قبل عدة أشهر كتبت مقالا تحدثت فيه عن نجاتي ووالدتي من موت محقق بسبب وجود سيارتنا على قضيب القطار في وقت مروره، وأن الإشارة الضوئية لخط سيرنا كانت حمراء والسيارات ملتحمة معنا تماما من الأمام والخلف ولا مجال للمراوغة أو الابتعاد عن سكة القطار.
وحكيت عن انشغال رجل المرور في الشارع المقابل، وغياب موظف السكة حديد المسؤول عن قفل الشارع أمام السيارات مع قرب وصول القطارات.. وقلت إن العناية الإلهية- وحدها- هي التي جعلت الإشارة الخضراء تضيء في اللحظات الأخيرة فابتعدت عن سكة القطار.
يومها اعتقد الكثيرون أني أبالغ أو أن الواقعة من بنات أفكاري، لكن الحادثة الأخيرة التي راح ضحيتها عدد من المواطنين ما بين ميت وجريح جراء دهس قطار حافلة ركاب أكدت أن إجراءات السلامة في عمل خطوط السكة الحديد ضعيفة جدا.
في الأيام الماضية قامت محلية الخرطوم بالتنسيق مع إدارة النقل العام والمواصلات بنقل جزئي لمواقف مواصلات أركويت الفردوس المعمورة السلمة مايو الجريف القلعة والجريف الشيطة، هؤلاء تم نقلهم من موقف كركر إلى موقف شروني.
بمعنى الحكومة بتفسح في المواطنين فترة يودوهم كركر ومرات ينقلوهم الإستاد وهسه جابوهم شروني، محلية الخرطوم عزت الأمر إلى الضغط الكبير الذي يشهده موقف كركر.
الموضوع ليس- فقط- في الضغط على موقف كركر لكن المشكلة الكبرى في العيوب والأخطاء الهندسية في الموقف ، فإذا علمت أيها المواطن أن خمسة من خطوط عبور القطارات تتقاطع في بوابات الخروج من الموقف.. ستتأكد أن هناك مصيبة قريبة. وستتأكد أن هناك حوادث جديدة في الأفق، مما يعني- أيضا- أن نسبة وقوع تلك الحوادث قائمة، وبصورة ليست ضئلية؛ فتقاطعات خمسة قطارات عند بوابات خروج تشهد كثافة عالية في حركة النقل مع غياب إجراءات السلامة، وفقر إدارة القطارات، وشفقة أصحاب الحافلات كل هذه العوامل تؤدي إلى حوادث مؤكدة، وضحايا جدد.
المواطنون الآن في حالة تشبه فئران التجارب يتم نقلهم كل فترة من موقف إلى موقف، ومن زقاق إلى زقاق حتى يتم تشييد بوابات إلكترونية لحركة القطارات، أو متاريس لفصل التقاطعات.. سيظل المواطنون في حالة ترحال، وستظل احتمالات الحوادث مع القطارات قائمة. خارج السور:
حين يغادر المواطن منزله يفكر مليئا يا ترى هل سأعود إلى بيتي أم سينهار بي حمام أم سأسقط في خور ولا يا ربي ح يدقشني قطر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة