بسم الله الرحمن الرحيم الإرهاب الصحفى والفكرى والسياسى والعقدى وجلد الخصوم الناشطين بإعتبارهم شياطين وتفاهة الصغار الذين لا يطالون الكبار ! بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس ( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى ) ( رب زدنى علما ) للحديث عن هذا الموضوع الكبير والخطير لابد لى أن أتناوله فى جزئين الجزء الأول إرهاب الدولة . والجزء الثانى إرهاب الأفراد والجماعات . فى الحقيقة هذا موضوع شائك ووعر ولكنى إقتحمته فلابد مما ليس منه بد ، أولا طفح الكيل وبلغ السيل الزبى لإن نظام الإنقاذ تمادى فى أرهاب الدولة تنمر وتجبر وتكبر وبالغ فى الفساد والإستبداد والإضطهاد وإستعباد العباد والبلاد فطغى قى مصادرة الحريات ومطاردة الصحفيين والصحفيات هذا من جانب ومن جانب أخر إنتشرت ظاهرة الجداد الإلكترونى عند الزملاء المعارضين العقديين وبعض حركات حاملى السلاح بعضهم وليس كلهم الذين إفتقدوا إلى الديمقراطية فى تعاملهم مع من إختلف معهم علما بأن إختلاف الرأى لا يفسد للود قضيه ولولا إختلاف النظر لبارت السلع هذا المعنى فهمه المثقفون والمتعلمون منهم من عرف كثيرا غفر كثيرا لكن المشكلة تكمن فى أنصاف المتعلمين هؤلاء يمارسون الإرهاب نهارا جهارا بالسب والشتم تارة وبالتخوين تارة أخرى فصار كل من إختلف معهم خائن وأمنجى وغواصة وكوز دون أى دليل أو إثبات أو بينه كما قيل : البينة لمن أدعى واليمين لمن أنكر هؤلاء لا يهمهم كل هذا المهم انت معى أنت أخى أنت ضدى أنت عدوى ولهذا رفضت الإرهاب جملة وتفصيلا وسلكت هذا الدرب الوعر غير آبه بشتم الشاتمين أو شماتة الشامتين فالحق أحق أن يتبع والحق أحق أن يقال وفى قولة الحق ينبغى ألا نخشى لومة لائم مهما كان ويجب ألا نخاف إلا من الله الواحد الأحد الفرد الصمد لأن الذى يلجأ للسب والشتم هو المفلس الذى لاحجة له ولا رأى ولا فكر إلا اللسان وقديم قيل : لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك . وقال الشاعر : لسانك لا تذكر به عورة إمرئ فكلك عورات وللناس ألسن وعينك إن أبدت إليك معايبا فصنها وقل يا عين للناس أعين وعاشر بمعروف وسامح من إعتدى وفارق ولكن بالتى هى أحسن ركبت هذا المركب الصعب كما قال الشاعر : إذا كانت النفوس كبارا تعبت فى مرادها الأجسام فشمرت ساعدى وقلمى تأدبا مع من قال : وشمرت إليه النفوس العلويات ، والهمم العليات أمتطت فى السير إليه ظهور العزمات فسارت فى ظهورها إلى أشرف الغايات : وركبوا سروا والليل مر فى رواقه على كل مغبر الموارد قاتم حدوا عزمات ضاعت الأرض بينها فصار سراهم فى ظهور العزائم أرتهم نجوم الليل يطلبونه على عاتق الشعرى وهام النعائم فأموا حمى لا ينبغى لسواهم وما أخذتهم فيه لومة لائم الخلاف والإختلاف معلوم ومعروف وهكذا
الخوف من الأخرقديم لدى بنى البشر قدم الوجود الإنسانى على وجه البسيطة لأنه فطرة الله التى فطر الناس عليها ، وهى غريزة تحفظ على الإنسان حياته فقد ورث الناس هذا الخوف تجاه الآخرين جيلا بعد جيل إلا أنه كان يتضاءل فى أوقات السلم وزاد فى أوقات الحرب فالناس بنقسمون إلى قسمين إثنين : المؤمنون بشكل عام يعتبرون غير المؤمنين ناقصين على مستوى المؤهلات الإنسانية لفقدهم الوازع الدينى وهم بذلك يشكلون خطرا داهما على حسن سير الحياة التى لا تستقيم فى نظرهم إلا فى ظل الشرع الإلهى الذى يحكمه الوحى هذا خصوصا فى حقب سابقة فى تأريخ البشرية الطويل الدامى . أما غير المؤمنين فينظرون إلى المؤمنين النظرة نفسها حيث يعتبرونهم مصدر خطر على حقوق الناس على حرياتهم وعلى السلم الإحتماعى لما يحملونه من قيم دينيه تحد من الحريات الشخصية ، ولذلك يرى أصحاب المشروع الديمقراطى عدم قبول أى مبادرة باسم الدين خوفا من الإشهار لهذا الأمر ومن ثم السقوط فى مبدأ الثيوقراطية [ 1 ] التى حكمت أوربا ردحا من الزمن تركت خلالها جروحات عميقة فى شتى ميادين الحياة ولكن فى عصرنا الحاضر تطورت هذه النظرة حتى أصبحت سجالا بين الحكومات والمعارضات ، فكل منها يتهم الآخر بالإرهاب بمجرد الخوف على مصلحته فغالبا ما يتخذ ذلك ذريعة للتضييق على الخصوم .[ 2 ] والآن دعنا نسعى لتعريف الإرهاب لغة وإصطلاحا : الإرهاب هو من المفردات الأكثر تداولا وترددا فى وسائل الإعلام على مدار الساعة فى هذه الإيام ويشهد العالم أجمع هذا العصر موجات إرهابية كثيرة وخطيرة متنوعة فليس هناك بلد فى العالم إلا وقد إكتوى بنار هذا الوباء حيث تباينت أشكاله وتنوعت صوره وباشر العمليات الإرهابية أفراد وجماعات وعصابات فليس للإرهاب لغة وليس له وطن وليس له لون ولا جنس ويضرب فى كل زمان ومكان بلا إستئذان . والإرهاب مشكلة عالمية تؤرق الكثيرين فى الوقت الذى لابد فيه من السعى لحل هذه المشكلة بالرغم من أن موجات الفتن والإرهاب كانت قديمة وظهرت فى عهد صحابة رسول الله صلعم ، وفى الوقت نفسه تجد منطلقات أعداء الإسلام للنيل منه إستهدفوه بأن جعلوه فى [ قفص الإتهام ] فلذلك كان لابد من تعريف هذا المصطلح . تعريف الإرهاب لغة : لايوجد مصطلح من المصطلحات أكثر إستثارة للخلاف مثل مصطلح الإرهاب حيث إختلفت وجهات النظر وتباينت متأثرة بالمصالح الوطنية أو القومية أو الإعتبارات السياسية فقد ملأت قضية ما يسمى بالإرهاب الدنيا وشغلت الناس وأصبحت حديثا مشتركا بكل اللغات وعلى إختلاف الحضارات . تعريف الإرهاب لغة : تعريف الإرهاب مشتقة من الفعل المزيد ( أرهب ) ويقال : ( أرهب فلانا ) أى خوفه وأفزعه وهو المعنى الذى يدل عليه الفعل المضعف [ رهب ] أما الفعل المجرد من المادة نغسها وهو ( رهب يرهب رهبة ورهبا ) فيعنى خاف فيقال : { رهب الشئ رهبا ورهبة ] أى : خافه ، والرهبة : الخوف والفزع . قال الراغب الإصفهانى : الرهبة والرهب مخافة مع تجرد وإضطراب . قال تعالى : ( واضمم إلييك جناحك من الرهب ) القصص 32 . ونجد أن الناظر فى المعاجم العربية والقواميس اللغوبة يجد أنها خلت من كلمة [ إرهاب ] والتعريف بها وفى المفهوم المعاصر ومصطلح الإرهاب ترجمة حرفية للكلمة الفرنسية { TERRORISME } التى إستحدثت أثناء الثورة الفرنسية وهى ترجمة حرفية أيضا للكلمة الإنجليزية { Terrorisme } ويعتقد أن الترجمة الصحيحة للمصطلح الأجنبى هى كلمة { إرعاب ، وإخافة شديدة } وليس إرهابا . وعندما ننظر فى تراثنا الفكرى والعقدى والسياسى والفقهى نصل إلى تقرير القول : بأن هذا التراث أيضا خلا من التعرض لذكر أى تعريف معتبر لهذا المصطلح بل ان نصوص الكتاب ، والسنة تجاوزت صياغة أى تعريف منضيط له ، وقد وردت مادة [ رهب ] ومشتقاتها فى حوالى ثمانى أيات فى القرآن الكريم : 1- قوله تعالى : ( يا بنى إسرائيل أذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإياى فأرهبون ) البقرة 40 . 2 – قوله تعالى : ( ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفى نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ) الأعراف 154 3-قوله تعالى : ( وقال الله لا تتخذوا إلاهين إثنين إنما هو إله واحد فإياى فأرهبون ) النحل :51 4-قوله تعالى : ( وإعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) الأنفال : 60 . 5-قوله تعالى : ( قال ألقوا فلما القوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم )الأعراف:116 6-قوله تعالى : ( اسلك يدك فى جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب ) القصص : 32 7-قوله تعالى : ( لأنتم أشد رهبة فى صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون ) الحشر: 13. 8-قوله تعالى : (فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسرعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا ) الأنبياء : 90 . فى الحلقة القادمة نواصل تعريف الإرهاب فى الإصطلاح . بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس رئيس منظمة ( لا للإرهاب الأوربية ) فرنسا . [email protected] { 1 } هى نظام حكم يسيطر فيه رجال الدين على البشر مدعين أنهم مخولون من الله أو يسيطر فيه ملوك أو أباطرة مدعين أنهم ظل الله فى الأرض . { 2 } مفهوم الإرهاب فى الفكر الإنسانى والشريعة الإسلامية [دراسة مقارنة وتعريف] دكتور الطاهر مهدى البليلى . { 3 } مجلة البحوث الإسلامية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة