مايكل مكوي وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حكومة جنوب السودان لـ"الأسبوع": الرئيس سلفا كير دعا لـ"حوار وطني" لإبعاد البلاد عن "وضع الحرب واللا حرب" الطيران المصري لم يقصف مواقع المعارضة في جنوب السودان .. والشائعة لا يقبلها عقل!!! وإرسال الأسلحة المصرية إلى الجنوب شائعة تستهدف البلبلة وتخريب العلاقات بين البلدين المتمردون يحاربون "جنوب السودان" من الخرطوم برعاية ودعم من الحكومة السودانية
جوبا : أحمد هريدي محمد
في الأول من مارس 2017م نقلت وسائل الإعلام في جنوب السودان صورًا لوصول طائرة عسكرية مصرية إلى العاصمة "جوبا"، بمساعدات دوائية وطبية وغذائية تصل إلى أكثر من 20 طنًا، عقب الإعلان رسميًا عن المجاعة التي ضربت بعض ولايات جنوب السودان، وعلى الفور سارعت اللجان الإخوانية المصرية الإلكترونية المستقرة في ملاذها الآمن في السودان إلى نشر الصورة، مع الإدعاء بأن هذه الطائرة تحمل أسلحة مصرية لجنوب السودان ، ويبدو أن القائمين على رعاية وتوجيه ودعم اللجان الإخوانية من الخرطوم كانوا يحاولون عبثًا إثبات صحة الأقاويل التي أطلقها الرئيس السوداني عمر البشير في الثاني والعشرين من فبراير 2017 والتي زعم فيها أن الحكومة المصرية تدعم حكومة دولة جنوب السودان بالأسلحة ، وفي ذات التصريحات التي أدلى بها "البشير" لعدد من رؤساء تحرير الصحف السودانية المرافقين له في زيارته "الأخيرة" للإمارات، نفى عن غير قصد ما نشرته وسائل إعلامه الرسمية من أكاذيب ومزاعم مفادها أن طائرات عسكرية مصرية قصفت مواقع للمعارضة في جنوب السودان!! وأصبحنا أمام اتهامات رسمية سودانية متضاربة .. وسائل الإعلام الرسمية السودانية تؤكد أن مصر تقصف جنوب السودان .. ورئيس النظام السوداني ينفي الأكذوبة الأولى بشائعة ثانية، ويقول إن مصر لا تقصف جنوب السودان ولكن تمدها بالأسلحة .. وتحاول وسائل إعلام سودانية أن ترمي باتهامات أخرى مبهمة للإيحاء بأن تعزيز العلاقات المصرية مع جنوب السودان يستهدف إلحاق الضرر بالسودان!! هذه الإتهامات والأزمات التي تضرب جنوب السودان وحالة "الحرب واللاحرب" وأسئلة أخرى أجاب عليها مايكل مكوي لويث وزير الإعلام ، المتحدث الرسمي باسم حكومة جنوب السودان في حديث خاص لجريدة "الأسبوع" من العاصمة جوبا. أكد مايكل مكوي وزير الإعلام في جنوب السودان ، أن الرئيس سلفا كير مَيارديت دعا إلى عقد حوار وطني يهدف للمصالحة ولم الشمل وهى خطوة جيدة وايجابية ، ومن المقرر أن تتم خلاله مناقشة كافة المشكلات التى تعاني منها البلاد ومن ثم ايجاد الحلول المناسبة لها، وبهذه الطريقة سيكون شعب جنوب السودان في صف وموقف واحد، وهو ما يؤدي للابتعاد عن الوضع الحالي الذى تشهده البلاد "وضع الحرب واللا حرب" ، ولذلك فإن الحوار الوطنى مهم للغاية لأنه سيؤسس لحياة أفضل . وقال وزير الإعلام الجنوب سودانى - في حديثه لـ"جريدة الأسبوع" : "إن التمرد المسلح ببلاده بدأه "رياك مشار" فى ديسمبر 2013 على هيئة انقلاب عسكري بالعاصمة "جوبا" وعندما لم يتمكن من الاستيلاء على السلطة خرج من المدينة وقام بتشكيل حركة مسلحة هدفها محاربة جنوب السودان، وبعدها بدأنا مباحثات معهم برعاية وكالة "إيجاد" وأسفرت الجهود المبذولة عن توقيع اتفاق سلام فى أغسطس 2015 ، وبالرغم من التنازلات التى تم تقديمها لصالح تحقيق السلام والإستقرار فقد رفض المتمردون الإلتزام بتنفيذ الإتفاق حتى تاريخه . وأكد المتحدث الرسمي باسم حكومة جنوب السودان، أنه لا صحة لما تردد من مزاعم حول قيام الطيران المصري بقصف مواقع للمعارضة في جنوب السودان أو دعم القاهرة لجماعات المعارضة بالسلاح وقال :"إن الهدف من ترويج مثل هذه الشائعات هو خلق البلبلة وتخريب العلاقات بين البلدين، وتم إطلاق هذه الشائعات بعد الزيارات الأخيرة الناجحة للرئيس "سلفا كير" للقاهرة وأديس أبابا، وأوضح وزير الإعلام "أن الرئيس السودانى عمر البشير هو من أعلن هذا الكلام بهدف إفشال علاقة دولة الجنوب مع إثيوبيا ، وتعبيرًا منه عن عدم رضاء السودان عن تطور العلاقات بين جنوب السودان ومصر. وأضاف مايكل مكوي :"نعلم جيدًا أن الحكومة السودانية هى من تساعد المتمردين الذين يحاربون ضد جنوب السودان والمستوطنين حاليًاً في الخرطوم، وبالرغم من هذا فليس لدينا مشكلة في القول بإن السودان هى دولة مجاورة ولا نريد أن يكون بيننا وبينهم أى توتر في العلاقات ، وأما الكلام الذى أطلقوه بأن الحكومة المصرية تقوم بضرب المتمردين بالطائرات فهو أمر لم يحدث وغير منطقي!!"، وأشار وزير الإعلام إلى أن العلاقة بين حكومة مصر ونظيرتها في جنوب السودان قوية، ولكنها لا يمكن أن تصل إلى مرحلة أن يأتي سلاح الجو المصري ليضرب المتمردين، فنحن قادرين عليهم، ولدينا سلاح الجو الخاص بجنوب السودان ونستطيع أن نستخدمه، مؤكدًا "أن حكومة السودان هى من تدعم التمرد في جنوب السودان بشكل علني نهارًا جهارًا وليس بطريقة سرية". وأشار وزير الاعلام إلى إن الحرب الدائرة أدت إلى توقف خطط التنمية والاستفادة من الموارد الطبيعية بالدولة، ولكن في الوقت الحالي نتحرك في اتجاه السلام، ونتمنى في الفترة المقبلة أن يتم العمل على تنمية الموارد الأخرى"، وقال إن الرئيس "سلفا كير"، "قام العام الماضي بشراء ألف جرار زراعي لم تُستغل بسبب قدومها مع فصل الخريف، ولكن من المقرر أن يتم تشغيلها العام الحالي بشكل جيد حتى يكون لنا العام القادم فائض من الغذاء للخروج من الأزمة الحالية وإنهاء المجاعة". وأوضح المتحدث الرسمي باسم حكومة جنوب السودان أن بلاده بها ثروات كثيرة، وحاليًا يتم الاستفادة من البترول فقط، وقال: "لم نبدأ بعد في استغلال الثروات المعدنية الأخرى حتى الآن، ولدينا أراض خصبة للزراعة، لذلك لدينا مخطط لتنمية واستغلال الموارد الطبيعية بجنوب السودان، وسيتم تعظيم الاستفادة من البترول، واستثمار العائدات المتوقعة منه في عمليات التنمية التى تحتاجها البلاد. وأوضح وزير الإعلام أن وزارة المالية والتخطيط تعمل حاليًا على استيراد الطعام بكميات كبيرة وضخها في الأسواق وفقًا لقانون "الطلب والبيع" من أجل الحد من ارتفاع الأسعار، وقال إن السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار هو ضعف العملة المحلية، معربًا عن أمله في زيادة انتاج البترول من أجل ادخال العملة الصعبة للبلاد إلى جانب البدء في زراعة مساحات كبيرة من الأرض مما سيؤدي إلى انخفاض الأسعار، وأضاف: "من المتوقع أن يتم تنفيذ عدد من المشروعات ستؤدي بدورها إلى تحسن في الأوضاع الاقتصادية المتدهورة حاليًا". وأشار مايكل مكوي إلى أن قوانين الاستثمار والشركات المنظمة للعمل التجاري في جنوب السودان جيدة وسهلة ومشجعة، إلا أن رجال الأعمال يترددون في المجئ إلى بلادنا بسبب الظروف الأمنية الموجودة حاليا، لافتًا إلى أن الفرص عديدة للمستثمرين للعمل في مختلف المجالات، نظرا لما تتمتع به جنوب السودان من ثروات طبيعية مثل الزراعة والمعادن التى لم تستغل حتى الآن، وأرى أن المشكلة الرئيسية لعدم قدوم المستثمرين تتمثل في الحالة الأمنية بالبلاد. وتقدم مايكل مكوي لويث بالشكر لشعب وحكومة مصر على ما قدمته من المساعدات الدوائية والغذائية المصرية والتي نقلتها الطائرة المصرية إلى جوبا ، واصفًا هذه المبادرة بأنها خدمة جليلة لشعب جنوب السودان. وتابع المتحدث الرسمي لحكومة جنوب السودان قائلا:في الوقت الحالي نحتاج لمزيد من المساعدات، حيث أعلن الرئيس سيلفا كير وجود مجاعة في جنوب السودان، وهذا الأمر يجعلنا نتلقى مساعدات من الدول الصديقة، لذلك فإن هذه المساعدات التى وصلتنا من الحكومة والشعب المصري أمر عظيم ويحظى بكل التقدير، ولا نقول أن هذه المساعدات كافية، ونتمنى زيادتها خلال الفترة المقبلة. وقدم المتحدث الرسمي باسم حكومة جنوب السودان الشكر للرئيس السيسي وشعب مصر متمنيًا كل الخير للبلاد قيادة وشعبًا، داعيًا إلى مزيد من التقدم في العلاقة بين الدولتين، وألا تتوقف الزيارات المتبادلة بين المسئولين في البلدين حتى نبنى علاقات أقوى وأقوى ، وقال إن زيارة الرئيس سيلفا كير للقاهرة في يناير 2017 كانت موفقة بكل المقاييس، ونجحت فى دعم العلاقات بين البلدين بشكل رفيع ، مؤكداً على العلاقات الأزلية التى تجمع شعبي البلدين . ووجه وزير الإعلام رسالة إلى رجال الأعمال المصريين قائلا:"تعالوا إلى جنوب السودان فلدينا أرض واسعة ممتلئة بالخيرات الكثيرة، ومرحبًا بكم في أي حقل من حقول الاستثمار"، كما وجه رسالة إلى الأطباء المصريين، ودعا إلى مشاركة أطباء مصر في علاج أبناء جنوب السودان ، وقال: "كنت اتمنى أن يأتى مع الأدوية التى تم ارسالها أطباء أيضًا، وأوضح أن مصر هى أول دولة جاءت إلى جنوب السودان وقامت بتأسيس العيادة المصرية في عام 2005، وهذا عمل كبير وقدمت خدمات كثيرة لأبناء وبنات جنوب السودان." وناشد وزير الإعلام أبناء جنوب السودان في الخارج، وكل من أنهى دراسته أن يعود إلى بلاده للمشاركة في عملية التنمية، وخدمة بلده ورد الجميل إلى أهله. وفي ختام حديثه وجه مايكل مكوي رسالة للشعب السودانى قائلاً : إن الانفصال الذى حدث بين البلدين هو انفصال سياسي، وليس اجتماعيًا لأن الشعبين متواصلين، ولذلك فالسوداني الموجود هنا في جنوب السودان والجنوبي الموجود هناك في السودان يشعر أنه في نفس البلد ، ولذلك أتمنى أن يستمر التعايش بين الشعبين دون أى مشكلات بينهما".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة