[email protected] ظهرت مبادرات تدعوا الي اقامة دولة نقاء عرقي تضم كل السودان ماعد دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وهي دعوة عنصرية الهدف منها سلب سودانيين حقهم في المواطنة بالطبع اذا تحقق حلمهم هذا سوف يقومون بطرد كل من ترجع اصوله الي دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وهنا سوف يكتشف العالم السبب الرئيسي خلف اجبار الجنوبين علي الانفصال بالطبع هي مضايقات هولاء العنصريين واسلافهم للاخوة في الجنوب حتي يمهد الطريق بتقسيم بقية السودان واقامة دولة عنصرية جديدة
واهم من يعتقد ان مايعرف بكيان الشمال وتجمع الوسط قد ظهر كرد فعل احتجاجاً علي اتفاقية سلام جوبا بالرغم من الاتفاقية لم تظلم اي اقليم من اقاليم البلاد فلم تكن محصورة في مناطق الهامش فقط في دار فور وجنوب كردفان والنيل الازرق فحسب وانما شملت توقيع اتفاقيات مع ممثل للوسط وممثل للشرق اذا دعاوي العنصريين الجدد في تجمعات الجلابة بان اتفاق جوبا فيه ظلم لهم لايوجد له سند
كنت دائما اقول ان السودان يحتاج الي عقد موتمرات سلام اجتماعي حتي قبل التوقيع. علي سلام سياسي لتقاسم الثروة والسلطة فالسلام الاجتماعي هو الاساس وهو العلاج الوحيد لترسبات الماضي البعيدة التي يتهرب منها الجميع فلايزال هناك اعتقاد لبعض الناس هوس باحداث وقعت في حقب مختلفة من تاريخ السودان مثل موضوع الرق والتي يجب ان تجد حيز كبير فالاعتقاد بوجود سادة وعبيد امر مضحك فالاستعمار الانجليزي من اكبر حسناته انه قام بمحاربة تلك التجارة الغير انسانية والتي رسخها الاحتلال التركي المصري للسودان الذي استمر من العام 1821 الي العام. 1885م حيث كان يدفع الارقاء كمرتبات شهرية للجنود السودانين في الجيش التركي المصري ولكن صحوة ضمير خديوي مصر في ستينات القرن التاسع عشر اضافة الي ضغط الراي العام العالمي في ذلك الوقت بضرورة محاربة تجارة الرقيق كان لها اثر كبير فكان ان استعان خديوي مصر بالجنرال الانجليزي المتقاعد غرودن باشا في اواخر سبعينات القرن التاسع عشر لاجل محاربة تجارة الرق في السودان وخط الاستواء وقد حقق فيها نجاح طيب بتحرير مجموعة كبيرة من الارقاء وذلك ماجلب عليه النقمة من بعض الاهالي مما ساعد علي تمدد وانتصار الثورة المهدية حيث لم تعارض المهدية تجارة الرق و بعد سته عشر عام سقطت الدولة المهدية في العام 1898 وحتي قائدها خليفة المهدي السيد عبد الله ود تورشين الشهير بالتعايشي تعرض الي التنمر وعدم القبول وجد رفض كبير من عنصري ذلك الزمان ولن اقول هو تصرف من اهل الشمال حتي لا اظلم الشرفاء منهم امثال الامير عبد الرحمن النجومي وغيرهم من الذين كانوا اكثر ايمان بوحدة الكلمة والبلاد والعباد استغل بعض ضعاف النفوس واقعة المتمة التي وقعت في العام ١٨٩٨ مابين الامير ود سعد والقائد محمود ود احمد وصورها البعض علي انها كانت ابادة جماعية وهذا غير صحيح فالابادة الجماعية تكون محصورة في بقعة واحدة ولفترة طويلة حتي تعمل علي تغير التركيبة السكانية بهجرة البعض نحو اماكن اخري واحلال اخرين وهذا لم بحدث وجيش القائد محمود و احمد كان مكلف بالتوجه لمنازلة جيش الاحتلال المصري الانجليزي في النخيلة موضع ما تعرف اليوم مدينة عطبرة وحتي تخرج تلك الاوهام من عقول البعض اتمني بان يجري تحقيق تاريخي دولي لمعرفة الحقائق يكون الهدف منه طي تلك. الحقبة بمعرفة. الحقيقة لاجل مستقبل اكثر اشراق وباحتلال الحكم الثنائي المصري الانجليزي للسودان باشر الاستعمار الانجليزي في مسالة الغاء الرق بشكل تدريجي مع منح كل عبد محرر صك يثبت ذلك التحرير اذا لايحق لشخص وصف شخص اخر علي انه عبد ويجب تدريس ونقل تلك الحقائق الغائبة الي الاجيال الجديدة حتي لايخرج احدهم ويصف فئة اجتماعية علي انها من بقايا العبيد الارقاء السابقين مع اقرار قانون لمكافحة العنصرية والتميز بين. السودانيين، بسبب العرق او الون او الدين او المعتقد او الجنس بالرغم من ان بعضها مدرج في دساتير السودان المتعددة الا ان الالتزام وتطبيقها. يعد امر صعب في ظل اعلام منحاز الي ثقافة احادية لحساب مشروع وهمي يريد السيطرة. علي عموم. البلاد وبكل اسف لم تتمكن ثورة ديسمبر من حل هذه المشكلة بسبب عدم وجود استراتجية للسلام الاجتماعي
لقد رفض العنصرين الجدد لكل الاصوات التي كانت تنادي بالحرية والانعتاق والكرامة فكانت جميع حكومات السودان مدنية او عسكرية تحارب فكر الدكتور الراحل جون قرنق وتصفه بانه يسعي الي طرد العرب من السودان وتلك حقائق غير صحيحة فالدكتور الراحل جون قرنق كان. يدعوا الي سودان جديد يسع الجميع فكانت وحدة السودان ضحية لعدم تقبل الاخر فاجبر شعب جنوب السودان علي التصويت علي الانفصال بعد اصرار حكومة المخلوع البشير علي اسلمة الدولة السودانية والتي استقلت في العام ١٩٥٦ بدستور. ينص علي انها جمهورية متعدد الاعراق والمعتقدات والاديان والثقافات وهذا مالم. يتلزم به الرعيل الاول للاستقلال فكان اول تمرد سنة. ١٩٥٥ كرد فعل طبيعيٌّ لانحراف مسار الدولة السودانية وتكرر ذات المشهد سنة ١٩٨٣ بعد اصرار الراحل النميري علي فرض الشريعية الاسلامية علي عموم السودان بما فيها المناطق الغير مسلمة وعلي ذات الدرب واصلت المسير جماعة الكيزان باستغلالهم للدين لاجل بسط نفوذهم علي البلاد فكان السلام الاجتماعي ضحية اعلان الجهاد علي الجنوب والمناطق المهمشة وتركيز التنمية داخل مثلث حمدي (وزير المالية الاسبق) الذي اوصي باقامة التنمية. في مثلث جغرافي يقع مابين الشمال والشرق والوسط فضاع حينها السودان بعدم اخلاص القائمين عليه باقامة العدل والمساوة بين السودانيين، وحتي بعد ثورة ديسمبر والتي انحرفت عن مسارها حالها حال الثورات الماضية التي اندلعت في اكتوبر 1964 وفي ابريل 1985 لم تستيطيع استيعاب اخطاء الماضي وذلك. بسبر اغوار اسس المشكلة الوطنية السودانية ومعالجة جزور ازمة الهوية فكانت الثورة مرتع للعديد من الانتهازين الذين استطعوا تضليل وتجهيل الحقائق فكان ان حاولوا قتل شخصيات سياسيا بعينها مثال لذلك الفريق اول حميدتي بالرغم من انه انحاز للثورة وساعد علي حماية ارواح الثوار الا انه وجد منهم نفس النهج العدائي الذي استخدم في السابق . ضد الراحل الدكتور جون قرنق وهو اسلوب يعتمد على الكذب والتلفيق فاستخدمه العنصريبن الجدد مع السيد حميدتي وضد قادة حركات الكفاح المسلح الذين انحازوا للسلام
ان الزعم بوجود تهميش للشمال والوسط امر مضحك و لايحتاج الي اقامة كيان او منبر لاجل ذلك فالحركة الشعبية وكل الحركات المسلحة كانت تضم ابناء من تلك المناطق في الشمال والوسط والشرق لاجل تمثيل كافة بقاع السودان وابلغ دليل علي ذلك اتفاق جوبا الذي شمل كل السودان بتوقيع ممثلين للشمال والوسط والشرق
يجب وضع النقاط فوق الحروف بكشف نوايا العنصرين الجدد الذين يتمترسون خلف الدين والعروبة ويحاولون اقامة (ابرتهاريد) جديد في البلاد بمثل ما كان يحدث في جنوب أفريقيا ابان عهد الفصل العنصري فكراهية مناطق دارفور. جبال النوبة والنيل الازرق امر ظاهرة. للعيان ولايحتاج الي درس عصر ويجب مقابلة ذلك بالمواجهة بين جميع الاطراف حتي نصل الي اسس المشكلة ونجد لها الحل الامثل.
عندما كانت صحيفة راعي الكراهية والعنصرية تحتل مساحات في الاصدار لم نسمع عن مبادرة. لمحاربة خطاب الكراهية ولكن عندما يتصدي المهمشين للعنصرين الجديد تظهر على السطح تلك المبادرات
لنن ينصلح حال السودان الا باقامة موتمر قومي للسلام الاجتماعي مع وضع قانون لمحاربة العنصرية مع التوزيع العادل للثروة والسلطة
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/09/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة