياء!..
· و ما زال الحال ياهو نفس الحال و أنكى مما كان.. و صلاحيات جهاز الأمن خط أحمر لن يسمح البشير بالمساس بها.. و الحريات مربوطة بجنازير الأمن الخفية التي طرزتها الترزية الساحرة بدرية.. و لا زالت الصحافة ( الحرة) مقيدة.. تستدعي من تستدعي.. و تمنع من الكتابة من تمنع باسم الأمن القومي المفترى عليه..
· أيها الناس، حتى أستاذنا الصحفي القامة/ محجوب محمد صالح لم يسلم من استدعاء الأمن له.. و نتساءل:- هل جهاز الأمن أكثر حرصاً من الأستاذ/محجوب على أمن السودان؟!
· عيب و الله..! عيب..! و العيب كلمة غير مضمنة في عقيدة جهاز الأمن و الاستخبارات..!
· صغار في الأمن و أصاغر في الحكومة.. و باب الصغائر مفتوح ( إلا لمن أبى)! و سقط البعض من الاعياء أثناء مشوار الحركات المسلحة فالتقطهم البشير في الدوحة.. و أسبغ عليهم من النعم ما أنساهم مشاوير النضال في الجبال و الأحراش و الفيافي.. و تبعتهم جماعات أخرى حين سمعت بالحوار و النِعم المرتجاة من بعده..
· ضعاف النفوس لا يقاومون الرهق و الجوع.. و إذا وجدوا طعاماً أكلوا بشراهةِ من يخشى ألا يجد أكلاً بعد الأكل الذي أمامه .. فتوافدت وفودهم زرافات.. زرافات و وحداناً.. و شاهدنا مسرحية العبث و اللا معقول و اللعب بالعقول في قاعة الصداقة! و المؤتمر الوطني ( يعلِّف) الجوعى و المنهكين من المعارضة المسلحة في حظيرته..
· قادة المؤتمر الشعبي ( الجدد) لم يستوعبوا الدرس طوال 28 عاماً.. شاركوا في الحوار، و تداولوا حول مخرجاته و سمعنا منهم جعجعات حول مخرجات الحوار و تحديات بعدم تعديل النص المتفق عليه ( و لا شولة واحدة).. لكن بريق السلطة و الثروة تلألأ بين طيات حكومة ( النفاق الوطني).. و حذف بريق السلطة تعديلات في عدة جُمل مصيرية و ليس حذف شولة واحدة فقط.
· قاعدة حزب المؤتمر الشعبي أذكى من قيادتها ( المؤلفة قلوبها).. القاعدة تعلم أن الحوار انتهى بعد أن تسلمت الست بدرية الترزية التوصيات في برلمان تلعب فيه الذئاب مع الحملان.. و كل حمَل يدخل ذلك البرلمان مفقود، و عما قريب سوف يكون المؤتمر الشعبي مفقوداً كلية في بطن ذئاب المؤتمر الوطني.. إنها مسألة وقت ليس إلا!
· و يكابر السنوسي بصوت مبحوح أن:- "... عندما تتم إضافة النواب الجدد.. حينها لا سبيل لأحد لأن يرفع الأغلبية الميكانيكية في وجه التعديلات لأنها أجيزت في الحوار ويجب أن تمر بالتوافق."
· الأغلبية الميكانيكية هي السائدة يا السنوسي.. هي السائدة..
· و أعجب لإبراهيم السنوسي إنه ظل يقرأ كتاب المؤتمر الوطني قرابة ثلاثين عاماُ، " لكنه ما زال في الصفحة الأولى! " و يعتقد أنه لوذعي يسير على هدى شيخه الترابي الذي تلاعب بالنميري و بمجلس شعب النميري و بأمن النميري و اخترق ( كتائب مايو) في كل الأحياء.. ثم جرجر النميري، في أواخر أيام مايو، إلى هاوية قوانين سبتمبر.. بشعار ( الاسلام هو الحل).. فسخرت ( العدالة الناجزة) من نظام النميري و أسقطه الشعب.!
· شيخك الترابي كان أشطر.. و النميري كان يلعب فوق مسرح الرجل الواحد.. و أنت أشتر لن تستطيع أن ترقص مع البشير في مسرح يضج بالممثلين ( عسكر و حرامية)!
· و سوف يكون المؤتمر الشعبي ( خارج) الوجود ( داخل) الحكومة القادمة.. إنه يتماهى الآن في مجمع الطراطير المتراصة في انتظار سماح حزب المؤتمر الوطني لأخذ قطعة من الكيكة:- سلطة محدودة و ثروة لا محدودة..
· و من أوهام ابراهيم السنوسي اعتباره أن حجة بقاء الحركات في الخارج انتفت بعد قرار الرئيس البشير بإسقاط عقوبات الإعدام على المحكومين!
· قال:- " حجة بقاء الحركات في الخارج انتفت".. قال!
· هل سأل السنوسي نفسه عن السبب في الحكم على محكومي الحركات بالاعدام؟ و هل انتفى ما دعاهم لحمل السلاح و غزو بعضهم لمدينة أم درمان؟ يا لذكاء السنوسي!
· أيها الناس، إن السيد/ ابراهيم السنوسي قائد مسطح يقتفي أثر قائد مفكر.. و ليس في يده بوصلة..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة