من بين أظرف الهشتقات التي تناولت حادثة صفع الوزير أبوقردة من قبل حرس نائب الرئيس الفريق بكري حسن صالح – وهو خبر أوردته جريدة حريات -ما جاء من أحد الظرفاء قائلاً " طوبى لأبوقردة فله مسرة الصفع وللشعب السوداني مرارة الإسهالات المائية وعلى الأرض السلام".
رغم نفى الوزير لهذا الخبر بعضمة لسانه وحرصه على نشر النفي في كافة الوسائط والقروبات، يظل هذا الوزير المثير للجدل أكثر الوزراء تداولاً وحضوراً في وسائط التواصل الإجتماعي، تارة بالتهكم من قبل مناوئيه وتارة أخرى بالدفاع الأعمى من طرف عشيرته.
ما لا يتناطح فيه عنزتان بشأن هذا الوزير هو تحصليه الأكاديمي والمهني المتواضع والضعيف، ولسوء حظه شاء القدر أن يضعه في وزارة ذات معايير في غاية التخصصية والمهنية مما جعله محل تندر الأطباء وتهكم السسترات في مجالسهم الخاصة بإعتباره أجهل وزير صحة يتبوأ هذا المنصب منذ استقلال السودان ويقال إن سيرته الذاتية تشير فقط الى أنه عمل مندوباً لبيع الصمغ العربي في أنجمينا وقضى فترة في الميدان بوادي هور ثم متهماً أمام محكمة الجنايات الدولية التي برأته براءة الذئب من دم بن يعقوب.
يبدو هذا الضعف جلياً في سلوكه الشخصي الذي لم يتمكن من صقله، لذا تجده دائماً يميل للعشوائية والهمجية وإثارة الفوضى وافتعال المشكلات وخير دليل ما حدث في العام الماضي بفندق السلام روتانا إبان ترسية وتوقيع بعض العطاءات والعقود الخاصة بالسلطة الانتقالية لأقليم دارفور، وهو سلوك ما كان يصدر من بائع سندوتشات ناهيك عن وزير وأمام جمع دبلوماسي وأجنبي رفيع حتى أضطر الوزير أمين حسن عمر أن يسمعه قولاً لا نود أن نكرره هنا.
وحتى يتمكن من تغطية هذا الضعف يلجأ دائماً للتآمر ضد الآخر وإذا لم يجد هذا الآخر يتآمر ضد نفسه. فقط تأملوا كيف تآمر ضد شريكه التجاني سيسي وكيف باع وتخلى عن قائده العام عبد الله بنده أمام محكمة الجنايات الدولية ثم أرسله مقاتلاً مرتزقاً لدى دولة مجاورة، وكيف يتآمر الآن ضد مجموعة دبجو ومجموعة أبو القاسم إمام. خصلة التآمر تجرى في عروقه منذ أن كان طالباً. ليس له حليف دائم وإنما كل شيء مؤقت لحين تحقيق غرضه وطموحه حتى أسرار الدولة يبيعها لدولة جارة أجنبية عن طريق سماسرة من أسرته في الجانب الآخر.
عند زيارة رئيس الجمهورية لمدينة الفاشر وبرفقته أمير دولة قطر ورئيس جمهورية تشاد احتفالا بانتهاء أمد اتفاقية الدوحة، أوعز لمؤديه التصفيق لرئيس جمهورية تشاد عند إنتهاء كلمته والامتناع عن التصفيق لأمير دولة قطر، أتدرون لماذا؟ لأنه طلب بعض الدولارات من الدوحة فلم يجدها. ابتزاز غبي لا يصدر إلا من همباتى.
هذا يقودنا الى ذمته المالية المهترئة والساقطة، فالمال عند أبوقردة هو كل شيء ويقال أن السبب الأساسى لخلافه وانشقاقه عن دكتور خليل هو عندما تم إبعاده عن الأمانة العامة المشرفة على المال وتكليف آخر يمت له بصلة قربى واللصيقون به يعرفون جيداً كيف لهف مال الصمغ العربي ومن أي مصدر شيد عماراته بالخرطوم وهو الذى لم يعمل طوال حياته في الخدمة المدنية أو التجارة سوى أخيرا بدرجة وزير وسبحان الله الذى سخر لعباده أن يقفزوا من المدرسة الى الوزارة.
سواء أكان خبر صفعه صحيحاً أو مختلقاً، فأن الثابت هو أن هذه الشخصية لا يصلح أن يكون حتى رئيس عنبر في مستشفى، فلا معيار الكفاءة الأكاديمية ولا الخبرة المهنية ولا السلوك الشخصي ولا قدراته التعبيرية ولا ثقافته العامة كافية لشغله منصب دستوري.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة