• العديد من شباب و شابات السودان يحلمون بالهجرة إلى أمريكا للعمل و التعليم في أرقى الجامعات.. و يحلم البشير برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ليواصل هو كتم أنفاس السودانيين و إرهابهم بالرمي في المعتقلات.. و التصفيات الجسدية.. • و أتى ترامب بأمره التنفيذي المجحف.. و نسف أحلام كل من كان يسعى للهروب من جحيم البشير إلى أرض الأحلام أمريكا.. و نسف ترامب أحلام البشير أيضاً.. فقد أعاد الأمر التنفيذي أحلام البشير إلى ما كانت الأحلام عليه قبل أن يرفع أوباما الحظر الاقتصادي عن السودان.. و رفع ترامب، بالتالي، نسبة استمرار وضع اسم السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب من 50% إلى ما يتجاوز تلك النسبة بكثير.. • ثارت جماهير العالم الغربي ( الكافر) فور إعلان الأمر التنفيذي و خرجت في مظاهرات صاخبة.. و انبرى رؤساء الدول ( الكافرة) تلك يدينونه علانية.. و من قلعة ( الكفر) في الفاتيكان أعلن البابا فرانسيس، كبير ( الكفار)، إدانته له في شكل مقتطفات من الكتاب المقدس تدعو إلى بناء الجسور بين الشعوب و ليس بناء الجدران.. • و المسيحيون الانجليكان الأمريكان تبرأوا من الأمر التنفيذي على لسان متحدث باسمهم، لأنه- أي القرار- لا يتماشى مع تعاليم سيدنا عيسى المسيح، عليه السلام، و التي تدعو إلى إغاثة الملهوف و المستجير.. و قال إنهم انتخبوا ترامب، لالتزامه بالتعاليم المسيحية و على رأسها مناهضة الاجهاض ( Prolife).. • و إستقال 90 من موظفي وزارة الخارجية الامريكية احتجاجا على أمر ترامب التنفيذي، متوقعين أن يؤثر الأمر سلباً على أنشطة الديبلوماسية الأمريكية في الخارج.. • و حين وقفت السيدة نائبة المدعي العام الأمريكي ضد الأمر التنفيذي كونه أمراً يتعارض مع الدستور الأمريكي، فصلها ترامب فوراً.. و عين مكانها شخصاً آخر على الفور.. • و دخلت شركات تقانة المعلومات في ( وادي السيليكون) معركة الاحتجاجات باعتبار أن قرار حظر السفر يضر صناعتهم.. و إن كان بصورة غير مباشرة.. • قد تتساءل عن سبب كل تلك الهيجاء و ذاك الصخب ضد أمر تنفيذي لا يمس المحتجين بسوء مباشر.. لكنك تتذكر الأخوة الانسانية فجأة و تبتعد عن مُوات ( الأخوة الاسلامية) لتصغي إلى صرخة شاعرنا الانسان/ محمد مفتاح الفيتوري:- " يا أخي في الأرض في كل وطن.. يا أخي في الأرض في كل سكن.. أنا أدعوك، فهل تعرفني، يا أخاً أعرفه رغم المحن؟!" • إذن، لا غرابة في أن ترى جموع ( الكفار) يلبون النداء مدافعين عن المسلمين الملهوفين الهاربين إلى بلاد ( الكفار) خوفاً من بطش المسلمين في بلاد المسلمين! • لكن لا بد من أن تحيط بك الغرابة بعد ذلك حين تفكر في صمتِ و ارتعاشِ الملوك و الأمراء و الرؤساء العرب و المسلمين- فيما عدا إيران- .. و هم في حالة انبطاحٍ شديدٍ من الوهن الذي ابتلاهم الله به و ابتلينا به نحن بسبب عجزهم و خوَرهم المخجل.. • مكالمتان هاتفيتان اجراهما ترامب مع الملك سلمان بن عبد العزيز، و مع الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد امارة ابو ظبي، " و استلم المجال!".. فتلقى من العالم ( الاسلامي) مساندتين قويتين من دولتين عربيتين مهمتين جداً في تمويل مصانع الأسلحة الأمريكية.. و في شرائها و تخزينها لضرب الأعداء.. و ما الأعداء سوى إخوة الدولتين في الدين أو العروبة.. • مكالمتان هاتفيتان فقط، جعلتا دولة الامارات العربية المتحدة و المملكة العربية السعودية تقفان مع ترامب.. أيها الناس، مكالمتان هاتفيتان فقط جعلتا البشير يتلقى صفعتين من المتحالفين معه في حرب لا تعنينا في اليمن.. صفعتين أقوى من صفعة أمر ترامب التنفيذي و أوجع منه.. • " و ظلم ذوي القربى أشدُّ مضاضةً على النفسِ من وقعِ الحسامِ المهندِ"! • لن يحس البشير كثيراً بوجع الصفعة و لا بمرارتها.. و سوف يواصل انبطاحه الزاحف أمام ترامب و السعودية و الإمارات العربية.. و غيرهما.. سوف يواصل حتى ينالوا مرادهم كاملاً من السودان، و لا ينال مراده منهم سوى جرعة.. جرعة.. • و نتساءل عما إذا جرت ثمة مساومات بين ترامب و الملك سلمان في شأن قانون “جاستا” المقلق للسعودية كونه ينص على السماح لذوي الضحايا و للمتضررين من هجمات الحادي عشر من سبتمبر بمقاضاة المملكة العربية السعودية طلبا للحصول على تعويضات مالية.. • إن من تناقضات السياسة أن السعودية، عقب فرض قانون ( جاستا) سالف الذكر ضدها، طالبت دول العالم الإسلامي و منظمة التعاون الإسلامي بالتضامن معها في محنتها.. و حين دارت الدوائر الأمريكية على سبعة من بلدان العالم الاسلامي، تبرأت السعودية من تلك الدول و وقفت مع من يخنق مواطني الدول السبع.. • قال وزير الطاقة السعودي في مقابلة مع قناة ( بي بي سي) أن لأمريكا الحق في ضمان سلامة شعبها و درء المخاطر عن أراضيها.. قالها و لم يدافع عن السودان لأنه يعلم أن السعودية قد ( أمرت) البشير بإدخال اللاجئين السوريين إلى السودان بدون تأشيرة دخول.. و يعلم أن الكثير من أولئك السوريين إما داعشيون أو ذوو ميول داعشية.. • و يقول الشيخ/ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية دولة الامارات، في مؤتمر صحافي بأبي ظبي ان الدول التي شملها الحظر تواجه تحديات في الداخل و يتوجب عليها أن تعالجها.. وان قرار ترامب قرار سيادي.. و كي يثبت الشيخ/ عبدالله عدم صحة الحديث عن أن القرار موجه ضد الاسلام، إستشهد بتصريحات الإدارة الامريكية ( المتهَمة) و التي تقول أن القرار ليس موجها ضد دين بعينه.. • إن وزير الخارجية الإماراتي محامي الحيرة بامتياز! • و هو و زميله وزير الطاقة السعودي محاميان للشيطان ترامب، ليس إلا.. فليسعد بهما ترامب و بدولتيهما.. و ليسعدا به و بدولته.. و ليسعد شباب دولتيهما بالحرية و التعليم في أمريكا.. • لكن ما ذنب الشباب السوداني الباحث عن طريق للهروب من جحيم البشير إلى أمريكا أرض الأحلام!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة