كلما أنبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سنانا وهذا هو حالنا في السودان،كلما لاح في الأفق برق، تكالبت عليه جحافل الظلام من كل صوب تريد إخماد قبل أن يكون أن يتوهج ويصبح له اشعاعا ونورا.وأيضا حالتنا مع ساستنا ، كلما استقر بنا المقام ، ولو نسبيا، حتي تطل بنا المآسي والإضرابات الاعتراضات وما لا يكن في الحسبان.. حتي يتكدر مزاجنا وصفو حياتنا فأصبحنا محسودون حتي علي ما نحن فيه من الفقر والجهل والمرض..ولا ندري كيف سيكون المستقر مع قادة وسياسيين لازالوا في مرحلة الطفولة السياسية قولا وفعلا وسلوكا تخجل منه الأجيال القادمة. هذا هو الحال، لمن يسأل عن الحال، متشابه في كل مجالات الحياة، ولكن ( مسارات جوبا ) هي الأبرز هذه الأيام وبما يهدد وحدة وامن البلاد..ومنها ( مسار الشرق) الذي اتضح بأن أهله الحقيقيون لم يكونوا حضورا عند التوقيع علي (إتفاقية جوبا للسلام).. بل كانوا محسوبين ، مع مسارات أخري، ضمن( تحالف الجبهة الثورية )! وبغض النظر عن من ما ورد في الاتفاقية من بنود، في محاولتها لمعالجة الخلافات والتباين في السياسات السابقة واصلاح ما خربته السياسات السابقة، فإننا نتسآل : هل كنا ، حقيقة، في حاجة لوجود هذه المسارات ( الهلامية) الخمسة التي تذكرني ب( أسفار موسي ) من الكتاب العبري المقدس، التي لا يرضي اليهود فيها تعديلا او تبديلا..ولكن بحكم الزمن وضرورياته..فقد حدث فيها ما حدث فاصابها ما أصابها من التحويل والتحوير والتبديل مما جعلها ( اسفارا)مشكوكا في صحتها لقد كتبت ، في هذه الصحيفة، مع بدايات التوقيع علي إتفاقية جوبا، عن هذه المسارات التي سميتها( كائنات وحيدة الخلية ) وتسألت عن الهدف والغرض السياسي او الاجتماعي او حتي اللوجستي من وجودها حيث لا اري هدفا سوي انها كيانات عنصرية طفلية وستضر بالحياة السياسية وتعقدها..وقد حدث ذلك الآن وفي تقديري، فإن ان اتفاقية جوبا للسلام أن تفقد شيئا ذا أهمية ان هي أسقطت عن حسابات كل المسارات والكيانات التي تم ادخالها قسرا وترضية لبعض الاعتبارات السياسية.. جربوا إلغاء هذه المسارات وأسقطوها من الاتفاقية ولن تجدوا فرقا..بل ستجدوا ترحيبا وتفهما لبقية بنود الاتفاقية..لأن وحدة البلاد وضمان نجاح الفترة الانتقالية أكبر وأهم قيمة من كل المسارات. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/09/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة