*كلمتنا اليوم هي- كما القهوة- (ع الريحة).. *ولكنها ليست مثل (ريحة قهوة) الليثي في رسمه الكاريكاتوري ذاك.. *فقد كانت هنالك ظاهرة طفح للمجاري بالقاهرة.. *فانتقد الليثي الظاهرة عبر رسم يُظهر شخصاً يرشف قهوة أمام مقهى.. *ثم يقول لمن حوله ساخراً (دي قهوة ع الريحة).. *وإنما (ريحتنا) التي ألهمتنا كلمتنا هذه هي رائحة وردة حمراء.. *وردة (نفحني) إياها - بمباني الصحيفة - (نفحات).. *وكل الذي أعرفه عنه أن اسمه - أو لقبه - هكذا.. *وأنه يمر على الصحف كافة يهدي وروداً لمن يشاء من الزملاء ومعها ابتسامة.. *وأنه لا يطلب مقابلاً لهذه الورود سوى نسخة من الجريدة.. *فإن لم يجد فابتسامة (وردية) مثل ابتسامته تكفي.. *فهو رجل يعيش للجمال، وبالجمال، وفي الجمال، وعلى الجمال.. *جميلة كلها حياته - رغم بساطتها- لأنه جميل.. *وكأنما كان يعنيه إيليا أبو ماضي حين قال (كن جميلاً تر الوجود جميلاً).. *ويستمتع بقهوته صباحاً (على ريحة) الجمال.. *فكلما هو جميل في الوجود تستشفه الأنفس الجميلة.. *وتشيرشل حين قدم مع جيش كتشنر أُخذ بجمال الصبح في بلادنا.. *قال إن السودان به أجمل سحر وفجر وبزوغ شمس.. *ولم تحُل (أجواء) الحرب بينه وبين رؤية الجمال في (أجواء) الصباح.. *وكان يرشف قهوته على (ريحة الفجرية).. *ومعمرة كشفت قبل يومين عن سر طول عمرها.. *قالت إنه الزهور ، والطيور ، والحبور ، والبعد عن (الشرور).. *ولا تحس بعمرها إلا وكأنه في (عمر الزهور).. *فاستشعارها الجمال يهبها جمال الصحة البدنية والنفسية والروحية.. *ويجعلها قادرة على امتصاص صدمات الحياة.. *ويُجمِّل لها قهوتها (على ريحة الورود).. *وقد يرى بعض قرائنا في كلمتنا هذه ضرباً من (الجمال الخيالي) في غير موقعه.. *أي إنه لا (موقع) له من الإعراب في ظل (واقعنا).. *وقد يقول قائل منهم إن قهوتنا لا نشربها إلا على مثل (ريحة) مجاري الليثي.. *أو على رائحة التراب - والسراب- أمام (ستات الشاي).. *أو لا نشربها (خالص) لأنه ما من مزاج جمالي لأي (ريحة) كانت.. *ولأمثال هؤلاء نوجه سؤالاً بسيطاً: طيب ما الحل؟.. *الحل هو أن نحاول (التجمُّل) إن عجزنا عن أن نكون (جميلين).. *أن نبحث عن مظاهر الجمال من حولنا.. *فإن عجزنا فلنبحث عن بواعث الشعور به في دواخلنا.. *فإن عجزنا فلنبحث عن (ريحته) بين طيات ذكرى جميلة لقهوة (ع الريحة).. *فإن عجزنا فلنبحث عن (نفحات !!!). assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة