الزعماء السودانيين: وتحديات السلام

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 02:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-09-2004, 08:20 AM

يوهانس موسى فوك>


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الزعماء السودانيين: وتحديات السلام

    يوهانس موسى فوك

    لعل في السودان، لا يصعب على اى رجل سيأسى أو عسكري أو زعيم ديني ان يخلق قاعدته الجماهيري الخاصة به، تلك القاعدة التي قد تكون ذات أصول إثنية أو يحمل طابعا دينيا أو من منطلق قبلي عشائري ـ على الأغلب ـ وهذا يؤكد مدى ضعف أفكار زعمائنا واستغلالهم للظروف السياسية في السودان(مشكلة الجنوب) وبالتالي تحقيق مآرب سياسية نخبوية لصالح جماعة سياسية دون النظر بعين الاعتبار إلى مصالح الشعب قاطبة.

    وفى العقد الأخير من القرن المنصرم، شهد السودان أسوا مرحلة في تاريخ حياتها السياسة، حيث كانت السيطرة المطلقة للجبهة الإسلامية بملابس عسكرية وتحت غطاء ما سميت بثورة الإنقاذ الوطني. وقد ظن جماعة الإنقاذ إنهم سيبنون السودان فكريا على أسس جديدة كي يستطيعوا البقاء في السلطة فترة أطول دون ان يعي احد بشرورهم، ويمارسوا فيها الدكتاتورية وزيفهم المتواتر ذي الطابع والتطبيق الثيوقراطى، ولكنهم كذبوا على أنفسهم، لان اللعبة قد اكشفت قبل ان تكتمل الوقت، وبان الشأن أكثر بعد انفجار القنبلة الموقوتة داخل "النظام" وعرف الجميع أنهم كذبة وكذبة وما من غيرهم.

    وبطبيعة الحال، فان السلام أصبح قاب قوسين أو أدنى عن التوقيع بعد التصريح الأخير للدكتور جون قرنق ـ رئيس الوفد المفاوض بنيفاشا، وان السياسة في طريقها إلى النصر على الحرب التي لم تستطع ان تحسم المشكلة السودانية، واعتقد انه سيكون متاحاً للجميع في الفترة الانتقالية، العمل السياسي وبالتالي رسم سياسة جديدة للسودان.

    ولكن، ارجؤ إلا يفوتنا ان للسلام أثمان باهضة وتحديات جمة ينبغي على الزعماء دفع تكاليفه ومواجهته بحذر دون الدخول إليه "كاكباش الفداء" وسيكون من فضل السودانيين التفاؤل مع الروية المتوهجة، والحلم الجميل وهو: ان سوداناُ جديداُ سينشاء، وهوية جديدة ستتكون، وتقسيم عادل للسلطة والثروة سيتم، وان الظلم سينتهي إلى الأبد، لان الناس لا يكنون بالولاء على قياداتهم إلا عند الشعور بالرفاهية أو ـ على الأقل ـ ان ينالوا بمقابل ذلك الولاء: توزيع عادل للثروة والسلطة، ومشاركة سياسية ينظمها القانون والدستور، ثم حرية مطلقة في التعبير والاختيار في القضايا السياسية في ظل احترام متبادل لمصالح كل الفئات الاجتماعية بصرف النظر عن المتناقضات. حيث ان الثورة تقوم ـ اساساُ ـ على عكسها.

    وعود على البدء، لعلى في صدد تحليل أفكار الزعماء السودانيين، ودورهم المحتمل في ظل التغييرات السياسية الراهنة، وطبقاً لذلك نستطيع ان نطلق لهم القاباً تتماشى مع التاريخ السياسي لكل منهم. ففي الشمال على سبيل الحصر، يمكن توزيع اهتمامات الزعماء الشماليين بين الدينية والعسكرية والاكاديمية.

    وإذا كان بمكان الأهمية ذكر الأسماء، فالفريق الركن عمر حسن احمد البشير، لم يكن يوماً زعيماً ملهماً، وإنما عسكري (تقنقراطى) لا أتوقع ان يكون له دور سيأسى في المستقبل إذا شاءت الأقدار وسقطت حكومته، لذلك وصفه الحقيقي هو انه(صاحب القدم الواحد). أما عن السيد/ صادق المهدي، فهو (صاحب الأفكار الأكاديمية) فالرجل يجيد الحديث السريع، وتفسير الظواهر السياسية المستعصية من الناحية الأكاديمية. فأفكاره لا تصلح في الواقع العملي، في الوقت الذي تصلح هذه الأفكار ان تدرس في الجامعات والمدارس السياسية، فهو لا يعدو كونه فيلسوفا. وعن المولانا/ محمد عثمان الميرغني، نستطيع القول بأنه (صاحب المبادرات السياسية) فهو لم يقدم طرحاً جديدا في القاموس السياسي السوداني ليثبت بحق وحقيقة انه "رجل دين" بحت، ويصلح ان يتمثل مساهماته السياسية في: احتواء الأزمات السياسية التي تطرأ وسط الزعماء. ويختلف الأمر مع الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابي الذي يصلح ان نطلق عليه وصف (صاحب أفكار المؤامرة) ويقال عن الشيخ: انه لا ينجح سياسيا، بل ولم ينال هذه الشهرة إلا في ظل الصراعات، ومنذ دخوله المعترك السياسي لم يغب اسمه عن القضايا المثيرة فهو العقل المدبر لأقدام الرئيس الأسبق جعفر نميرى على إصدار "قوانين سبتمبر" وكذلك الحال عن تدبير العملية الانقلابية في 30يونيو1989 الذي أوصل بالرئيس عمر البشير لسدة الحكم. والكارثة الأكبر: إعلانه الجهاد على الجنوبيين. فالشيخ مشهور بمؤامراته الغير شريفة، ليس في السودان وحسب، بل حتى في الدول الجوار، الأفريقية منها والعربية.

    وفى جنوب السودان الزعماء لا يختلف أمرهم عن غرارهم في الشمال، مثلاً الدكتور جون قرنق دي مبيور يستحق تسمية (صاحب العين الطويل) فهو لا ينظر في الأغلب إلى ما هو كائن بقدر ما ينظر إلى ما سيكون، انطلاقا مما كان. وكان بسبب ذلك مل من أسلوبه الكثير من الجنوبيين ذو النظرة الضيقة، واعتقدوا انه لا يبالى بتطلعاتهم ولا يسعى لتحقيق طموحاتهم.

    أما الدكتور رياك مشار تينج، فهو الذي نستطيع وصفه(صاحب النداء الديمقراطي) فقد تشبث كثيرا بهذه النظريات حتى أرادها ان تطبق في ظل ظروف ساخنة، وداخل تنظيم ثوري ذات توجهين سيأسى وعسكري. فقد كان الدكتور مشار مصراً على ان تجرى الانتخابات داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى ان أدى ذلك إلى تباين الآراء داخل الحركة بين مؤيد ومعارض وأصبح من ضمن النقاط التي أدى إلى الكارثة الجنوبية الكبرى(الانشقاق) عام1991 بقيادة الدكتور مشار نفسه.

    ثم الدكتور لام أكول أجاويد (صاحب حامل الميزان) الذي لا يريد ان يفقد النخبة الجنوبية على حساب الحركة الشعبية والعكس صحيح. فقد كان حاملا لميزان التوازن بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والقوى السياسية الجنوبية الأخرى. ويختلف الأمر تماما مع العم بونا ملوال (صاحب المواقف الغامضة) يطمح ان يتحقق كل شيء في الجنوب، شرطا إلا يكون عن طريق أعداءه السياسيين في الجنوب، ويقال في بريطانيا انه سافر إلى السودان مؤخرا قبل ان يعود إلى بريطانيا الأسبوع الماضي بغرض استكشاف الوضع السياسي في الخرطوم قبل ان يعود غيره ممن لا يتفق معه سياسيا. وأنا شخصيا لا اشك في وطنيته، لكن أتمنى ان يقلع عن أفكاره المتمسك بخلافات شخصية والتي أصبح جزء من نشاطاته السياسية الهامة. وكذلك الحال مع العم الفريق معاش جوزيف لأغو يانقا، الذي يستحق كذلك لقب (صاحب المواقف المثيرة) فالناس في عهده قلة ما تجدهم يتحدثون إما عن خيراته أو سيئاته، فكثير ما كان يفتعل ضده الإشاعات والأقاويل المختلقة، مما جعل لأغو في موقف دفاع دائم، وفى بعض خطاباته السياسية يصل الأمر إلى حد السب إلى الذين يقفون وراء هذه الاكازيب وبالتالي لم يسنح له الوقت ان يطرح برنامج سيأسى في الواقع الجنوبي. وفى حديث ودي بيني والعم جوزيف لأغو قبل يومين، حاول ان يبرر لي ذلك قائلا: إذا كان لك ان تقارنني من حيث الإثارة مع الدكتور جون قرنق، فاننى لست مثيرا أكثر منه، لان عندما وقعتُ اتفاقية أديس أبابا لم يكن من سعيي الحكم على الجنوب ولم اتجه إلى هذه الفكرة إلا بعد ستة سنين من الاتفاقية، أما الدكتور قرنق فهو لا يخفى رغبته في ان يكون رئيسا للجنوب بطريقة غير ديمقراطية بعد توقيع الاتفاقية، ثانيا ليس لي مشاكل كثير في عهدي مع المثقفين الجنوبيين ممن كانوا داخل وخارج حركتي، ولكن الدكتور قرنق مع المثقفين الجنوبيين في مشاكل لا يحصد عليه.



    ومقابل هذا التباين الفكري اللا محدود بين الزعماء السودانيين، حدث تمازج سرى غير مباشر بين الزعماء الشماليين من جهة والزعماء الجنوبيين من جهة أخرى، فترجمت ذلك على ارض الواقع بتبني الشماليين فكرة قيام دولة سودانية عربية إسلامية وتهميش الأصوات الأخرى، ولا شك ان هذه الفكرة كانت "خطرة وعنيفة" وما أثيرت إلا لارتباك الجنوبيين. وفى المقابل، تكونت الفكرة الجنوبية التي تطرح الانفصال بشكل عريان دون ان يلبسه ثياب اللغة الحضارية (حق تقرير المصير) كرد فعل على الفكرة الشمالية.

    وفى واقع الأمر، الزعماء السودانيين قد اخفقوا كثيرا في تدارك الأوضاع السياسية والتعاطي مع المشكلة السودانية بجدية، ومنهم من ستطالبهم الشعب بالاعتذار عما اقترفوها من أفعال غير أخلاقية، وهناك أسرار عن بعضهم لا يعيها السودانيين في الوقت الراهن ربما ستبان أكثر بعد السلام. وفى المقابل الشر لا يعوم كما هو الحال في الجيش، فمن تحت المياه العكرة والراكدة مياه نقى. وانتهز هذه الفرصة لأوجه رسالتي إلى الزعماء الكبار ان يتيحوا الفرصة للقيادات الشابة خلال الفترة الانتقالية. ولايعنى ذلك إقصاءهم وإنما محاولة لتخفيف حدة التوتر داخل الأحزاب والتنظيمات السياسية السودانية والا سنعيشوا أزمة الزعماء فترة أخرى!!.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de