يُحكى أن المؤتمر الوطني قد تنازل عن (وزارات مهمة)، لصالح شُركاء حكومة الوثبة.. ما هي الوزارات المهمة؟ وهل هناك وزارة غير مهمة؟ وما جدواها في حياة الناس - بحيث تستنزف الموا" />
> يُحكى أن المؤتمر الوطني قد تنازل عن (وزارات مهمة)، لصالح شُركاء حكومة الوثبة.. ما هي الوزارات المهمة؟ وهل هناك وزارة غير مهمة؟ وما جدواها في حياة الناس - بحيث تستنزف الموارد المحدودة - وهي (غير مهمة)؟.. كل الوزارات،
إن كانت فاعلة ومنتجة وذات جودة في خدمة الوطن والمواطن، مهمة للغاية.. وكل الوزارات، إن كانت خاملة وكسيحة ومجرد إهدار للمال العام، غير مهمة إطلاقاً.. فالوزارة، سيادية كانت أو خدمية، تكتسب أهميتها من تأثيرها في حياة الناس والبلد!! > ولكن عبدة السلطة وعشاق الكراسي أفسدوا معاني الأشياء وتصنيفاتها بحيث تكون هناك وزارات مهمة لمن نصفهم بالنافذين، ثم وزارات غير مهمة لمن نصفهم بالمهمشين .. وبما أن شركاء حكومة الوثبة من المهمشين الجدد، وبما أنهم يتلهفون - سراً وجهراً - للفوز بمقاعد المسماة بالوزارة المهمة فليس هناك ما يمنع أن نعيد إلى ذاكرتهم (فن تنازل بالتشليع) .. فن التنازل عن الوزارات المهمة لعبة سياسية يتقنها المؤتمر الوطني ويمارسها بذكاء ويحترفها منذ حكومة نيفاشا!! > وكما تذكرون، شارك الحزب الاتحادي الديمقراطي في الحكومة قبل سنوات.. ولأنهم يحبون وزارة التجارة الخارجية حباً جماً، ولا يعلو فوق حبهم لتلك الوزارة - وتصاديقها - غير حبهم للحسيب النسيب، كافأهم بها المؤتمر الوطني .. ولكن للأسف بعد أن تم تجريدها من سطوتها وهيبتها، بحيث لم يعد لوزيرها من السلطات غير التصديق على أذونات إجازات العاملين .. وهذا التجريد لم يحدث لإضعاف سلطة وزير حزب مولانا، ولكن تم تجريد التجارة الخارجية من سلطاتها بعد نيفاشا مباشرة لإضعاف وزير الحركة الشعبية، وهذا هو صاحب الصيحة الشهيرة (وزارتي شلعوها)!! > لم ينتبه حزب مولانا لتلك الصيحة، ولذلك لم يكن مدهشاً أن يتفاجأ عثمان عمر الشريف بوزارة بلا سلطات.. وكذلك وزارة الصحة، كانت ذات سلطة قبل شركاء نيفاشا.. ثم تم تجريدها من سلطة الإدارة الدوائية بتدمير إدارة الصيدلة بإنشاء (المجلس القومي).. ثم تجريدها من سُلطة الإمدادات الطبية بإنشاء صندوق الإمدادات الطبية .. ثم الأدهى والأمر، تم تجريد وزارة الصحة الاتحادية حتى من سُلطة إدارة المشافي التعليمية والمرجعية بالبدعة المسماة ( أيلولة).. وكما للمؤتمر الوطني عبقرية في تشليع (وزارات الشركاء)، فله أيضاً عبقرية في صناعة المصطلحات المراد بها تفكيك تلك الوزارات.. (الآيلولة)!! > ثم كانت هناك الأمانة الهلامية المسماة بالنهضة الزراعية .. وزارة الزراعة تكفي جهازاً مركزياً يؤدي مهام التخطيط والإشراف، وكذلك بكل ولاية وزارة زراعة لها ذات مهام الوزارة الاتحادية، فلماذا تم تأسيس تلك الأمانة وسط كل هذا الفيلق الوزاري؟ وما هي سلطاتها التي تميزها عن كل هذه الوزارات، المركزية منها والولائية؟.. ثم من أية خزينة كانت تصرف تلك الأمانة ميزانيتها؟ وهل كانت تصرفها خصماً من ميزانية وزارة الزراعة أم كانت لها ميزانية موازية لميزانية وزارة الزراعة؟.. كل هذه الأسئلة لم تكن مهمة، فالمهم كانت أمانة النهضة فناً من فنون ( تشليع وزارة الزراعة)!! > ولأن وزارة النقل وهيئة طيرانها المدني كانت من نصيب شركاء نيفاشا، صنعوا وحدة تنفيذ مطار الخرطوم الجديد.. ومن فنون تشليع (وزارة الري)، صنعوا وحدة تنفيذ السدود (دولة داخل دولة).. وفي ذات عهد، خرج أحد الشركاء شاكياً: (وزارتي عاطلة)، وكان وزيراً للاستثمار في وزارة بلا سلطات.. ولن يتوقفوا عن فن التنازل بالتشليع.. لقد تم فصل النائب العام عن وزارة العدل، وهذا فصل حق ولكن مراد به التنازل - بالتشليع - عن وزارة العدل .. وكذلك سلطات بوزارة الداخلية في طريقها إلى إدارة الشرطة، وهذا قد يعني التنازل - بالتشليع - عن وزارة الداخلية.. وهكذا .. لا تفرحوا بتنازلهم عن الوزارات، مهمة كانت أو غير مهمة، فوراء كل تنازل ( تشليع)!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة