|
Re: ثلاث رسائل (Re: أبوذر بابكر)
|
الثانية:
إلى التجاني سعيد
غشيت لليلي بالبرود مساكنا -- تقادمن فاستنت عليها الأعاصر وأوحشن بعد الحي إلا مساكنا -- يرين حديثاتٍ وهن دوائر وكانت إذا أخلت وأمرع ربعها -- يكون عليها من صديقك حاضر فقد خف منها الحى بعد إقامة -- فما إن بها إلا الرياح العوائر كأن لم يدمنها أنيس ولم يكن -- لها بعد أيام الهدملة عامر
هو ذا كثير بن عبد الرحمن بن الأسود "كثير عزة" يحدث عنا وعنك
فالسلام عليك يا سيدي أحمد التجاني وعليك المحبة ما وسع القلب وما حوت الروح
يا قابضا على ريح الوجد ويا ساعيا فى مناكب العشق، معراجا الى سماوات الكلام لتأتينا بخبر النور شعرا وسموا وجذبا ملائكي الصفاء
السلام عليك
فالذي يعشق يمتزج بالهواء، يتحد مع الواقع فيكون الذي يعشق يرفع الواقع الى مصاف الخيال الخيال الحضور لتتجرد الأشياء من معانيها القريبة لتلبس وهج الذي لا يطال من المعاني
السلام عليك
يا من بمس حرفه صحا فى النفس الوجود ورجع إلى عيوننا النهار
وجود البهاء ونهار الشعر وسمو الكلام فلماذا تركت الشعر وحيدا؟
لماذا يا سيدي
فالشاعر مقدم على القوم، وهو "رأس القايده"
قال "لينين" مرة وهو يتحدث عن الشاعر "ديميان بيدني" Demian Biedny قال أنه "شاعر مبتذل بعض الشئ، فهو ينقاد للقارئ، فى حين ينبغى أن يتقدمه"
يعني أن الشاعر الحقيقي، هو الرائد المستكشف الذى يغني ويسمن، الذى يفتح آفاقا للحس والفكرة ويسير صوب الحياة
فلماذا تركت الشعر وحيدا؟
ولمن تركتنا
والسلام عليك يا سيدي أحمد التجاني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ثلاث رسائل (Re: أبوذر بابكر)
|
لم أكن أملك من الدمع مقدار دمعتين و لم يكن لي منه ما يكفيني لحزن لحظة قادمة و لكني لأسباب لا أعلمها ذهبت إلى مدينة البكاء عند باب المدينة التف بي السكان من كل ناحية من هنا ومن هنا ومن هناك و رحبوا بي بالبكاء
*********************************
مقطع تجاني البهاء، من مدينة البكاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ثلاث رسائل (Re: أبوذر بابكر)
|
الثالثة:
إلى محجوب سراج
يا قصيدة الأسى فى أقصى معانيها
أعرف أنك لم تحتمل كثيرا، الجلوس على حواف الأشياء طويلا لذا فقد ذهبت الى آخر محطات السفر مزمعا عدم الرجوع ولو قليلا، وأعرف أنك قد أدمنت منادمة شوارع أم درمان بخطوات فيها تكملة الحكاية. هل أيامنا هى ما يقرر هزيمتنا دائما؟
انت لو فكرت تتذكر غرامك وتطرى ماضيك البعيد برضي زيك كنت عاشق وكانت ايام عمري عيد
محاولة لتلخيص الخلاص، أو ربما سعى لإرضاء الذات تلك الذات العاشقة وهل العشق إلا الموت يا محجوب
و ما بغيرني صدودك عني وما بحولني نفورك يوم سيب نيران الشوق تحرقني واملا ليلي عليا هموم
الوصول الى خاتمة القصة المتوجة بالوجع
لو نعيم الدنيا عند احرميني ولو جحيم الآخرة ملكك عذبيني انا يا ضناي يا وهجة اشواقي الحبيسة جرحي اصبح ما بسيل لو تجرحيني انا لو شقاي لو حالي سراك للعذاب ايه جابني لولاك سرت دربك ودربك اشواك لا قادر تاني ارجع ولا مشاعرك راضية تسمع
ثم هاهو الباب يوصد نفسه، ليتحد مع صمت الجدار
كان امل كان امنيات حبي ليك وغدرتي بيهو كان شبابي انا غالي عندى وياما كنت بخاف عليهو كيف تطفي نارو وتطفي نورو ومن حنانك تحرميهو
ثم التلاشي وراء غياهب السفر الغريب
لك المحبة وأنت خالد بسمو روحك ولك منا الأمنيات خالصة لوجه المحبة
بما نجهر به سرا أو ما نسره فى قرارة الوجع فينا
تمني بعدمه فيك ولديك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ثلاث رسائل (Re: أبوذر بابكر)
|
فى غيابك اضناني الالم وفقدت للايام مزاق اندسى فى قلبى النغم واتجلى فى عيونى الفراق
***********************
وإنا لفراقك لمحزونون يا محجوب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ثلاث رسائل (Re: أبوذر بابكر)
|
عبرت ملامحك النضيرة خاطري فهتفت ليتك لا تزال للريح خمرك للمساء وللظلال والبرق لي .. والرعد والسحب الخطاطيف الطوال تروى هجير النار تحت أضالعي الحرّى وتلحف في السؤال كيف ارتحالك في العشيِّ بلا حقائب أو لحاف ؟ ترتاد أقبية المكاتب والرفوف السود والصحف العجاف
************************
مقطع سندي، من البحر القديم
| |
|
|
|
|
|
|
|