01:39 PM March, 10 2016 سودانيز اون لاين
نصر الدين حسين دفع الله -
مكتبتى
رابط مختصر
[email protected]
يقول الله سبحانه وتعالى
(قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) صدق الله العظيم / سورة الجمعة (8))
اللهم ارحمه بقدر ما اعطى
ان المرحوم الترابى كان صاحب مشروعا كبيرا سياسيا ودينيا ( الحركة الاسلامية السودانية ) لقد بذل الشيخ مجهودا كبيرا حتى تصل الحركة الى ما وصلت اليه الان ، اذا اتفقنا او اختلفنا معه . ولقد بنى الشيخ الترابى الحركة بناءأ تنظيميا عاليا ، وساهم فى تاهيل كوادرها فى افضل الموسسات التعليمية فى الخارج ، الشئ الذى لم يستطيع اى زعيم سياسى اخر فعله . وكان يملك من المكر والدهاء ما اوصل به الحركة الى سدة الحكم فى البلاد لتتربع على صدورنا رقم انفنا ، ولولا تلقيه الهزيمة من طلابه لما هزمه اعدائه .
وكانت هذه صفحة متواضعة من حياة الترابى والصفحة الاخرى تقول انه يتحمل كل مثالب الانقاذ منذ قيامها حتى فنائها ، فالانقاذ سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها من بعده . فانها اغتالت وطننا وشعبنا ، كما لم يغتاله احد من قبل بهذه الطريقة ، حتى الاستعمار كان ارحم لنا من بنى جلدتنا . ولقد ارتكبوا كل الموبقات فى حق شعبنا ، ادخلونا بيوت الاشباح اناسا واخرجونا منها اشباحا وامواتا ، ولقد حمل هو ورفاقة الشهادات العليا من ارقى الجامعات وتكلموا بكل اللغات ولكنهم لم يستطيعوا ان يسدوا رمق الجوعى وظمأ العطشى ويظللوا عنا هجير تجبهم وطغيانهم. ولقد جاء المرحوم الشيخ زائد يحمل شهادة لا اله الا الله ومحمد رسول (ص) وحبه لشعبه وقلبه الكبير فبنى لنا امة اماراتية نموذجا انسانيا يعيش بيننا . اتونا رافعى كتاب الله وسنه رسوله فصدقهم شعبنا الطيب العفيف بان دولة الخلافة قادمة وان عمر بن عبد العزيز بعث من جديد ، ليضئ شجرة العدل المفقوده ويقرب المسافات بين جهاتنا الاربع بجسور التسامح والمحبة . وان مشروعهم الحضارى مشروع تنمية ورفاهية وسؤدد . ولكن المشروع افل من اول كذبة وهى اذهب الى القصر رئيسا واذهب انا الى السجن حبيسا ، وكيف لايكون الحوار كاذبا اذا شيخه يتقن الكذب . فمن وقتها سمى عمر بعمر الكذاب لم يفتح الله عليه بجملة واحده فيها صدقا حتى يومنا هذا ، وسقط المشروع الحضارى فى الوحل ، فكان مشروعا جهويا بامتياز فالرئيس ونائبه الاول من المركز منذ ان ولد المشروع وحتى يومنا هذا ، فالهامش لايستحق ان يكون رئيسا او نائب اول ، ولقد انتج لنا هذا المشروع البغيض اجيالا مشوهة بالجهوية والاثنية والعنصرية ، يقودها تلاميذ الشيخ على عثمان ونافع وابو الجاز والقائمة تطول من مرضى النفوس الذين اعطاه الله فرصة لقيادة شعبنا ، ولولا الآجال لما ترك هولاء فى الهامش فردا واحدا فى السودان ، ولكن الحمد لله الذى كشف لنا هذا المشروع الضلالى الذى افسد حياتنا ، وازهق اوارحنا .
ونقول لهؤلاء ان الموت الذى تفرون منه انه ملاقيكم ، فاعتبروا من وفاة شيخكم فانها فرصه لكم كى تعودوا الى رشدكم وتكفروا عن سيئاتكم التى ارتكبتموها فى حق شعبنا وهى لاتحصى ، ردوا له كرامته وحريته فهى لاثمن لها ، ادرؤا عنه فسادكم الاخلاقى الذى لم يسبق له مثيل على الارض منذ نشأة الخليقة ، واقفوا سفك الدماء وزهق الارواح ، فكوا عن راقبنا وارجلنا سلاسل العبودية ، اوقفوا الفتن والجنجويد فانهم الموت يمشى على رجليه .
ونقول الى قيادة حزبنا (الامة القومى) ان الوقت يمضى ، وعلينا ان نتحمل مسئولية شعبنا ونتقدم الصفوف وندفع ثمن القيادة ، الم تدفع الثورة المهدية ثمنا باهظا لتحرير السودان ، الا يستحق الوطن هذا الثمن ؟ الا يستحق السودان اليوم نفس همة الثورة المهدية مهما بلغت التضحيات ، فاذا فقدنا الالاف من عضوية الحزب لنسترد الوطن ، حينها ستاتينا الملايين لتنضم للحزب لدوره الريادى فى التحرير ، فالتحرير اليوم اعلى قيمة من الماضى ، مقارنة بما يجرى اليوم وفى زمن الاستعمار.
فان الحوار اليوم هو حوار الطرشان ، وحوار القوى على الضعيف فان كل احزاب الفكة لا قيمة لها الا لقيمات تسد جوعهم وملاليم من المؤتمر اللاوطنى لاتسمن ولا تغنى من جوع . لهذا نقول ان المبادرات شئ طيب وايجابى ، ولكن تكفينا مبادرة واحدة نقوم بتنفيذها مهما كانت التضحيات ، افضل من مائة مبادرة تفرحنا ولا تحقق طموحنا ، وتضعفنا وتقوى عدؤنا .
أحدث المقالات
امتحان الترابي..! بقلم عبد الباقى الظافرطلاق وحسرة بقلم صلاح الدين عووضةهاشم بدر الدين لا يبكي بقلم أسحاق احمد فضل اللهبين الترابي والشانئين بقلم الطيب مصطفىالترابي بين التفكير والتدمير بقلم مجاهد عبدالله - أسترالياوصية الترابي بقلم شاكر عبدالرسولهزى بجذع ألنخل , مريم ألبتول مناسبة يوم ألمرأة ألعالمى شعر نعيم حافظالثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (99) بقلم د. مصطفىالسيادة المنقوصة : الطائرة الرئاسية – نموذجاً ! بقلم فيصل الباقر