الخرطوم: الهضيبي يس تقاطر أكاديميون وإسلاميون أصحاب تجربة فكرية في الشرق الأوسط وإفريقيا، نواحي مركز دراسات المستقبل، يوم (الأربعاءالماضي ) لمعرفة أين يقف المشروع الإسلامي، وآفاق التحديات التي تنتظره، في أعقاب زهاء الـ (28) عاماً قضوها في حكم البلاد. صراحة تامة احتفت المنصة باللواء (م) يونس محمود وتم تعريفه بالشخصية الشرسة، صاحبة المواقف الحاسمة والقوية، عندما كان يجار بصوته من علي الاذاعة السودانية بعبارة (أيها الشعب السوداني البطل). يونس تدرج في الحديث عن تجربة المشروع الإسلامي من ناحية أمنية وفكرية وقال بوجود مجموعة تحديات في طريق المشروع الإسلامي ما تزال موجودة، ممثلة في أطراف مُعادية للسودان كدولة، ولنظام الإنقاذ منذ مجيئه، موضحاً أن السودان استطاع تجاوز الدعاية الإعلامية السوداء رغم أنها ممنهجة لأغراض استهداف الروح المعنوية للحكومة وتشويه صورة الدولة، واختزال فكرة المشروع الإسلامي في عمليات التطرف والإرهاب، ما دفع بدولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية لأن تُصرّ على وضع السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب. وأكد يونس أن الإسلاميين جاءوا بمفهوم المشروع الدولة، الذي كان يحتاج إلى امتطاء سرج السلطة وصولاً لمجمل الأهداف (حد تعبيره)، وقال إن التجربة العملية تقول إن الإسلاميين دخلوا معارك عسكرية كثيرة استفادوا منها، مستدلاً بمعركة الجزيرة أبا ومحاولة تغيير نظام مايو في العام 1976 وما عرف وقتها بحركة المرتزقة، حتى تاريخ انقلاب الإنقاذ في العام 1989 والذي وظفت فيه الطاقات من أجل المشروع نفسه بالإضافة إلى وجود الإسلاميين داخل المؤسسة العسكرية، الأمر الذي أسهم هو الآخر في تأمين مصير المشروع جنباً لفكره العميق. وتأسف يونس الذي تحدث باستفاضة عن الدور العسكري في ترسيخ مفاهيم وأهداف المشروع الإسلامي السوداني، بينما هو الآن يعيش مجموعة من التحديات منها ظهور حالة الاعتداء، ونهب المال العام، حيث أضحى لكل وزير ووالٍ حساب بنكي من دون أي محاسبة وضبط للرقابة. كذلك انتشار السلاح في أيدي مجموعات استعانت بهم الدولة في فترة من الفترات لإنهاء التفلتات الأمنية في مناطق الصراع المسلحة وتبرز مخاوف من استخدام هذه المجموعات للسلاح ضد الدولة، ومحذراً في الوقت نفسه من الأساليب التي تلجأ إليها الحركات المسلحة في التفاوض مع الحكومة في مقابل الحصول على الأموال، ومن ثم الانشقاق لتحقيق ذات المكاسب معرِّفاً المسألة بأنها ثقافة الحرب وابتزاز الدولة، مطالباً بضرورة إسناد العمليات العسكرية فقط لقوات النظامية بالدولة من القوات المسلحة والشرطة لضمان ضبط حركة العمل بالمؤسسة العسكرية. تشيُّع بنبرة مليئة بالحزن والتاسف تحدث أستاذ العلوم السياسة بالجامعة الإسلامية د. نوح عبد الرؤوف التكينة، عن الأوضاع التي آلت إليها الحركة الإسلامية والمشروع الاسلامي السوداني، وقال بتفشي العلل مُعدِّداً منها الرشوة والمحسوبية والمحاباة، ناهيك عن تمدد عمليات التنصير التي تجري بالبلاد على مرأى ومسمع من قيادات الدولة المنتمين للتيار والمشروع الإسلامي (حد تعبيره). كاشفاً عن تشيُّع المئات من المواطنين بكل من (كسلا، أبوزبد) إضافة إلى ظهور مجموعات إلكترونية كمجموعة ما يعرف (بشباب ضد الحجاب)، و(ملحدون من أجل السودان) واصفاً القائمين على أمر هذه الصفحات بأنهم خرجوا من الملة جملة وتفصيلاً. وقال نوح: "بينما نحن نتحدث في أمور وقضايا السياسة التي جرفتنا عن الفكرة والمشروع في ظل مجموعة متغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية تعصف بالعالم". محذراً من سيطرة الجماعات السلفية على المشهد السوداني، واحتلال مواقعهم بالدولة من خلال بعض البرامج التي يعكفون على تنفيذها من وقت لآخر. تنصير قالت أستاذة علم الاجتماع وعضو شورى الحركة الإسلامية د. مها عبد العال: "إن التحدي الذي نقبل عليه متمثل في مجابهة عمليات التنصير التي تجتاح الدولة خاصة عقب تمدُّد الوجود الكنسي بالبلاد عن طريق ما يعرف بالمنظمات صاحبة الديباجة الإنسانية. ونوّهت مها إلى إقبال الدولة والحكومة على تحدٍّ جديد متمثل في إقامة حكومة متزنة وصاحبة شراكة جامعة لكافة الأحزاب السياسية، بالرغم من التشكيك في نوايا بعضها، وفي كيفية المضي بالمشروع الإسلامي السوداني بعيداً عن حدود الجغرافيا والعوامل السياسية، عن طريق التوظيف الأسلم لحالة الانفتاح والتدفق الهائل للمعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأخرى. كفتان بينما قال المحاضر بالجامعة الإسلامية وعضو الحركة بأمانة الفكر د. علي عيسى عبد الرحمن، إن العالم يمضي إلى صراع محموم ربما يُفضي إلى انقراض عدد من الحضارات، الأمر الذي يحتاج منا تكثيف المجهودات حال رغبنا في نشر مفاهيم ومقومات المشروع الإسلامي وتسخير جميع الموارد الموجودة (البشرية والمادية) من أجل خلق توازن لكافة الصراع حال حدوثه. مؤكداً أن الحضارة الغربية ما تزال تؤمن بضرورة سيادة الجهة الواحدة، وإعادة الأمجاد السابقة التي سقطت في حقبة ما، مسترشداً بمجموعة الحروب التي دخلت فيها أوروبا وصولاً إلى العصر الحديث ونشوب الحربين العالميتين، الأولى والثانية، وشعور عديد النخب في أرووبا بضياع موروث كبير لهم تم تحقيقه ولم تتم المحافظة عليه، ويستوجب البحث عن طرق ومسلك لإعادته، وقال إن ذلك متوقع أن يحدث بصدام كلا الحضارتين، وانتصار أحدهما على الأخرى مع زوال المهزوم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة