عندنا حتى الزبال لديه إيمان داخلي عميق بأنه سيكون رئيسا للجمهورية ، وهناك من يعملون بأيديهم وأرجلهم وأفواههم من أجل الوصول إلى هذه الغاية ، وهم كثر ، طبعا هذا حلم مشروع ، لكنه يقوض العملية الديموقراطية اذا حدث وان تحولنا من دولة دكتاتورية إلى دولة ديموقراطية، فانتشار الحلم الرئاسي رغم مشروعيته إلا أنه يؤدي إلى سيولة قيادية ، او كما قال توفيق الدقن : الناس كلها بقت فتوات ... أمال مين اللي هينضرب.. فإذا كان زعماء الأحزاب الطائفية وابناؤهم يريدون الرئاسة وإذا كان حملة السلاح يريدون الرئاسة وإذا كانت أحزاب المعارضة تسعى إلى الرئاسة وإذا كان المحامون والأطباء والسماسرة والسباكون والمزارعون والزبالون يرغبون في حكم الناس فمن سيكون محكوما حينئذ .. طبعا قضية الوصول الى كرسي الحكم هي قضية وعي أولا وقضية عقل غير مريض بالجنون والنرجسية المفرطة هذا وأيضا قضية إيمان عند كل فرد بأنه يستطيع أن يحرز أهدافا لو كان داخل الملعب بديلا للاعب سيء.. قضية تصورات وهمية وعضلات في الخيال لم تنموا بعد على أطراف الواقع.. هذا كله مؤذ للعملية الديموقراطية .. لأنها تتحول الى مسرحية عبثية مضحكة وهرج ومرج وتؤدي إلى عدم معرفة الجماهير لمرشحي الرئاسة لكثرتهم وكونهم أيضا مغمورين في الأساس. إن العملية الديموقراطية في دولة متخلفة تعني فوضى عارمة إذا لم يواكبها وعي جماهيري شامل وتركيز للقوى السياسية في ثلاثة أو اربعة قوى سياسية وما لا يتجاوز خمسة مرشحين وإلا فإن انقلاب عسكري على هذه الجوطة سيجد قبولا من الشعب باعتبار ان هذا العسكري بطلا محاربا كأبطال الامبراطورية الرومانية. لابد حين وضع الدستور أي إلى جانب التوعية الجماهيرية ؛ أن يتم وضع شروط صعبة ودقيقة للشخص الذي يرغب في الترشح لرئاسة الدولة من الناحية العلمية والعملية والتاريخ السياسي. وبذلك يتم غلق الباب على الحالمين من أصحاب الاضطراب ثنائي القطب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة