:: ليس بالضرورة أن تكون عميلاً لتخدم عدوك، إذ يكفي أن تكون غبياً..وهي إحدى حكم الإمام الغزالي ..وعلى سبيل المثال الراهن، بعد أن حرقوا شتول أكبر مشروع لزراعة النخيل بالشمالية بتهمة الإصابة بفطريات البيوض، تأكدوا بأن الإمارات خالية من هذه الفطريات، ثم توهموا بأن جهة ما حقنت الشتول بالفطريات ما بين الإمارات والسودان، ثم ( قفلو الملف)، مع الوعد بالتحقيق .. ولم - ولن - يحققوا بحيث يتبينوا إن كانت كل الشتول مصابة بالبيوض أم فقط تلك العينات التي أرسلت إلى المعامل؟، وهل - أصلاً- أثبت مختبر هولندا إصابة العينات بالفطريات أم قال (يجب إعادة الفحص) ...؟؟ :: وليس بالضرورة أن تكون عميلاً لتخدم عدوك، إذ يكفي أن تكون غبياً..وعلى سبيل مثال آخر، بأرض المحس وسكوت، منذ العام 2006 و إلى عامنا هذا، إحترقت أكثر من خمسمائة الف نخلة بلا فعل الصواعق وبلا حروب، وتدمرت أكثر من ثلاثمائة منزل في أرياف المحس و سكوت وإحترقت مع النخيل بلا فعل الأبابيل وحجارة السجيل..ومع ذلك، لم يجد صدى الحرائق والدمار من ردود الأفعال والأقوال الرسمية غير الوعد بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة الأسباب، ثم إنتظار حرائق أخرى ودمار آخر لتجديد الوعد بتشكيل لجنة تحقيق أخرى ..!! :: وليس بالضرورة أن تكون عميلاً لتخدم عدوك، إذ يكفي أن تكون غبياً .. وعلى سبيل مثال ثالث، كثيرة هي وعود التنمية والخدمات التي سمعها الأهل بمدائن وأرياف المحس وسكوت وحلفا، ولكن تبخرت كل الوعود بما فيها وعد مد المحس بالكهرباء..ومنذ أسبوع، والى هذا اليوم، يتواصل إعتصام أهل المحس بدلقو، ليس طلباً للسلطة والثروة، ولا بحثاً عن تمثيل في حكومة الحوار الوطني، بل رفضاً للإستفزاز .. ذهب المحس من موارد البلد، وأعمدة كهرباء سد مروي وأسلاكها تمر بأرضهم وفوق رؤوسهم شمالاً حتى وادي حلفا، وهم في الظلام .. وإن لم يكن هذا إستفزازاً، فما الإستفزاز ..؟؟ :: وليس بالضرورة أن تكون عميلاً لتخدم عدوك، إذ يكفي أن تكون غبياً.. وعلى سبيل مثال رابع، بوادي حلفا قبل أسابيع، وبالتزامن مع إفتتاح معبر أرقين، تظاهر الأهل احتجاجاً على تحويل نقطة جمارك أرقين إلى عاصمة الشمالية ( دنقلا).. ولهم حق الغضب، فالإحساس العام لايزال يتهم السلطات بالإستيلاء على بعض رسوم الخدمات التي قد تعيد الحياة إلى أرقين وحلفا.. وبكل مدائن البلاد الحدودية محطات جمركية، فلماذا دنقلا - التي تبعد عن الحدود بأربعمائة كيلو- هي محطة جمارك أرقين؟.. ولماذا لا تكون أرقين ذاتها هي المحطة ؟..ليست هناك إجابة غير رغبة البعض في تجفيف تلك الديار، وكأن الإغراق لم يكفي ولا الحرائق المتتالية، ولا حرمانهم من الكهرباء ..!! :: وهكذا، وقد صدق الغزالي، ليس بالضرورة أن تكون عميلاً لتخدم عدوك، إذ يكفي أن تكون غبياً.. والشاهد أن مساحة الشمالية شاسعة، بيد أن عدد سكانها لا يتجاوز نصف مليون نسمة .. يتوافدون إلى الخرطوم أرتالاً، ثم يهاجرون أفواجاً.. والرقم هزيل - هناك خمسمائة الف نسمة - على أرض صالحة للزراعة بحجم (14 مليون فدان)، في ولاية حدودية تحاصرها المخاطر..المجتمعات المستقرة هي أقوى وأفضل وسائل تأمين الحدود، وليست الجيوش وعدتها وعتادها.. ولكن بسوء الإدارة، والعجز عن مكافحة أسباب حرائق النخيل، ثم بحرمانهم من الخدمات يكاد تجفيف مناطق المحس وسكوت وحلفا - وغيرها من مناطق الشمال الحدودية - من سكانها، أي كما كان الحال بحلايب قبل إحتلاها..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة