قُلنا لهم إن الطرق إلى الله كثيرة.. الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلق، قالوا لا.. إلا الطريق الذي يمر عبر المنشية أو القصر. قلنا ليهم خلّونا نشيل التّمُر بتاعنا، نمرُق بيهو على أسواق النهود وزالنجي، أو خلّونا نبيعو في الحدود مع دولة الجنوب المفصول، قالوا لا لا.. إنّهم يرفضون تعاطي المُنكر الذي لا تقبله الشريعة.. قالوا دايرين يصلِّحوا العلاقات مع دول الجوار، فبدأوا إصلاحهم بالتبسُّم في وجوه المصريين، من أجل سي مُرسي، ودعموا المفاتيح الليبية لصالح المُلتحين، وأعلنوا عودة المياه إلى مجاريها مع بلاد الخليج فقاطعوا طهران، بينما الشيطان الأكبر نفسه، قد تصالح معها.. تعاضدوا مع أهل الحجاز، أملاً في صيد ثمين، فـ (غتّسوا) هيبة أسعار البترول.. قلنا يا بختنا ويا سعدنا.. سعر البرميل على قفا من يشيل، دعونا نستفيد من انخفاض أسعار الجّازولين، وهنيئاً لنا ركوب بصّات الوالي بانشراحٍ وارتياح.. هنيئاً لنا الدفء من هذا البرد، لكنهم داهموا فرحتنا، فزادوا تعريفة المواصلات، ورفعوا سعر انبوبة الغاز لثلاثة أضعاف. أكدوا أن الميزانية مبرأة من قرارات رفع الدعم.. صدّقناهم، واحتملنا لجاجة الحوارات، وقلنا نمرُق، نشوف أرزاقنا في بلاد الله الواسعة.. طوّالي عوّموا الجنيه، ورفعوا أسعار تذاكر الطيران وقرروا بيعها بالدولار.. قلنا بسيطة، خلّوها(مستورة).. أحسن بأي طريقة نلحق الدكتور علي الحاج محمّد، لنتعايش معه فوق جبال الألب، فإذا بدكتور علي، يحضِّر شعورو، ويلملم عفشو، ويقرر الرجوع ويندرج في الوثبة.. وبرضو قلنا خير، نمشي للشيخ غازي العتباني، يتوسط لينا في شغلانية، لقينا العتباني رِكب راسو ومشى المعارضة.. قلنا نشوف دبارة جديدة، نقعُد نسمع، ونفهم حاجة فقهية من شيخ علي عثمان، لقينا الزّول قعّدوهو كَنَبْ.. هجرنا الواسعة في أريافنا، لنجاوِر الصّفوة في الخرطوم.. في الخرطوم أكد وزير البيئة، أننا- للأسف الشديد- نشرب من الصرف الصحي.. في الخرطوم قال-عم عبد الرحيم- إنو (الجّماعة باعوا الحتّات كلّها)! وعديلة تبْ، خلّينا نلزم الجابرة، ونبقى مع الناس الصابرة، ونتفرّج في حوار قاعة الصداقة.. في القاعة، لقيناهم مرقوا لينا بـ (شعيب)، ودخلوا لينا بـ (تراجي)، التي أترعت في الأحاجي! ولسّة نحن نجرِّب، ونحاول ندخل مكاتب التمكين! قلنا، نمشي نضرُب الخلا، ندقُش الصحراء، يمكن نطلع لينا بشويّة دهيبات، لقيناهم هناك متعاقدين، مع شركة (سيبرين). تقّلنا دمّنا وقلنا نلقِّط جرام جرامين، من بعيد لبعيد.. لقيناهم: كل ساقطة، عندهم ليها لاقطة.. قلنا أحسن ننشغل بقراية وتربية أولادنا، فإذا بالحاويات قد تسرّب إشعاعها، وإذا بناظر المدرسة لا يقبل تفاوضاً، والدفع بالمليون.. لجأنا الى المسجد، فأوقفونا في الصف الخلفي، قلنا نمسك درب العبادة، لقينا عندهم نصوص، يقرأون فيها المأثور كأنه قرآن، ويكتبون الحديث في مكان الآية الكريمة، ويضعون المُرسل مشكولاً ومنسوباً للترمزي والبخاري! تربّصتنا الدّوائر، لكنّهم استشعروا حرارة النبض، فقبضوا السيولة، واستأجروا الدرداقات، وتشاركوا بينهم، تحصيل العوائد والنفايات، وأي زول يدق الباب، دايرك تدفع.. كل ذلك يجري، بينما برنامج إصلاح الدولة لسّه شغّال.. يا سعادة الفريق، هل نفهم إنّو (البرنامج داك)، شغال بنظام البث التجريبي؟ akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة