فليعذرني الروائي العالمي، الراحل الكبير «نجيب محفوظ» (1911-2006) ــ رحمه الله ــ أول عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب، على اضطراري لاستعارة عنوان روايته الشهيرة «ثرثرة فوق النيل» التي نشرها عام 1966، حيث تجرى حالياً «ثرثرة ضد قطر» على الساحة المصرية، بلغت فيها البذاءات أعلى مستوياتها الإعلامية، ووصلت فيها السفالات أقصى مراتبها غير الأخلاقية، وتجاوزت فيها الاتهامات الملفقة أخطر مراحلها الرسمية! .. والمؤسف أن هذه «الثرثرة» المستمرة، يتم توظيفها جماهيرياً من أجل التغطية على إخفاقات أجهزة الدولة المصرية، لتبرير فشلها في معالجة المشاكل الجماهيرية، وصرف الأنظار عن عجزها في علاج معضلاتها الاقتصادية، أو احتواء أزماتها السياسية، وتسوية ملفاتها الأمنية، والتي كان آخرها حادث تفجير «الكنيسة البطرسية» في وسط القاهرة، مما يمثل ذروة الفشل الأمني، والقصور الرسمي في تأمين «المجمع القبطي»، المستهدف بالعمل الإرهابي. .. وقبل الدخول إلى صميم الهدف الذي دفعني إلى كتابة هذا المقال، أتوجه بخالص العزاء وعظيم المواساة إلى «البابا الأنبا تواضروس» الثاني بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية .. وإلى أهالي ضحايا الحادث المأساوي، وإلى الشعب المصري الشقيق، بكافة انتماءاته الحزبية، وبمختلف مكوناته الدينية، المسيحية منها والإسلامية، معبراً عن استنكاري الشديد لذلك الحادث الإرهابي، البعيد عن أي تشريع سماوي، مع أصدق دعواتي للمصابين الأبرياء بالشفاء العاجل. .. وهذا ما يعكسه البيان الصادر عن وزارة الخارجية، الذي أدان بشدة الجريمة النكراء، وجدد التأكيد على موقف قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب، مهما كانت أسبابه ودوافعه. .. وبطبيعة الحال وفي جميع الأحوال، فإن استهداف دور العبادة يعد عملاً إرهابياً جباناً يخالف تعاليم الأديان السماوية. .. وما من شك في أن ما يجمعنا مع أشقائنا المصريين، سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين، أكبر مما يفرق، وإذا كنا نعرف ونعترف أن العلاقات القطرية ــ المصرية تمر، في الفترة الحالية، بهبوط حاد ولا أقول محدود، فهذا لا يعني أن يهبط بعضهم إلى ما دون الحضيض، فينزلق في هاوية التحريض الموجه ضد قطر والقطريين. .. ويمكن لأي متابع أن يلحظ النشاط المفرط لأصحاب التوجهات الدعائية العدائية في مصر ضد قطر، حيث تتواصل حملاتهم شديدة الانتقاد لكل ما هو قطري، وتتوالى «حفلاتهم» شديدة الانقياد لتوجهات «تيارهم اليميني» المتطرف، صاحب «التوجه الشعبوي» المتعجرف! .. وكشكل واضح من أشكال النفاق الفاضح لنظامهم المفضوح، صار بعضهم يتطوع لتوجيه الشتائم ضد قطر، لدرجة أنه لم تبق أي خطيئة لم تنسب إليها، ولم تترك أي نقيصة لم تلصق بها، في إطار حملات القذارة التي تخدش حياء المصريين قبل القطريين، وتجرح الكبرياء، وتساهم في تغذية مشاعر العداء بين الأصدقاء والأشقاء! .. وما من شك في أن مصر التي يتباهى شـعبها الشقيق بأنهم أصحاب أول حضــارة في التاريخ عمرها «سبع تلاف» سنة، ينبغي أن يكون اختلافهم مع الآخرين متحضراً، ويكون ردهم على غيرهم حضارياً، وليس غوغائياً وغير أخلاقي، مع ثقتي المطلقة أن الأساليب القذرة التي يلجأ إليها بعضهم يرفضها أي مواطن مصري محترم، حتى لو كان مختلفاً في مواقفه السياسية مع قطر، كما ترفضها الأخلاق المصرية المشهود لها بالأصالة العربية، والقيم الإسلامية. .. وبصراحة، بل بمنتهى المصارحة، لا يستقيم لدولة في مكانة مصر الحضارية، التي تتفاخر بتاريخها المتحضر، أن يكون خطاب بعض أهلها غير متحضر بهذه الطريقة البذيئة، التي تشكل في مفرداتها إهانة بالغة، ليس إلى من يسمونها «دويلة قطر»، ولكن إلى «الحضارة المصرية» بكل إرثها الأخلاقي، وتراثها الإنساني. فالحضارة ليست «آثاراً» وحجارة، ولكنها علامة تطور فارقة في تاريخ البشرية، وفي التعاملات الإنسانية، وينبغي على من يقذفون قطر بالحجارة احترام حضارتهم قبل غيرهم، لأن «النباح» سلوك غير حضاري، مثله مثل «الصياح» الذي ينتهجه بعضهم في اختلافهم الساري، وخلافهم الجاري. .. وفي إطار «مهرجانات الصياح» بإمكان «الطبالين» و«الراقصين» و«الرادحين» و«المادحين» مواصلة «ثرثرتهم» دون استئذان الكاتب الكبير «نجيب محفوظ»، ولكن مثلما كانت روايته الشهيرة «ثرثرة فوق النيل» مقدمة لـ «نكسة عسكرية» عام 1967، ما زال العرب يدفعون ثمنها، فإن «ثرثرتهم» غير الحضارية الدائرة حالياً ضد قطر تشكل مؤشراً على سقطة تربوية، وانتكاسة أخلاقية. .. ولا جدال في أن ذاكرة القطريين لن تنسى كل من أساء إلى رموز قطر، ولن تغفر لكل من شارك في حملات التشنج غير الحضاري السائدة في خطابهم الإعلامي. .. والمفارقة أنهم لم يجدوا عيباً يرتكزون عليه للانتقاص من قيمة قطر، سوى صغر حجمها، وقلة عدد سكانها، ولهذا يحاولون الانقضاض على مكانتها الدولية المرموقة، فيصفونها بأنها «إمارة»، أو «مشيخة»، رغم أن ظروفها السياسية والجغرافية والسكانية متشابهة، إن لم تكن متطابقة مع غيرها من دول الخليج العربية الأخرى، التي تشكل في مجموعها «مجلس التعاون» الخليجي. .. مما يعني جهلهم بطبيعة دول المنطقة وخصوصياتها السياسية، لأن معظمها تأسست على النظام «الأميري»، وغالبيتها يحكمها «الشيوخ» الكرام. .. وفي إطار مكارم الأخلاق التي يتميز بها أهــل الخلــــيج، أثبتت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمـــان بن عبدالعـــزيز آل ســــعود ــ حفظه الله ــ إلى الدوحـــة مؤخــراً حجم التقدير الكبير الذي يكنه «كبير العائلة الخليجية» إلى قطر وقيادتها وشعبها. .. ويكفــي التوقـــف عند «رقـــصة الملك» على إيقاعات «العــــرضــة»، التي عكست المدى الواضح والصدى الناجح لهذه الزيارة الملكية، التي تنم عن علاقة أخوية، وشراكة تاريخية، ذات دلالات سياسية. .. وبعيداً عن النجاح الســـائد في العــــلاقات بين دول «مجــــلس التعاون» أصبح الفشل هو عنوان المعضلة المزمنة في مصر، بسبب إخفاق جهاتها المعنية في إيجاد الحلول للأزمات الداخلية، حيث تتراكم المشكلات فوق بعضها البعض، ويجمعها رابط واحد مشترك بين جميع الملفات اسمه «الفساد» المستشري في البلاد والذي يطال جميع العباد! .. وهذا الفساد هو الذي أدى إلى انهيار سعر صرف «الجنيه» المصري مقابل «الدولار»، مما تسبب في الارتفاع الجنوني في الأسعار. .. وهو الذي أدى إلى غرق «قارب الموت» قبالة قرية «برج رشيد» في محافظة البحيرة، وكان يحمل حوالي 660 راكباً، حيث تزدهر وتنتشر تجارة «تهريب البشر»، انطلاقاً من سواحل مصر. .. وهو الذي أدى إلى ظهور أكبر شبكة دولية للاتجار بالأعضاء البشرية على الساحة المصرية، تضم أطباء من كليتي الطب بجامعتي القاهرة وعين شمس، يتخذون من أحد المقاهي بوسط العاصمة مقراً لإدارة أعمالهم على رشفات «السحلب»! .. ويقومون باستغلال الظـــروف الاقتصـــادية الصعبة لبعض المصريين المحتاجين من خلال شراء أعضائهم الحيوية، وبيعها بمبالغ خيالية، وكأنهم يبيعون لحوماً مذبوحة في «المقصب»! .. كما تسبب الفساد في اختفاء الطالب الإيطالي «جوليو ريجيني» في ظروف غامضة، بعدما كان يجري بحثا عن النقابات العمالية في مصر، ثم تم العثور على جثته بعد أسبوعين، وبها آثار تعذيب، مما تسبب في قيام إيطاليا بسحب سفيرها من القاهرة، لعدم تعاون سلطاتها مع التحقيقات التي أجريت لكشف أسباب الوفاة، وعدم اقتناع السلطات الإيطالية بالرواية الرسمية المصرية. .. وتسبب «الفساد» أيضاً في سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، وتكرار حوادث تحطم الطائرات، مما أسفر عن انهيار قطاع السياحة، الذي يشكل رافداً من روافد الدخل القومي المصري. كما ساهم «الفساد» في تراجع الدور القيادي المصري في المنطقة، لدرجة تصويت مصر المؤلم لصالح مشروع القرار الروسي في «مجلس الأمن» بشأن الأزمة السورية، الذي يوفر غطاء دبلوماسياً داعماً لنظام «الأسد»، ويوسع جرائمه في «حلب» وغيرها. .. ولعل الأمر الأكثر إيلاماً أن يكون موقف ماليزيا والسنغال في «مجلس الأمن» أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من الموقف المصري! .. وفي إطار الفساد المستشـــري جاء موقفـــــهم تجــــاه عـــــرض فيلم «العـــساكر» مبالغاً فيه، رغم أن ذلك الفيلم الوثائقي لــــم يكــــن وحــده الذي قــــدم تــــشريحاً صادقــاً وتحليلاً صادماً لما يحدث في الأجهزة الرسمية المصرية. فقد سبقت ذلك العمل التليفزيوني مجلة «الإيكونومست» البريطـــــانية، المعــــروف عنـــها أنــــها غير منحازة في تقاريرها إلا إلى الحقيقة، وأنها غير متسرعة في أحكامها مع المختلفين، وأنها غير مندفعة في اتخاذ مواقفها مع الآخرين. فهذه المجلة التي تحرص على رسم ملامح المشهد الدولي المحيط بالاقتصاد العالمي خصصت عددها الصادر في شهر أغسطس الماضي، ليكون تحت عنوان «خراب مصر»، نشرت فيه ملفاً كاملاً وشاملاً حول تخريب الاقتصاد المصري في عهد السيسي. .. ولا أنسى صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية التي اعتادت منذ 30 يونيو على توجيه انتقاداتها الحادة ضد النظام المصري، عدا غيرها من وسائل الإعلام العالمية المؤثرة، وليست المتوترة، التي لامست حالة «عدم الكفاءة» في النظام الحاكم، الذي يديره جنرال اسمه «السيسي»، قام بتجميد دور مصر على الساحة العربية، ووضعه في «فريزر الثلاجة»! .. ولكل هذا الفساد لا يمكن اعتبار ما يكتب ويقال عن مصــــر في وسائل الإعلام العالمية أنه جزء من «مؤامرة دولية»، ولا يمكن اعتبار فيلم «العساكر» أنه جاء في إطار توجهات تآمرية، أو توجيهات قطرية. لقد تناول «الفيلم الوثائقي» حكايات عن التجنيد في «جيش مصر»، ليس باعتباره فاشلاً، ولكن لأنه جيش عربي مهم غير مقبول له أن يفشل، من خلال أسلوب التجنيد الفاشل. دون أن نغفل صورة الجندي المصري المنتصر وهو يرفع علم بلاده على الضفة الأخرى من قناة السويس، في يوم العبور التاريخي خلال حرب أكتوبر عام 1973، التي تمت في زمن غير هذا الزمن، وفي مناخ مصري عربي دولي غير الفاسد آنيا والسائد حاليا. .. وبعيداً عن الصياح ما من شك في أن آليات التجنيد الإلزامي في مصر تحتاج إلى إصلاح، دون الزعم بأن «خير أجناد الأرض» هي خطاب قرآني، أو توجيه رباني، حيث لا توجد سورة أو آية تشير إلى ذلك في «القرآن الكريم»، بل إن كثيرين يقرون بضعف إسناد ذلك الحديث، دون تكذيبه. .. واستناداً إلى ذلك فإن مداخلة «المتحدث الرسمي» في وزارة الخارجية المصرية في إحدى قنواتهم الفضائية تعكس جهلاً لصاحبها، وأمية لمتحدثها،حيث تظهره لا يفقه شيئاً في الآيات القرآنية، ويخلط بينها وبين الأحاديث النبوية ضعيفة الإسناد. .. وعندما نتحدث عن الإسناد نجد أن فيلم «العساكر» يستند إلى واقع لا يمكن نفيه، ويرتكز على أساس لا يمكن نسفه. .. وعندما يثرثر المثرثرون في مصر ضد قطر، ينبغي عدم ارتكازهم أو تركيزهم على «نظرية المؤامرة»، من خلال اتهام الدوحة، التي يعتبرونها عاصمة «الدويلة الزغنطوطة» بالتآمر على بلدهم! .. ولعل الأمر الساذج بل بالغ السذاجة الترويج لوجود علاقة بين البرامج التي تبثها قناة «الجزيرة» وبين العملية الإرهابية، التي استهدفت «الكنيسة البطرسية»، من أجل ما يزعمون أنه يستهدف الوقيعة بين الأقباط والدولة المصرية، مما يعكس الاستخفاف بعقول الناس. .. وينبغي أن يعلم «المثرثرون» أنهم من خلال ثرثرتهم لا يمكنهم التغطية على عيوب نظامهم السياسي، لأن جدرانه من زجاج، ولهذا يمكن لأي أحد رؤية عوراته بالعين المجردة، وكشف عيوبه بكل جسارة، دون الاضطرار لقذفه بالحجارة! .. ويكفي أن نستعرض فضيحة قواتهم المسلحة بعد إعلانها عن اكتشافها علاجاً مزعوماً لمرض الإيدز»، عن طريق «اللواء عبدالعاطي»، صاحب «جهاز الكفتة»، الذي تم تقديمه للرأي العام المصري والعالمي بأنه رئيس لجنة البحث العلمي في الإدارة الهندسية في الجيش المصري! .. ولم يكن صاحب العلاج المزعوم مدفوعاً من قطر، أو مدعوماً من الدوحة، ولم يتم الترويج لأكاذيبه عن طريق قناة «الجزيرة» بل تمت تلك الفضيحة العالقة في أذهان المصريين، عبر مؤتمر علني، بحضور قيادات «القوات المسلحة»، وفي مقدمتهم قائدهم «السيسي»، وتم تغطية الحدث الفاضح من خلال التليفزيون الرسمي! .. والمضحك المبكي في نفس الوقت، هو أن مخترع الجهاز المزعوم لعلاج مرض «الإيدز» قال في مداخلاته التليفزيونية إنه سيقوم بسحب فيـــروس المـــرض من جسد المريض ثم «بيديهوله» في شكل «صباع كفتة» ليتغذى عليه! .. وما من شك في أن هذا التهــــريج الذي لا يحـــــترم عقول المواطنـــــين يشكـــل فضيــحة كبرى في «القوات المسلحة»، يتـــــوارى عنــدها فيلم «العساكر» ، وكان ينبغي على قيادات الجيش المصري، احتراما لعقول المصريين، الاعتذار رســـــمياً عن هذه «الوكســـة»، التي لا تقل عن «النكســــة»، بعدمـــا أوهمــــوا الشـــعب بقدرتهم على علاج ذلك المرض المستعصي، الذي ما زال علاجه مستعصياً على أكبر مراكز البحوث الطبية العالمية. .. والحمد لله أن قطر لم تكن وراء الإعلان عن «جهاز الكفتة»، الذي يعتبر فضيحة كبرى، لا يليق أن تتورط بها «قواتهم المسلحة» بكل ما لها من هيبة وهبة، مما تسبب في وقوعها في إحراج تاريخي أمام الرأي العام، وتورطها في أزمة مصداقية مع الجماهير. .. ولا جدال في أن الفساد هو الذي جعل المدعو «إبراهيم عبدالعاطي» يرتدي اللباس العسكري، وهو الذي جعله يحصل على رتبة «لواء» في الجيش المصري، وهو الذي جعله يدعي أن سر الدواء المزعوم لا يقل عن أسرار بناء الأهرامات! .. ولو كانت قواتهم المسلحة تحرص على سمعتها لما سمحت لذلك «اللواء الملتوي» الذي يوصف بأنه «كبابجي» أن يقوم بتضليل الناس تحت مظلتها، بحجة اختراعه جهازا لعلاج المصابين بفيروس نقص المناعة، وأمراض مستعصية أخرى، منها فيروس الكبد الوبائي. .. ولأن ذلك «الاكتشاف العبقــــــري» الذي أذهــــل العالــم، يعتــــمد على تحويل فيروسات المرض إلى «أصابع كفتة» ما زال المرضى ينتظرون توزيع «العيش» والسلطات والمخللات لكل تلك المشويات، باعتبارها من لزوم العلاج المستعصي! أخيراً حتى لا تتكرر في مصر «نكسة» أخرى، ليس بالضرورة أن تكون عسكرية، يجدر بالمسؤولين، في دوائر الحكم المصري، مراجعة أخطائهم، بدلاً من «تحريض أذرعهم» وتوجيه أبواقهم، لاتهام «دويلة قطر» بكل نقيصة، فنحن نعتبر أن مصـــــر هي الدولة الرائـــدة والقائدة، وأنها عندما تنتصر على فساد أجهزتها سينتصر معها كل العرب. أحمد علي
12-14-2016, 09:28 AM
عماد الشبلي
عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
فليعذرني الروائي العالمي، الراحل الكبير «نجيب محفوظ» (1911-2006) ــ رحمه الله ــ أول عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب، على اضطراري لاستعارة عنوان روايته الشهيرة «ثرثرة فوق النيل» التي نشرها عام 1966، حيث تجرى حالياً «ثرثرة ضد قطر» على الساحة المصرية، بلغت فيها البذاءات أعلى مستوياتها الإعلامية، ووصلت فيها السفالات أقصى مراتبها غير الأخلاقية، وتجاوزت فيها الاتهامات الملفقة أخطر مراحلها الرسمية!
احمد علي
12-14-2016, 09:48 AM
عماد الشبلي
عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. والمؤسف أن هذه «الثرثرة» المستمرة، يتم توظيفها جماهيرياً من أجل التغطية على إخفاقات أجهزة الدولة المصرية، لتبرير فشلها في معالجة المشاكل الجماهيرية، وصرف الأنظار عن عجزها في علاج معضلاتها الاقتصادية، أو احتواء أزماتها السياسية، وتسوية ملفاتها الأمنية، والتي كان آخرها حادث تفجير «الكنيسة البطرسية» في وسط القاهرة، مما يمثل ذروة الفشل الأمني، والقصور الرسمي في تأمين «المجمع القبطي»، المستهدف بالعمل الإرهابي.
احمد علي
12-15-2016, 03:30 PM
عماد الشبلي
عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. وقبل الدخول إلى صميم الهدف الذي دفعني إلى كتابة هذا المقال، أتوجه بخالص العزاء وعظيم المواساة إلى «البابا الأنبا تواضروس» الثاني بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية .. وإلى أهالي ضحايا الحادث المأساوي، وإلى الشعب المصري الشقيق، بكافة انتماءاته الحزبية، وبمختلف مكوناته الدينية، المسيحية منها والإسلامية، معبراً عن استنكاري الشديد لذلك الحادث الإرهابي، البعيد عن أي تشريع سماوي، مع أصدق دعواتي للمصابين الأبرياء بالشفاء العاجل.
احمد علي
12-15-2016, 03:38 PM
عماد الشبلي
عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. وهذا ما يعكسه البيان الصادر عن وزارة الخارجية، الذي أدان بشدة الجريمة النكراء، وجدد التأكيد على موقف قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب، مهما كانت أسبابه ودوافعه. .. وبطبيعة الحال وفي جميع الأحوال، فإن استهداف دور العبادة يعد عملاً إرهابياً جباناً يخالف تعاليم الأديان السماوية. .. وما من شك في أن ما يجمعنا مع أشقائنا المصريين، سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين، أكبر مما يفرق، وإذا كنا نعرف ونعترف أن العلاقات القطرية ــ المصرية تمر، في الفترة الحالية، بهبوط حاد ولا أقول محدود، فهذا لا يعني أن يهبط بعضهم إلى ما دون الحضيض، فينزلق في هاوية التحريض الموجه ضد قطر والقطريين.
احمد علي
12-15-2016, 04:30 PM
عماد الشبلي
عماد الشبلي
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 8645
.. ويمكن لأي متابع أن يلحظ النشاط المفرط لأصحاب التوجهات الدعائية العدائية في مصر ضد قطر، حيث تتواصل حملاتهم شديدة الانتقاد لكل ما هو قطري، وتتوالى «حفلاتهم» شديدة الانقياد لتوجهات «تيارهم اليميني» المتطرف، صاحب «التوجه الشعبوي» المتعجرف! .. وكشكل واضح من أشكال النفاق الفاضح لنظامهم المفضوح، صار بعضهم يتطوع لتوجيه الشتائم ضد قطر، لدرجة أنه لم تبق أي خطيئة لم تنسب إليها، ولم تترك أي نقيصة لم تلصق بها، في إطار حملات القذارة التي تخدش حياء المصريين قبل القطريين، وتجرح الكبرياء، وتساهم في تغذية مشاعر العداء بين الأصدقاء والأشقاء!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة