01:33 PM March, 10 2016 سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
* سيارات الأجرة هي المدخل لمعرفة أي بلد يزوره الإنسان.. معرفة مستوى الوعي الثقافي العام لمجمل أفراد شعبه .. وأول ملاحظة لي هنا- بمصر - أن عربات الأجرة لم يعد اسمها (التاكسيات) كما في السابق .. فقد صار لها اسم مضحك - بصيغة الجمع - وهو (التكوسة) .. ثم لم تعد هي (البيجو) و(الفيات) و(المازدا) وإنما (الآكسنت) ..
* وبما أن من معاني كلمة (آكسنت) الحركة فهذا ربما يتوافق مع ما عليه طبيعة الشعب المصري الآن.. فهو بات كثير الحركة ولكن من غير أهداف تبدو واضحة له في الحياة ..
* أو على الأقل هذا ما لمسته لدى الكثيرين من أفراده الذين رماهم سوء حظهم في طريقي.. أو رماني حسن حظي أنا في طريقهم لأجد مداخل تعينني على فهم طبيعة شعب ما بعد الثورة .. أما سوء حظهم المشار إليه فيتمثل في (تنكيدي) عليهم بكثرة الأسئلة الاستطلاعية .. فمن الواضح أنهم يعانون صدمة (التغيير) – في أعقاب الثورة- دون أن يدركوا أنها مرحلة التعافي ..
* التعافي من أمراض شمولية سياسية تطاول أمدها، عنوانها الرئيسي الكبت والقهر والرعب.. فكلما أسأل أحدهم عن مشاعره الآنية يأتيني الرد من شاكلة (يا عم خليها على الله).. ثم أعجز عن إقناعه بأن المشاعر هذه سبق أن مر بها شعب السودان عقب ثورتين له أزاحتا الشمولية ..
* مشاعر عدم الاطمئنان ، والخوف من المجهول، وقلق انتظار جني الثمار الاقتصادية .. ولولا أن شعوب أمريكا وفرنسا وبريطانيا صبرت على لحظات مماثلة لما كان هذا حالهم اليوم.. ولكنهم لا يصبرون - السودانيون- فتفلت من بين إبديهم الديموقراطية وتعود إليهم (الأوضاع) التي ثاروا ضدها ..
* وسائق أحد (التكوسة) ترجم حالة قلقه إلى نهم تبدى شحماً في جسده .. فسيارته ذات الاسم (الحراكي) تكاد لا (تتحرك) من كثرة شحمه هذا بينما لسانه لا يكف عن (الحركة) .. وأغلب (رغيه) الساخط مصوب نحو عروسه بينما النزر اليسير منه تجاه الحكومة ..
* فهو يحملها مسؤولية (تجويعه) - حسب قوله- باتباع سياسة معيشية صارمة .. فتكون النتيجة توقفه عند كل بائع (ساندويتشات) طوال فترة تجواله بعربته الأجرة .. وخلال مشوار إلى (وسط البلد) التهم محمود ما لا يقل عن عشرة شطائر بخلاف التي (من قبل ومن بعد) ..
* وعقب التهامه لكل شطيرة يصيح بصوت متحشرج (الله يخرب بيتك وبيت اللي خلفوك يا بنت الكلب) .. وأدرك من بين ثنايا (رغيه) مدى صواب تتبعه (حكومته) - كما يسميها- تجاهه من تقشف .. فهي- من جهة- تريد تخفيف وزنه ليعود إبن آدم مرة أخرى عوضاً عن (سيد قشطة) .. وتريد - من جهة أخرى- ضغط المنصرفات لمواجهة الضائقة المعيشية وأقساط (الآكسنت).. ويسر إلي - عند نهاية المشوار- برغبته في تطليق (حكومته) ليرتاح منها ومن قرفها) ..
* وشعب السودان لم يصبر- من قبل - على السياسات المستقبلية لحكومتين ديموقراطيتين تجاهه فسعى إلى (تطليقها).. ثم ندم من بعد ذلك (ندامة الكسعي) حيث لا ينفع الندم.. وحاولت شرح ذلك لمحمود ولم أدر إن كان فهمني أم لا .. فقد غمغم بكلام لم أفهمه لحظة انزلاق آخر لقمة نحو جوفه.. ثم أردف (خليها على الله يا عم !!) .
أحدث المقالات
عندما تبكي الحركات المسلحة حسن عبدالله الترابي؟؟.. بقلم عبدالغني بريش فيوفكسوف الشمس يرمز لسقوط واحتجاب رئيس الجمهورية بقلم ابوبكر القاضي موسم حصاد المصالح في العراق بقلم د. غسان السعد/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجيةالمبادئ ( خشم بيوت) بقلم الطاهر ساتيخطوات الاصلاح الاقتصادي في العراق: رؤية من الخارج بقلم د. حيدر حسين آل طعمة/مركز الفرات للتنمية والهل يقدر المتحاورون ماذا يعني فشل الحوار ؟؟؟؟؟؟ بقلم هاشم محمد علي احمدو شرعوا في تزوير تاريخ الترابي.. بلا وازع! بقلم عثمان محمد حسنالترابي.. هدأةُ الشيخ الأخيرة بقلم أحمد الدريني جو بايدن يشوه وجه الانتفاضة بقلم د. فايز أبو شمالةالكشف عن سيارات المستقبل في معرض جنيف ابراهيم السنوسي ما قدر الشغلانة بقلم شوقي بدرىقريمانيات .. يكتبها الطيب رحمه قريمان كيف تسقط حكومة بنكيران في يوم واحد وبدون قلاقل؟؟ بقلم انغير بوبكرحق اللجوء واللاجئين ...... قوانين مثالية، وواقع مرير اعداد د. محمود ابكر دقدق/استشاري قانونيي وباالأمهات الأرامل والمطلقات المجتمع يكفن والأبناء يدفنون!! (2) بقلم رندا عطيةالتسوية قبل الوحدة..! بقلم عبد الباقى الظافرضرب السد بقلم صلاح الدين عووضةكثير من علي الحاج .. قليل من السنوسي بقلم أسحاق احمد فضل اللهوقطع معتز قول كل خطباء السدود بقلم الطيب مصطفىدموع خالد مشعل ووحدة الإسلاميين!! بقلم حيدر احمد خيراللهفي عيد المرأة التحية لصمود نساء وطني... بقلم زينب كباشي عيسيالقمح وإستبدال الأدنى بالذى هو خير بقلم سعيد أبو كمبال بني مَلاَّل منتظرة منذ الاستقلال بقلم مصطفى منيغ في يوم المرأة العالمي : هل نالت حقها ؟ بقلم د. حسن طوالبهلا تحتمل الإنتظار والحلول التسكينية بقلم نورالدين مدنيالصدمة وفرضية الإغتيال بقلم أكرم محمد زكي القصر الكبير بلا إصلاح ولا تغيير بقلم مصطفى منيغ