قبل أعوام اضطر عبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات أن يغرد بكثافة على شبكة تويتر.. الوزير الإماراتي حاول إصلاح خلل نتج عن تصريحات اللواء ضاحي خلفان مدير شرطة دبي وقتها.. خلفان دعا للتعاون مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حتى تتم مواجهة الحوثيين.. في ذلك الوقت كان الجيش الإماراتي يقاتل ضمن قوات التحالف العربي.. لكن من أغرب تصريحات الشرطي خلفان رفضه قيام دولة فلسطينية.. حيث دعا خلفان الفلسطينيين للعيش في دولة إسرائيل.. بل استخف باسم دولتهم حينما قال مركّبة من (فلس وطين). ظللْتُ أُتابع كل عام تصريحات الفريق أحمد التهامي رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس الوطني.. لا تنقضي أشهر حتى يتحفنا الفريق التهامي بتصريحات تفتقد الدبلوماسية.. بل في أحيان كثيرة تكون مثيرة للسخرية.. الكثير من تصريحات التهامي تعتبر نيراناً صديقة مسببة للأذى الجسيم.. حتى لا يكون هذا مجرد رأي شخص خذوا هذه النماذج.. في نوفمبر ٢٠١٥ كان الفريق التهامي نائباً عن الحزب الحاكم في المجلس التشريعي بالخرطوم.. التهامي وصف حكومة ولاية الخرطوم قائلاً: "الخرطوم تُعاني الفوضى وحكومتها غارقة في الاجتماعات". التصريح أعلاه لم يكن لنائب في المعارضة بل أحد أعمدة الحكومة الذي سيترقى في مقبل الأوقات ليمسك بأخطر لجنة في البرلمان وهي لجنة الأمن والدفاع. في تصريح آخر اتهم النائب المحترم زميلاً صحافياً بأنه عميل لدولة مصر.. في موسم التعافي الدبلوماسي كان التهامي ينعت حكومة مصر بحكومة الانقلاب.. تلك التصريحات انتهت ببلاغ من الصحافي جمال عنقرة ضد رئيس لجنة الأمن.. طالب عنقرة في بلاغه برفع حصانة الفريق التهامي.. وفي تصريح يفتقد الكياسة قال الفريق التهامي: "أي زول يقل أدبو على البلد دي بنقطع رقبته". كان ذاك التصريح المدمِّر بتاريخ ١٩ أبريل ٢٠١٦. مع افتتاحية العام الجديد والذي حمل بشريات رفع العقوبات الأمريكية عن بلدنا الحبيب اشتاق التهامي للتصريحات المشاترة.. اختار الفريق التهامي أمس صحيفة "الجريدة" ليمارس رمي الصخر على رأس حكومته.. حيث اعترف الرجل بأن السودان مازال مِعبراً لتجارة البشر والمخدرات وتهريب السلاح.. جاءت معلومات الفريق في وقت حساس تخضع فيه بلادنا لاختبار فك العزلة.. بل زاد الفريق الدهشة كيل بعير حينما أكد أن تجارة السلاح تستهدف دولة جارة.. حتى لو كانت المعلومات مؤكدة وصحيحة هل هذا وقت بثها في الهواء الطلق؟!. في تقديري.. معظم الورطات أو الأخطاء القاتلة التي وقعت فيها الحكومة كانت من صنع ألسِنة حكومية.. خطورة هذه التصريحات أنها تندرج تحت قاعدة (وشهد شاهد من أهلها).. ستحاول أجهزة الدولة الأخرى، بجُهدٍ كبير، مسح هذه التصريحات.. كما أن معظم هذه التصريحات غير الموفَّقة يساهم في تشكيل الصورة الذهنية السالبة لبلادنا بين العالمين.. وحينما يتكرَّر ذات التصريح غير الموفَّق يصبح السؤال مشروعاً عن معايير الاختيار للمنصب العام. بصراحة.. أكثر ما يهدِّد حكومة السودان هم أصدقاؤها.. رفاق التهامي في كل مكان يرسمون صورة بائسة لبلدنا.. هل يحتاج الأعداء مع هؤلاء الأصدقاء لمعارضة راشدة أو مجنونة لتسبيب الأذى الجسيم للحكومة. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة