في نقد النقد : عادل عبد العاطي والفكرة الجمهورية (4) – (أ) نظرة عادل عبد العاطي السطحية لقضية المر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 03:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-11-2021, 01:14 PM

سعد عبد الله أبو نورة
<aسعد عبد الله أبو نورة
تاريخ التسجيل: 09-04-2021
مجموع المشاركات: 3

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في نقد النقد : عادل عبد العاطي والفكرة الجمهورية (4) – (أ) نظرة عادل عبد العاطي السطحية لقضية المر

    12:14 PM October, 11 2021

    سودانيز اون لاين
    سعد عبد الله أبو نورة-سلطنة عمان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    في نقد النقد : عادل عبد العاطي والفكرة الجمهورية (4) – (أ)

    نظرة عادل عبد العاطي السطحية لقضية المرأة



    كما وعدنا في الحلقة الماضية أن نفرد حلقة من حلقات نقد النقد لقضية المرأة ، وسوف تكون هذه الحلقة من جزئين ، نتناول في الجزء الأول قضية المرأة على المستوى الوجودي والعرفاني ، ونتناول في الجزء الثاني المواضيع المتعلقة بالمساواة بين الرجل والمرأة في المجتمع .

    من الناحية العرفانية فإن عملية الخلق قد كانت عملية تنزل للذات الإلهية المطلقة من الإطلاق إلى القيد ، والتي تحكيها الآية الكريمة (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) . أشار الأستاذ محمود طه إلى هذه النفس الواحدة في كتاب (تطوير شريعة الأحوال الشخصية) بقوله (وهذه النفس الواحدة هي، في أول الأمر، وفي بدء التنزل، نفس الله، تبارك وتعالى - هي الذات القديمة التي منها تنزلت الذات الحادثة، وتلك هي الإنسان الكامل (الحقيقة المحمدية).. والإنسان الكامل هو أول قابل لتجليات أنوار الذات القديمة - الذات الإلهية- وهو، من ثم، زوجها.. وإنما كان الإنسان الكامل زوج الله لأنه إنما هو في مقام العبودية.. ومقام العبودية مقام انفعال، في حين أن مقام الربوبية مقام فعل.. فالرب فاعل، والعبد منفعل.. ثم تنزلت من الإنسان الكامل زوجته.. فكان مقامها منه، مقامه، هو، من الذات.. فهي منفعلة، وهو فاعل.. وهذا هو، في الحقيقة، مستوى العلاقة ((الجنسية)) بين الرجل والمرأة) . كما أشار إلى مراتب تنزلات الذات الإلهية بقوله ((والله، من صرافة ذاته، تنزل لخلقه ليعرفوه في ثلاثة منازل، أو قل ثلاث مراتب: مرتبة الإسم، ومرتبة الصفات، ومرتبة الأفعال.. وبالأفعال برزت السموات والأرض، ومن فيهن، إلى حيز المحسوس – فمرتبة الإسم مرتبة الإنسان الكامل.. ومرتبة الصفة مرتبة الإنسانة الكاملة، ومرتبة الفعل مرتبة الوجود الخارجي المحسوس) – الكتاب الثاني من سلسلة رسائل ومقالات للأستاذ محمود محمد طه .

    حاول عادل عبد العاطي أن يناقض هذا التصور العرفاني لعملية الخلق ، مدعياً حرصه على مساواة المرأة بالرجل ، حتى في المسائل التي تتعلق بحقائق الوجود ، وذلك بقوله (إن كل هذا التصور ذكوري. فالآية تتحدث عن نفس واحدة ولكنها لا تحدد نوعها، كما إن كلمة زوج في اللغة العربية يمكن ان تعني زوج او زوجة. إن تخريجات محمود عن الذات القديمة وزوجها الانسان الكامل تؤدي لأن تكون هناك زوجة للإنسان الكامل وهي امرأة. أي ان الانسان الكامل هنا هو ذكر. والشاهد انه بمنطق محمود فإن الذات القديمة هي مجهولة وفوق الصفات والاسماء؛ فكيف ذكّرها محمود، ثم لماذا ذكّر الانسان الكامل، وكلمة الانسان أيضا تعني المرأة والرجل؟هذا التفسير مع توسله بالمصطلحات الصوفية، إلا انه يدور في نفس نمط التفكير الذكوري الذي يقول ان المرأة أقل من الرجل ولا يمكن أن تبلغ مقامه) . من الذي قال بأن (المرأة أقل من الرجل ولا يمكن أن تبلغ مقامه) ؟ ها هو عادل عبد العاطي يجاوب نفسه بنفسه ويورد في نفس الفقرة المذكورة أعلاه قول الأستاذ محمود محمد طه (يقول محمود محمد طه (وأما قوله (وللرجال عليهن درجة) فلا يعني أن مطلق رجل أفضل من مطلق أمرأه وانما يعني أن على قمة هرم الكمال البشري رجلا تليه امرأة هي قرينته تكاد تتخطى بذلك كل من عداه من الرجال) . فإذا كانت هنالك إمرأة هي من الكمال بالشكل الذي وصفها الأستاذ محمود محمد طه بقوله الوارد أعلاه (فمرتبة الإسم مرتبة الإنسان الكامل.. ومرتبة الصفة مرتبة الإنسانة الكاملة) ، وأن هذه المرأة (تكاد تتخطى بذلك كل من عداه من الرجال) ، فإن ذلك يعني بأنه لا يوجد أي قيد على المرأة في أن ترتقي درجات الكمال مثلها مثل الرجل وأن تتخطى الرجال . أما أن قمة الكمال يقف عليها رجل هو (الإنسان الكامل) ، فهذه حقيقة دينية توحيدية لا يمكن فهمها بالمنطق الشكلي لعقل المعاش العلماني ، وإنما يدركها عقل المعاد الديني المؤدب بأدب الشريعة والحقيقة ، فإذا اعترض عليها عادل عبد العاطي ، واصر أن يكون على قمة هرم الكمال إمرأة ، فعليه أن يوضح لنا المنطق الذي جعل المرأة تقف على قمة هرم الكمال دون الرجل . إن مغالطة عادل عبد العاطي هنا هي مجرد مغالطة شكلية ، فإذا زعم ـ في حرصِ يحسده عليه غلاة دعاة النسوية (Feminism) ـ بأن المرأة أولى من الرجل بأن تستوي على عرش الكمال ، سيتصدى له أيضاَ من يخالفونه في ذلك ، ويصبح الأمر مجرد (غلاط شكلي) بين أنصار المرأة وأنصار الرجل . إن عادل عبد العاطي ، كما أسلفنا ، ينطلق من فهم علماني شكلي لقضايا الجندر والمساوة بين الرجل والمرأة تغلب عليه أجندة الصراع اليومي للحركات النسوية ، ثم هو يريد تصعيد هذه الأجندة اليومية للمجالات المتعلقة بفلسفة الوجود .

    يلجأ عادل عبد العاطي – دون جدوى - في معارضته لفكر الأستاذ محمود محمد طه حول المرأة إلى أقوال السادة الصوفية ، فيقول (وحتى حينما يرى ابن عربي ان المرأة خرجت من الرجل؛ فهو يرى انه خرج عن أنثى، حيث يرى إن الذات نفسها هي انثى، ولذلك فإن الرجل دائما مدرج بين أنثيين- أنظر إليه يقول:
    (فإذا الرجل مدرَج بين ذاتٍ ظَهَرَ عنها وبين امرأةٍ ظهرتْ عنه. فهو بين مؤنَّثين: تأنيث ذات وتأنيث حقيقي، كآدم مذكَّر بين الذات الموجود عنها وبين حواء الموجودة عنه. فكن على أيِّ مذهب شئت، فإنك لا تجد إلا التأنيث يتقدَّم، حتى عند أصحاب العلَّة الذين جعلوا الحقَّ علَّة في وجود العالم – والعلَّة مؤنثة)) . وهو قد غابت عنه الدلالة الرمزية لنص الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي . اسمع له وهو يقول (وحتى حينما يرى ابن عربي ان المرأة خرجت من الرجل؛ فهو يرى انه خرج عن أنثى، حيث يرى إن الذات نفسها هي انثى) !!! . أنظر كيف يبهت عادل عبد العاطي ابن عربي نفسه فيقول أنه (يرى إن الذات نفسها هي انثى ) .ففي حين تحدث ابن عربي عن تأنيث الذات الإلهية في النص أعلاه وصفه بأنه (تأنيث ذات) ، وحين تحدث عن تأنيث المرأة وصفه بأنه (تأنيث حقيقي) ذلك أن الشيخ الأكبر إبن عربي يدرك بأن الذات الإلهية فوق الأسماء وفوق الصفات وتقصر عنها الإشارة ، فلا يمكن وصفها بالذكورة ولا بالأنوثة ، كما جاء في القرآن (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ) . إن الدلالة الرمزية لتأنيث الذات الإلهية التي عجز عن إدراكها عادل عبد العاطي في نظرته التبسيطية لحقائق الوجود ، اشار لها الأستاذ محمود محمد طه بقوله (فالوجود المحسوس صورة خارجية، لصورة داخلية، في النفس البشرية.. وهذه الصورة الداخلية هي، في المرأة، كما هي، في الرجل.. ولكنها، في المرأة، موجودة على صورة أكثر سذاجة منها، في الرجل، وبذلك فهي أقرب إلى (الصرافة) التي تنزلت منها (الذات) إلى مرتبة (الإسم) – مرتبة الإنسان الكامل – ومن ههنا جاء تغني الصوفية بسلمى، وليلى، ولبنى، وهم بذلك إنما يريدون إلى الكناية عن الذات الإلهية) – الكتاب الثاني من سلسلة رسائل ومقالات .

    يستدل عادل عبد العاطي بابن عربي وبأبي يزيد البسطامي وذي النون المصري قائلاً (ونكشف تأخر محمود والجمهوريين حتى عن كبار الصوفية مثل محي الدين بن عربي وأبي يزيد البسطامي وذي النون المصري الخ الذين أقروا بحق المرأة في الولاية وفي كل المقامات) لكي يشير إلى أن الفكرة الجمهورية لا تؤمن بترقي النساء لمقامات الأولياء . لقد قعد استضعاف المرأة تاريخياً في الماضي بها عن تحقيق الولاية بشكل جماعي ، ولم تبرز ولاية المرأة إلا للبعض القليل من صالحات النساء ، كما أشار الحديث النبوي (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربعة، آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد) . وحقيقة الأمر أن الفكرة الجمهورية قد بشرت جمهور النساء بأرفع المقامات في المستقبل ، حيث قال الأستاذ محمود محمد طه في صفحة الإهداء من كتاب تطوير الأحوال الشخصية (إلى أكبر من استضعف في الأرض،ولايزال..إلى النسـاء..ثم إلى سواد الرجـال،وإلى الأطفـال..بشراكم اليوم!! فإن موعود الله قد أظلكم..((ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض، ونجعلهم أئمة، ونجعلهم الوارثين)).. إن الموعود الديني الذي تبشر به الفكرة الجمهورية جمهور النساء كمستضعفات هو تحقيق إمامتهن في الأرض (اقرأ الولاية) ، بشكل جماعي لم يسبق له مثيل في التاريخ البشري . وهذا هو التحرر الحقيقي للمرأة وإنعتاقها من عهود جهلها واستضعافها .

    يلاحظ أن عادل عبد العاطي في معرض معارضته للفكرة الجمهورية يستدل بأقوال السادة الصوفية وعلى رأسهم الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي . وقد غاب عن عنه أن الفكرة الجمهورية تكن الكثير من الاحترام للسادة الصوفية وتعتبرهم سلفاً صالحاً لها . وقد أشار الأستاذ في كتاب (من دقائق حقائق الدين) وهو يخاطب الشيخ أبو زيد محمد الأمين الجعلي إلى ذلك بقوله (حقاً إنني لكثير الإعزاز للشيخ الأكبر إبن عربي وكثيره لجميع السلف الصالح، كبار الصوفية منهم، بشكل خاص) . إلا أن الفكرة الجمهورية ، ووفقاً لمقتضيات حكم الوقت ، تعتبر تطوراً على التصوف . وحين يردد عادل عبد العاطي أقوال ابن عربي التقدمية حول المرأة ، نود أن نؤكد له أن ابن عربي وكبار الصوفية قد تجاوزوا الفهم السلفي المتخلف للمرأة من الناحية العرفانية ، ولكنهم لم يتجاوزوه من حيث شريعة المجتمع السائدة في وقتهم ، والتي كانت محكومة بالشريعة الإسلامية ، والتي كانت حقوق المرأة فيها تتمثل في السماح للرجل بزواج الأربعة ، كما أن شهادة المرأة إنما هي على النصف من شهادة الرجل ، وأن حظها من الميراث هو نصف حظ الرجل .

    هنالك موضوع يتعلق بالتحامل غير الموضوعي ، دون أي وجه حق ، لعادل عبد العاطي ضد الأستاذ محمود وضد الفكرة الجمهورية يلاحظه القارئ في كل سطر من سطور مقالاته ، وقد امتشق حسام نقده الهدام لكي يجرد الفكرة الجمهورية من أي فضيلة .. فعنده أن الآستاذ محمود ليس أول سجين سياسي في الحركة الوطنية وأن الفكرة الجمهورية تسرق أفكارها من الديانة البهائية ، وأن هنالك جذورخرافية تكمن في تحيز الأستاذ محمود محمد طه ضد المرأة ، وأن الفكرة الجمهورية متخلفة في موقفها من قضية المرأة مقارنة بآراء السادة الصوفية ... الخ . هو دائماً يقف موقف الضد بإزاء الفكرة الجمهورية بدون أي مبرر موضوعي . ونسأل للمرة الثانية ، ما هو سر الغبن الشخصي لعادل عبد العاطي والعداء المستحكم الذي وسم النقد الذي يقوم به للفكرة الجمهورية . هذه نقطة مهمة رأينا أن نتوقف عندها قبل مواصلة الحديث في هذا المقال .

    تحدث عادل عبد العاطي عن تجربة أوائل البشر (آدم وحواء) في جنة عدن والمعصية التي أدت إلى طردهم من هذه الجنة . وكالعادة ، كما بينا أعلاه ، اتسمت آراؤه بالسطحية والتبسيط والفهم المخل للدلالات الرمزية لقصة آدم وحواء . فهو يقول (فمن اين اخذ محمود خرافته اذن عن اغواء حواء لآدم؟ اخذها من سفر التكوين الاصحاح الثالث؛ وهي رواية خرافية طفولية تتحدث عن إله لا يعرف شيئا ويسأل عن البديهيات ثم بعد ذلك هو اناني يرفض للبشر ان يأكلا من شجرة المعرفة ثم من شجرة الحياة حتى لا يصبحا عارفين وحيين كحياة الآلهة. ولا شك ان كون سر المعرفة والحياة الأبدية توجد في ثمار تؤكل هي من قبيل التفكير البدائي الخرافي، ناهيك عن تحيز كاتب العهد القديم الواضح ضد المرأة في هذه القصة، والذي لم يجاريه فيه القرآن).

    أنظر لهذه العبارة المتحاملة المتعالمة (فمن اين اخذ محمود خرافته اذن عن اغواء حواء لآدم ؟ اخذها من سفر التكوين الاصحاح الثالث) . فالعلم عنده يؤخذ عبر قراءة كتب الآخرين ،مثل ما أخذ هو من غيره. هو لا يؤمن بأن يكون المفكر وتراً وأن يطرق طريقاً بكراً ، ومن ثم يكون له علمه الخاص به عبر منهج التقوى (واتقوا الله ويعلمكم الله) .

    وحيث أن عادل عبد العاطي لا يمتلك الأدوات المنهجية العلمية لتأويل أو فك شفرة الرواية الخاصة بمعصية آدم وحواء ، كما ورد ذكرها في القرآن وفي سفر التكوين ، فقد تقاصر إدراكه عند حدود الفهم الظاهري التبسيطي للمعصية . فإن المعصية عنده هي مجرد الأكل من شجرة معرفة الخير والشر ، ثم هو إمعاناً في سطحية هذا الفهم يقول (ولا شك ان كون سر المعرفة والحياة الأبدية توجد في ثمار تؤكل هي من قبيل التفكير البدائي الخرافي) . وبمعنى آخر فهو قد جعل من عجزه عن الفهم فضيلة يتباهى بها متهماً الرواية الدينية عن المعصية بالتفكير البدائي الخرافي!!

    وحقيقة الأمر أن آدم وحواء في جنة عدن قد كانا في مرحلة نمو نحو الكمال ، ولم يبلغا الكمال بعد ، كما أن حواء قد كانت زوج آدم في الحقيقة ، لأنها انبثاق نفسه السفلى، عنه خارجه .. ولكن الله أراد له أن تكون زوجه في الشريعة. وقد أمرهما الله أن لا يأكلا من شجرة معرفة الخير والشر (ولا تقربا هذه الشجرة)، وكان ذلك بداية الشريعة . فإذا أطاعا هذا الأمر التشريعي والتزما به لحين وصولهما لمرحلة الكمال ، فإنه يحق لهما أن يأكلا من شجرة الحياة والتي ترمز للكمال . إن الفهم الظاهري للرواية الدينية حول المعصية يشير إلى أن المعصية تمثلت في الأكل من شجرة معرفة الخير والشر ، وهذا ما فهمه عادل عبد العاطي . أما حقيقة الأمر فإن الشجرة هي العلاقة الجنسية ، والتي وقعت بين آدم وحواء ، قبل أن يؤذن لهما بذلك . وكما أسلفنا بأن حواء هي زوج آدم في الحقيقة ، وكان من المفترض بهما أن يبلغا مرحلة الكمال ، حتى تصبح حواء هي زوجته في الشريعة . يقول الأستاذ محمود محمد طه في كتاب (القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري) مخاطباً د. مصطفى محمود (ونحن نرى معك أن الشجرة هي العلاقة الجنسية، ولكننا لا نرى رفض القول بأن الشجرة هي المعرفة، ذلك بأن الله لم ينه عن العلاقة الجنسية، وإنما نهى أن تكون تلك العلاقة بغير شريعة .. إن آدم هو زوج حواء في الحقيقة، لأنها انبثاق نفسه السفلى، عنه خارجه .. ولكن الله أراد له أن تكون زوجه في الشريعة) (فكأن القول بأن الشجرة هي شجرة المعرفة يستقيم مع القول بأن الشجرة هي اللذة الجنسية .. فاللذة الجنسية غير محرمة داخل الشريعة، وإنما هي محرمة خارجها – هي غير محرمة إذا أخذت بحقها – وحقها يقتضي معرفة الحرام، والحلال) .كما أشار الأستاذ محمود محمد طه إلى هذا الموضوع في سلسلة كتاب (كتاب أسئلة وأجوبة – الكتاب الأول) فقال (هذه الشجرة يمكن أن تكون أي شجرة.. المهم أنه قد وقع عليها التحريم، والتحريم حكم شرعي، فليس هناك شيء هو في عينه حرام، وعندما خالف آدم الأمر بالتحريم إنما أخطأ لأنه اختار إرادته هو عن أمر ربه، ولذلك فقد غوى.. فعندما كان آدم طائعاً لله لم يكن يعرف الشر، فهو في الخير المطلق، وعندما اختار نفسه عن ربه تورط في الشر.. وسميت الشجرة التي أكل منها شجرة معرفة الخير والشر ــ وعندنا أن الشجرة التي أكل منها آدم هي شجرة التين، فإن شجرة التين، حسياً، ترمز إلى النفس الأمارة.. وترمز إلى الزوجة ــ حواء ــ ولذلك فإن المعصية، بالأكل منها، تداعت إلى اتصال آدم بحواء جنسياً، قبل أن يؤذن له، فتكون له، بذلك الإذن، زوجاً شرعية، حلالاً طيبة . وإذن فالمعرفة ليست خطيئة، وإنما الخطيئة، الجهل، وهو هنا يتمثل في مخالفة أمر الله ــ "وعصى آدم ربه، فغوى") .

    إن الرواية الدينية للمعصية كلها رمزية وتحتاج لعقل مستحصد عبر منهج العبادة لفك شفرتها وفق منهج التأويل. وإذا نظرنا لبعض عناصر هذه الرواية الأخرى ، سنجد ما يؤكد رمزيتها . فعلى سبيل المثال تم الرمز للشيطان بالحية ، وأي شخص عاقل يدرك أن الحية لا تتكلم ولا تغري . كما أورد سفر التكوين أن عاقبة الأكل من الشجرة هي الموت (وَامَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلا تَاكُلْ مِنْهَا لانَّكَ يَوْمَ تَاكُلُ مِنْهَا مَوْتا تَمُوتُ) .. وقد أكل آدم وحواء من الشجرة ولم يموتا !! فالموت المشار إليه هنا ليس هو الموت الحسي ، وإنما هو رمز للموت الروحي المتمثل في البعد عن الله بعد القرب والذي كان حظ آدم وحواء قبل الخطيئة . وقد اشار القرآن إلى هذا المعنى من الموت الروحي (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) . فالموت الروحي هو نفسه الظلمات المشار إليها في الآية .

    يتضح مما ذكرنا أعلاه عن قضية المرأة على المستوى الوجودي والعرفاني ، أنه لا يوجد أي قيد في الفكرة الجمهورية على تطور المرأة من الناحية العرفانية ، ولها أن تتنسم أرفع المقامات الدينية بما في ذلك مقام مرتبة الصفة ، مرتبة (الإنسانة الكاملة) .

    يتواصل نقد النقد في الحلقات القادمة .


    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/10/2021
  • تحالف قوي الجبهة الوطنية المتحدة للتغيير (تقاوم):وقفة تأييد وتضامن مع القائد الجنرال تلفون كوكو ابو
  • بسبب الخلايا الارهابية…انهيار أسعار الايجارات في جبرة والعشرات يعرضون شققهم للبيع
  • كاركاتير اليوم الموافق 10 اكتوبر 2021 للفنان عمر دفع الله
  • تِرك: اقليم الشرق مثل كاودا
  • اديب يكشف عن وصول أجانب إلى الخرطوم لفحص فيديوهات فض الاعتصام
  • تصريح صحفي من المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني 9 أكتوبر 2021م


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/10/2021
  • تموت المدن وتحيا مدن اخري
  • النظارة والحواكير في أزمة الشرق ..للحبيب محجوب عبدالله
  • حل الأزمة .. هيكلة الحرية والتغيير والحساب ولد 1-3
  • تلفزيون السودان إلا يطردوك من الشرق يعني ..
  • تِرِك: إقليم الشرق مثل كاودا .. لم أتلقَ أي اتصال من البرهان لرفع الاعتصام
  • مركبات مزودة بأسلحة ثقيلة تحرس حملات إزالة “الفريشة” بالخرطوم
  • الائتلاف الحاكم في السودان يتحدث عن بوادر حل الأزمة السياسية
  • جهاز المغتربين: مشاورات لخفض رسوم استخراج الجواز في الخارج
  • وفاة والد اخونا عبداللطيف بكري اللهم ارحمه و اغفر له
  • بسبب تهريج لجنة التمكين أزمة دبلوماسية في الطريق بين السودان وماليزيا
  • الحل والإصلاح... في حمل السلاح.
  • جامعة سودانية تناقش بحثا مثيرا عن فض اعتصام القيادة
  • صباح محمد الحسن.. دقلو الباطش الأكبر !!
  • شنو الفرق بين "ترك" و "قرنق" ؟
  • أسامة فوزي وقصة الاستثمارات "الفلسطينية" التي وضعت لجنة تفكيك التمكين يدها عليها
  • القذّافي: الأيّام الأخيرة للصقر الوحيد !!
  • ثلاث رسائل
  • الملياردير المصري نجيب ساويرس في زيارة لولاية البحر الأحمر
  • قصف حوثي مكثف على السعودية.. ما الهدف؟ حلقة من اسأل أكثر في قناة RT
  • الجيش ما جيش السودان الجيش جيش اولاد حمدان ! هل نحن علي مشارف جمهورية الموز ؟
  • الحوش / سألنا الأجانب في السودان 😍
  • الشمال إلي تتريس الطرق: إغلاق سد مروي .. وبرطم يصرح.
  • الكردفانيون يثورون: إغلاق طريق أم درمان - بارا!
  • عناوين الصحف السودانية السياسية الصادرة اليوم الاحد 10 اكتوبر 2021م
  • لا خير فينا ان لم نقلها حتى فى الساعة الرابعة والعشرين: همسات فى آذان البرهان وآخرين .. بقلم: بروف
  • العسكر انبراشة السواد والرماد طالبين الوساطة من إسرائيل.
  • عسكر السودان يوجهون اتهامات للمكون المدني ويأتون بمثلها: 7 محطات تكشف تناقضهم
  • حلقة متميزة من برنامج حوار البناء الوطني عن شرق السودان
  • ***** يا لهوان السودان .... الجنجويدي اصبح يمثل السودان *****
  • هل سحبت حركة العدل والمساواة الكتاب الأسود من موقعها الالكتروني؟
  • إلغاء مسارات الشرق والشمال والوسط من البقرة المقدسة
  • الجزيرة تخصص حلقة من برنامج للقصة بقية عن لجنة التفكيك
  • إلى من يهمه الأمر .. لن نفوض إلى في رمي الجمرات والثورة مستمرة!

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 10/10/2021
  • السفارة الاسرائيلية في العمارة الانتقالية السودانية الايلة للسقوط
  • هل القضائية ممن يزيل عواره مؤسسياً: لا
  • هيثم الفضل:رومانسيه من وين ..!
  • المصريون لم يكتفوا بحلايب ويريدون بورتسودان يا ترك والبرهان
  • لحماية العودة الامنة للحياة المجتمعية
  • الغوا مسار اسامة سعيد حتى تفتح المناطق المغلقة بشرق السودان..
  • معركة الدفاع عن الاقصى وتقرير المصير الفلسطيني بقلم:سري القدوة
  • البرهان وحميدتي يتأبطان شراً.. والثوار يتأبطون الشارع..!
  • أمل أحمد تبيدي:هم لصوص....!!!
  • مصر ام الدنيا و كاسرة شوكة الارهاب يا بنت عبدالرحيم..!!
  • عناوين سودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم 10 اكتوبر 2021
  • دولة الجلابة العميقة تظهر تحت مسمي البحر والنهر
  • سلمى سيد معاكم ما هماكم
  • قال هيبة قال !!..
  • لا لإعادة تطبيق عقوبة الإعدام للكسب الرئاسي الانتخابي، و نعم للمحافظة على مكتسبات فرنسا النضالية و
  • الهضربة !
  • عفاف حسن أمين .. اعلاميةُ معتقة
  • ما هذه الدولة التي تنام على بساط الرعب والقلق؟
  • وداعاً ماما ميركل (٢-٢) الحصّة الأخيرة في السياسة العالمية
  • البلد على كف عفريت الساسة والعسكر
  • البحث عن دولة المواطنة بعد ست عقود اكبر فضيحة
  • للسقوط أربعة فصول !
  • صخرة التاريخ المنحدرة
  • عن الغيرة الأخرى للمصطفى في يوم مولده: حرية التعبير
  • بعد ان انتقال الثروة في امريكا من اليهود إلى الهنود اسرائيل لاتعني شيئا بالنسبة لأمريكا يادقلو
  • طاقية إبراهيم الأمين من يلبسها
  • منها تعلّمْنَا ، لنُعَلِّمَها ما لَنَا
  • اعلاميون عراقيون كونوا احرارا في دنياكم
  • هيثم الفضل العطالة المُقنَّعة (الوجه الآخر) ..!
  • مصر يا أخت بلادي...يا...:مأمون الرشيد نايل
  • أزمة الشباب بين الحكام و الشيوخ و التنظيمات الإرهابية
  • ولا تقل لهما أف ولاتنهرهما
  • ألغوا مسارات جوبا فهي ليست أسفار موسي الخمسة المقدسة.
  • غضب المرجعية والانتخابات المبكرة
  • دور العموريين في تحطيم حضارة شعب ايبلا وتحويلها الي سوريا
  • التحرك الفلسطيني الاردني لمواجهة العدوان على الاقصى























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de