05:20 PM March, 09 2016 سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
على شاشات التلفاز جلاليب فائقة الترف.. و عمم مطرزة بخيوط من حرير
ترفرف.. و العيون مذهولة.. و شالاتٌ تناطح شالاتٍ على الأكتاف.. و مقرئ
يتلو آيات من القرآن الكريم.. آيات تنذر الجلاليب والعمائم و الشالات
أن:-" كلوا و تمتعوا قليلاً إنكم مجرمون؟؟".. كلمات موجهة لا يخطئها
القلب.. و في المنشية ( جماعات) تبكي و تولول على الفقد الجلل.. و الآيات
تُتلى على قنوات التلفاز و محطات الاذاعة.. و نحن في تلك اللحظة نعايش
أحداث يوم آخر، يوم لا بد آتٍ و إن طالت القرون!
جاء الموت يوم السبت بهيئة صادمة، توقفت ساعات ( جبابرةَ) المؤتمر
الوطني وقفات تأمل مع الذات.. إذن الموت ما زال موجوداً.. و هو لا يعترف
بالزمان و ليس أمامه حواجز تمنع الولوج إلى أي مكان.. و لا زاجر يحذره من
أن يزور من يشاء متى شاء..
تلك وقفات تأمل مع الذات غيبتها السلطة و الثروة و الجاه سنين عددا .. و
تنافَس في تغييبها علماء السلطان و مستشاروه.. و ثُراة المال الحرام
الواهبون السلطان بضائع ليست ملكهم.. و السلطان لا يستحق!
و مع أن الموت لا يتوقف.. إلا أن مزوري التاريخ لا يخشونه، فسرعان ما
يسبغون على الميت كل الفضائل و يحجبون كل الرذائل.. و تغيب الحقائق في
جوف الزمن.
أسبغ أحدهم على الترابي صفة ( رجل القرن) و لم يتردد في أن يضعه في مصاف
الصحابة دون وجل.. و مزوِّر آخر يقول عنه أنه أعظم مفكر اسلامي.. و
يتنافس المزوِّرون في الاعلاء من شأنه إعلاءً يكاد يلحفه بمرتبة الكمال..
إنهم يشرعون الآن في كتابة تاريخ الراحل/ حسن عبدالله الترابي من زاوية
التزوير مثلما أحدث ( سابقوهم) ما لا يمكن تقويمه من تزوير في تاريخ
السودان.. فتأتي الأجيال القادمة لتجابَه بتضاربات بين المكتوب بين يديها
من تاريخ و بين حقيقة الأشياء في بيئة ( عصر) الترابي ( رجل القرن) ذي
الإنجازات التي جعلت الانسان السوداني مجرماً خطيراً ينتظر التحقيق في
غرفة الحجز في كل موانئ و مطارات الدنيا، و تحيط بجواز سفره كميات هائلة
من الشك و الريبة المستدامة..
ليس من الغريب أن يتم تزوير تاريخ السودان.. فليس في بعض ما تم تأريخه
عن المك نمر سوى كثير تغبيش.. و كم تصارعت الفانتازيا مع الحقائق في سيرة
الزبير باشا الذاتية.. و غير هذين تتشابك الأكاذيب مع الحقائق عند ركن (
تأريخ) ما لم يحدث في التاريخ..
و لا زالت الحيرة تحاصر بعض الملابسات المحيطة بالترتيبات السابقة لحريق
اسماعيل باشا في شندي.. و نظل نبحث عن الحقيقة في لجٍّ عصي على
الباحثين.. و قد تتساءل عن دور رعية المك نمر في شندي حين كان المك يهيئ
( الجو) لترفيه الجنود الأتراك بالخمر و الفتيات.. و يقال أن بعض قواد
الجيش التركي كانوا ( مثليين)، فكان لا بد للمك نمر أن يلبي طلبهم بإحضار
بعض الغلمان إلى حفل الترفيه.. و يقال بأن المك نمر لم ( يهرب) من
الأتراك.. و لكنه هرب من عشيرته التي ثارت عليه و على الأتراك السكارى،
فأحرقتهم و نجا هو و الأقربون من العشيرة.. و توقف تاريخ المك عند نقطة
الهروب.. فلم نسمع أنه سعى لإعداد جيشٍ مقاوم للغزاة.. و لم نسمع أن
الدفتردار ( اجتهد) في مطاردته للانتقام منه.. و لكن الدفتردار ( اجتهد)
في إبادة جماعية و تعسف حقود انتقاما من عشيرة المك نمر في شندي و ما
جاورها!
و يستمر تزوير التاريخ عن بطولات الزبير باشا رحمة.. و عن فروسيته.. و عن
حمايته ( للزنوج) في بحر الغزال من بعضهم البعض.. و عن الوحوش الضارية
التي صارعها الزبير و صرعها.. و عن تجارته في العاج ( فقط) بعيداً عن
ممارسة تجارة الرقيق و بعيداً عن ( اصطياد) العبيد في بيئة قوامها مؤسس
على تجارة الرق!
تزوير التاريخ لن يتوقف عند إضفاء صفات تكذبها قرائن الأشياء على الترابي..
ربما نكون نحن مخطئين في تقديرنا.. و يكونون هم على صواب.. مع أن قرائن
الأحوال في السودان تقول عن الترابي كل شيئ.. كل المساوئ التي يذكرها
عامة الناس.. و لو كان الرسول الأعظم بين ظهرانينا لقال:- ( وجبت!)
تأكيداً على مساوئ الترابي و مشروعه الحضاري الذي ( بعثرنا في كل وادٍ)..
فقط، نرجو من مزوري التاريخ و الجغرافيا أن لا يفرضوا علينا حديثاً
ضعيفاً يعظنا بذكر محاسن موتانا دون مساوئهم! فلو كان الحديث صحيحاً،
لنهى الرسول ( ص) الصحابة عن ذكر مساوئ أحد الموتى المحمول على الأكتاف
في الطريق إلى الدافنة، بل أيد ما ذكروه تأكيداً على أن شهادة المعاصرين
شهادة عُدول (وجَبَت!).. و كان قال قبلها نفس الكلمة (وجبت)، حين ذكر
الصحابة محاسن ميت آخر..
إن في عدم ذكر المساوئ تزوير و تشويه للتاريخ.. و هدر لأهم موارد العظات
و العبر للأجيال القادمة.. و بلاش نفاق!
أحدث المقالات
الكشف عن سيارات المستقبل في معرض جنيف ابراهيم السنوسي ما قدر الشغلانة بقلم شوقي بدرىقريمانيات .. يكتبها الطيب رحمه قريمان كيف تسقط حكومة بنكيران في يوم واحد وبدون قلاقل؟؟ بقلم انغير بوبكرحق اللجوء واللاجئين ...... قوانين مثالية، وواقع مرير اعداد د. محمود ابكر دقدق/استشاري قانونيي وباالأمهات الأرامل والمطلقات المجتمع يكفن والأبناء يدفنون!! (2) بقلم رندا عطيةالتسوية قبل الوحدة..! بقلم عبد الباقى الظافرضرب السد بقلم صلاح الدين عووضةكثير من علي الحاج .. قليل من السنوسي بقلم أسحاق احمد فضل اللهوقطع معتز قول كل خطباء السدود بقلم الطيب مصطفىدموع خالد مشعل ووحدة الإسلاميين!! بقلم حيدر احمد خيراللهفي عيد المرأة التحية لصمود نساء وطني... بقلم زينب كباشي عيسيالقمح وإستبدال الأدنى بالذى هو خير بقلم سعيد أبو كمبال بني مَلاَّل منتظرة منذ الاستقلال بقلم مصطفى منيغ في يوم المرأة العالمي : هل نالت حقها ؟ بقلم د. حسن طوالبهلا تحتمل الإنتظار والحلول التسكينية بقلم نورالدين مدنيالصدمة وفرضية الإغتيال بقلم أكرم محمد زكي القصر الكبير بلا إصلاح ولا تغيير بقلم مصطفى منيغ