:: تصريح وزارة المالية حول بعض المشاريع الموؤودة يبدو كالمطرب الذي جاءوا به إلى دار اليتامى ليشاركهم أفراح رأس السنة، فغنى للصغار : ( أمي الله يسلمك )..لقد تناسينا موت هذه المشاريع ، فلماذا يجتر الدكتور عبد الرحمن ضرار وزير الدولة بالمالية (الذكريات الأليمة)؟.. قال سيادته - لنواب البرلمان - بأن هناك مشاريع رفضت الصين تمويلها لعدم توفر الضمانات، و لم تكتمل إجراءات تمويل مشروع مطار الخرطوم الجديد (حتى الآن)..!! :: ومشروع سكر السوكي أيضاً، توقف تمويله بعد إستلام الشركة - من الحكومة - مقدم العقد (16.000.000 دولار).. وكثيرة هي المشاريع ذات المقدم المدفوع وغير المسترد، وليس للناس من قول غير ( الجاتنا في مالنا ما ح تسامحكم).. سوء التخطيط لا يؤدي لغير حصاد الفشل، أي لتوقف المشاريع ثم العجز عن إسترداد مقدم العقود.. ونكتب - لجيل الشباب - قصة مطار الخرطوم..نعم، للأعزائي مواليد العام 1999، وقد أصبحوا اليوم شباباً في الجامعات..!! :: في عام ميلادكم تم تشكيل لجنة لتنفيذ مشروع مطار الخرطوم الدولي بأمدرمان..تلاشت اللجنة قبل تنفيذ المشروع، وحل محلها كيان هلامي مسمى بوحدة تنفيذ مطار الخرطوم.. ولم يكن لهذه الوحدة موقعاً مؤسسياً في هيكلة الدولة..ومع ذلك، كانت لها ميزانية دون أن تخصم من ميزانية الطيراني المدني جنيهاً..فالوحدة موازية لهيئة الطيران في ( الميزانية والمهام)، وتم ذلك في أكتوبر 2005، أي بعد ست سنوات من عمر تلك اللجنة التي تلاشت، وكنتم حينها أطفالاً في ( سنة أولى أساس)..!! :: تم تأسيس الوحدة بمبانيها وإداراتها وسياراتها وميزانيتها..وإستبشرنا خيراً بالوحدة ( الماعندها كرعين)..فالمهم تنفيذ المشروع ..مضى العام الأول من عمر الوحدة، ولم يحدث شئ بأرض المشروع غير تسويرها ب (سلك شائك)..ثم مضى العام الثاني، ولم يحدث شئ غير ( حفر آبار)..ثم مضى العام الثالث من عمر الوحدة، ولم يحدث شئ غير (التشجير).. ولكن في العام الرابع ، كان الإنجاز مدهشاً، إذ تمكنوا من بناء بيوت إدارية..أما في العام الخامس، فلقد بلغ الإنجاز مداه بزراعة ( نجيلة)..!! :: وعندما مضى العام السادس من عمر الوحدة، لم يكن هناك مشروعاً يصلح بأن يمسمى بالمطار..ست سنوات من التنجيل والتسوير والتشجير وحفر الآبار.. وبعدها ،أصدرت المالية قراراً بتحويل قروض الصناديق العربية لغرض آخر غير المطار، ثم الإبقاء على (الوحدة وميزانيتها)..أي صرفت النظر عن المشروع وأكدت حرصها على بقاء الوحدة (بلا شغلة)..وبعد أشهر من هذا القرار الغريب، أصدرت رئاسة الجمهورية قراراً بحيث تلحق الوحدة مطارها.. نعم، بعد ست سنوات من إهدار المال فيها، تخلصوا من الوحدة و( وعودها)..!! :: ثم فجأة، في أكتوبر 2013، تم توقيع عقد مع شركة صينية على تنفيذ مشروع مطار الخرطوم الدولي، وتنفسنا الصعداء..(700 مليون دولار)، يسدد خلال (15 سنة)، مع فترة سماح (5 سنوات)، ويتم التنفيذ خلال ( 40 شهراً) من تاريخ التوقيع.. و..( نسينا الموضوع )..ولكن فجأة، تذكرنا وزارة المالية بالموضوع وتقول ( لم تكتمل إجراءات التمويل).. (1999 - 2016)، هكذا يجب أن نكتب على شاهد قبر المرحومة ( فكرة مشروع مطار الخرطوم ).. !! :: ولكن هناك فوائد .. لقد إستغلت حكومة الخرطوم - وجهات أخرى - تلك الفكرة كأحسن ما يكون الإستغلال، وذلك بتوزيع مخططات سكنية بجوار مطار الخرطوم الدولي الجديد.. وبهذا الجوار إمتلأ خيال المشتري بأنه سوف يقف أمام منزله - ليسقي الشجر - ويتأمل في حركة الطائرات بمطار الخرطوم الدولي ..هكذا باعوا الأوهام للبسطاء.. والقانون لا يحمي البسطاء ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة