الطريف ورغم هذه المعاناة التي يغوص فيها (رجال) الوطن ، جلست مجموعة من بنات حواء الحالمات في أحد البرامج الإذاعية يندُبن حظهن العاثر أنْ وُلدن في وطن لا يقدِّر رجاله الرومانسية وشاعرية العواطف ، وزيّْ ما قال المثل (الناس في شنو والـ..... في شنو) ، أقول لهن إن الرومانسية هي بيئة متكاملة وشعور يجبرك الطبع على ممارسته ، كيف للرومانسية أن تسكن قلب ولسان الرجال السوداني وبيئته التي يعيش فيها صحرواية وجافة ومُعتمة بالغبار ومغلَّفة بالحر والهجير ، كيف له أن يكون شاعرياً وهو يكدح كالثور في ساقية لا تُبقي ولا تذر مقدار خردلة من عاطفة وحنان ، كيف له أن يكون حالماً و هو مُجبر على أن يكون على قيد (اليقظة) الدائمة خوفاً من الغد المجهول ، ثم أين الوقت الذي يتبقى لممارسة الأحلام والعواطف الرومانسية ومعظم الرجال يطئون أبواب منازلهم قبيل أو بعد المغرب بقليل بعد رحلة من اللهث الدائب بلا طائل بحثاً عن تأمين لقمة عيش كريمة له ولأسرته ، يا حواء السودان أدعوكِ بكل جرأة وصراحة أن توصدي خلف أحلامك ما يستقيه عقلك الباطن من دروس وعِبَر مصدرها المسلسلات التركيه والمكسيكية ، لأن رجال تلك المجتمعات وُلدوا في أجواء رطبه تحفها الطبيعة الساحرة ، ويعيشون في كنف حكومات تعترف بدورها تجاه المجتمع (وخصوصاً الرجال) ، لأنها ببساطة توفر لمواطنيها دون تمييز العمل الشريف بالأجر المجزي دون واسطة ولا محسوبيه وتوفر التعليم المجاني لأبنائهم وكذلك العلاج والدواء بأجود ما يكون ، وتفسح لهم المجال ليُعبِّروا عن آرائهم الخاصة والعامة إن إتفقت أو إختلفت مع رأي وإتجاهات الدوله ، ثم بعد كل ذلك تعمل نسائهم ، واللاتي يشاركن الرجال في البذل والعطاء المادي والمعنوي لأجل أداء رسالة الأسرة في الحياة ، أما وقد كان الأمر كذلك فمن الطبيعي أن يتبقى الكثير من الوقت والطاقات الكامنة لدى الرجال في مثل تلك البلدان للدفع تجاه نسائهم بالمزيد من المواهب والمهارات وفي مقدمتها خاصية التجمُّل بالرومانسية والتعابير الرقيقة التي تحبها وتعشقها جميع بنات حواء وفي مقدمتهن حواءنا السودانية ، أخيراً بقي علينا أن نعترف أن السمات الشرقية المتأصلة في تربية الرجل السوداني ، قد أثّرت كثيراً في تبنيه لإتجاهات تكاد تكون متنافره مع الإتجاه الرومانسي في التعامل مع المرأة ، فنحن ومنذ الصغر نعتبر أن التعبير للزوجة أو الحبيبه عن مشاعرنا الإيجابيه بلغة واضحة المعالم ورقيقة وحانية ، ضرباً من الضعف وعدم الإتزان والليونه التي لا تناسب صفات الرجوله ، وكذلك تعلمنا خطئاً أن إظهار المحبة والوله والشوق للزوجة مدعاة لأن تطغى وتسيطر وتستحوذ على زمام الأمر والقيادة والقوامة ، حواء السودانيه إصبري و(الله يعينك) ما زال أمام آدم السوداني مشوار طويل ليتعلم شيئاً يسيراً من رومانسية مهند مع نور.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/10/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة