لا شك بان العصيان المدني السابق نجح بنسبة عالية جدا وهذه النتيجة ظهرت أثارها جليا على نظام المؤتمر الوطني الذي اصبح كالاسد الجريح عندما تخور قواه وعندنا مثل في السودان يقول فلقتين في الرأس توجع وكنا لقد كتبنا مقالة بعنوان (ورمت عصيان العصيان المدني راس المؤتمر الوطني هذه المرة 27 نوفمنبر 2016م ). ولقد اتضح فيما بعد ان التتورم في رأس النظام كان سببه نزيف داخلي وهذا يعني نظام المؤتمر الوطني في حالة حرجة وقد لا تجدي معه اي محاولات لإنعاشه ولأنه الآن في حالة غيبوبة كاملة لدرجة انه لا يدري بنفسه . من حق الشعب السوداني تقرير مصيره في وطن ليس له بديل عنه ومن حق الاجيال الحاضرة ان تثور ضد الظلم والقهر والعنصرية والمحسوبية لتصنع وطن معافى من كل المشاكل والاوبئة الخطيرة التي اقعدته عن مواكبة التحضر والتقدم والازدهار وجعلته بؤرة خراب وفساد ودمار للإنسان البائس الفقير المريض الخائف الهلع من هول الحروب الطاحنة وعدم الاستقرار وكل ذلك على يد عصابة المؤتمر الوطني بقيادة عمر البشير. أن العصيان المدني المعلن يوم 19 ديسنمبر 2016م لهو حدث وطني تاريخيا عظيم واضحى واجب على كل سوداني شريف يريد الخير لوطنه ان يشارك وينفذ العصيان المدني الذي سوف يقلع نظام المؤتمر الوطني من على سدة الحكم الجائر ويريح السودان من الحروب والاقتتال والفتن المتفاقمة ويحقق السلام ويوفر لقمة العيش الكريم للمواطن والعلاج للمريض . العصيان المدني الثاني 19/12/2016م سوف يكون اختبار حقيقي لقوى المعارضة او من يسمون انفسهم معارضة لنظام المؤتمر الوطني في أن يأكدوا انهم يعارضون النظام من أجل رفع معناة الشعب السوداني ويقاف الحروب في النيل ازرق ودارفور وقليم جبال النوبة وإنهاء ضيق العيش وتوفير كافة ضروريات الحياة للشعب السوداني ويثبتوا للشعب السوداني انهم ليسوا طلاب سلطة ونفوذ ولا هم يهرولون من أجل جمع المال السائب وسيل لعابهم على الفلوس والتمتع بها على حساب شقاء الشعب الآن العصيان المدني يوفر لهم مناخ جيد لو كانوا صادقين على ان يتفاعلوا ايجابيا معه لتعيمق تاثيره على نظام المؤتمر الوطني حتى رحيله. فان اي حراك سياسي خارج دائرة العصيان المدني سوف يؤثر سلبا على مسار الثورة الجماهيرية لأسقاط النظام ولا تجدي اي مبادرات مع هذا النظام ولقد كانت كل المبادرات التي افتعلتها هذه الاحزاب مجتمعة ومتفرقة سبب مباشر في اطالة عمر النظام وتعميق معناة الشعب السودان ومكنت النظام واتباعه للنهب والسلب وسرقة كل اموال الدولة لصالحهم وادخلوا السودان في هذا النفق المظلم الذي نعيش فيه الآن . الشعب السوداني وحده يستطيع أن يحقق طموحاته لا اديس ولا نيروبي ولا باريس كلها لا تنفع وبالتاكيد أن تلك الهرولات والسباق المارثوني لا يعدوا كونه تجارة رابحة بين الرعاة الذين ينفقون على تلك المناسبات لبقاء النظام من اجل مصالحهم والمتعهدين من أتباع نظام المؤتمر الوطني الذين يستلمون الاموال لإدارة وفود المعارضة والحكومة المرسلة إلى المؤتمرات واللقاءات التي لا تشبع ولا تغني من جوع بل زادت الوطن دمارا . العصيان المدني عمل جماهيري صادق يعبر عن طموحات الشعب السوداني بكافة الوان طيفه وكما يقول المثل الشائع المصيبة توحد المصابين فان نظام المؤتمر الوطني لم يستثني تعذيب احد من السودانيين إلا اتباعه من اللصوص والحرامية وسفاكي الدماء ومقاومة هذا الشعب معلم النضال والثورات ليست الأولى هي ويشهد تاريخه العريق والحافل بالبطولات بأنه قادر على أزالة اي دكتاتورية متى ما أراد مهما تكبر اي طاغية فان لشعب السودان يمتلك عدة سبل لإقتلاعه وان التهديدات والارهاصات التي يطلقها نظام الكيزان على لسنان رئيسه ماهي إلا فرفرة فرخة مذبوحة لا تستطيع ان توقف ثورة الشعب التي انطلقت . لقد نصح العقلاء السودانيين قيادات نظام المؤتمر الوطني للعدول عن طريقة حكمهم للسودان كثيرا ولكنهم لا ينتصحوا واخذتهم العزة ونسوا أن العزة لله وحده ولقد ضرب الله لهم الامثال حية حتى شهدوها بام عينهم في ثورة الربيع العربي التونسية في 14 يناير 2011م ضد الرئيس المخلوع زين العابدين بني على بعد ان قال كلمته الشهيرة ( ايها الشعب التونسي اكلمكم اليوم في كل مكان لأن الوضع اليوم يحتاج تغيير عميق والآن فهمت : انتهى كلامه ) ثم حمل معه ما ستطاع من كنوز الدينا ومن مال الشعب واتجه إلى السعودية بعد ان رفضت فرانسا استقباله وبعد ذلك تحرك الشباب المصري فثورة كانت الفريدة من نوعها في القرن الحالي اريقت فيها الدماء بكثافة وتم اقتلاع نظام الرئيس محمد حسني مبارك في 11 فبراير 2011م بعد قرر التنحي وتسليم امر البلاد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة التي انحازت للشعب بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي، ثم بعد ثورة مصر هبت رياح الربيع العربي إلى ليبيا التي اعترف نظام المؤتمر الوطني بان له يد في دعم الثوار ضد الرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي الذي قتل في مدينة سرت على يد الثوار في 20 /10/2011م فيا ويل للحكام من غضبة ثورة الشعوب هذه كلها كانت اشارات وعظة لمن يريد ان يهتدي ولكن ابليس وشياطين المؤتمر الوطني لم يتعظوا بها ابدا حتى يقضي الله امرا كان مفعولا. عاش الشعب السوداني حرا ابيا وليذهب نظام الظلم إلى مزبلة التاريخ محمود جودات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة