قبل أربعة أعوام مضت، أنفق نحو أربعين ألف جنيه على تشييد كبرٍ صغير أمام متجره الذي يفصله عن سوق ليبيا من الناحية الغربة، مجرى تصريف مياه الأمطار القادم من جبال المرخيات، وقبل اكتمال العام الذي شُيِّد فيه، أصدر عبد اللطيف فضيلي معتمد أمبدة قرارا بإزالته ومعه أكثر من عشرة كبارٍ صغيرة أخرى جميعها شيدها المواطنون على نفقاتهم حين علموا عجز محلية أمبدة عن رصف المجرى المذكور. ورغم ما أنفقوه على بنائها رحب التجار والمواطنون بالقرار حين وعدهم المعتمد أن هناك شركة ستعمل على تنفيذ رصف المجرى من أوله إلى آخره بأسرع ما تيسر، وأن الوضع سيكون أفضل مما هو عليه خلال فترة زمنية تحاشى فضيلي القطع بها، ولم يقف عندها التجار كثيرا حينها، لكن الأمور سارت في اتجاه مغاير كليا، كما أثبتت الأيام والمشاهد الحالية. فهلوة ومقلب لا جدوى من سرد التبريرات التي بذلها مهندسو الشركة التي أزالت الكباري عن المنطقة، فاليوم قد مرت عليها ثلاث سنوات ولم يتحقق منها شيء – بحسب (الأمين بابكر) أحد المتضررين – حيث قال لـ (اليوم التالي) إن وضعا مأساويا أحدثته تلك الخطوة الارتجالية غير المدروسة، تمثل في انتشار الأوساخ وتردي البيئة وإغلاق بعض المتاجر.
ويضيف الأمين بأسى وحزن أن الشركة المنفذة بمجرد إزالتها للكباري من أمام المتاجر اختفت، ولم يعد لها أثر مجددا في مسرح الأحداث، وكل ما عرفه التجار لاحقا عنها أنها نفذت خطوتها بتلك السرعة حتى تضع المحلية أمام الأمر الواقع، فتضطر لدفع مقدم عقد العمل غير المعروف للمتضررين، مما رفع وتيرة التكهنات بين التجار بأن الشركة اختفت بالمبالغ التي تسلمتها من المحلية، أو أن جهة ما في المحلية حولت ميزانية رصف المجرى إلى وجهة أخرى بعيدة عن الغرض الأساسي، وحرمت الشركة من تسلمه، وهذا جعل العاملين في السوق يعتقدون بأنهم وقعوا في مصيدة ومقلب لم يتحسبوا لهما حينما صدقوا وعود معتمد أمبدة. بنتاغون أمبدة عشرات الاحتمالات طرحها عدد من تجار سوق ليبيا المتضررين من إزالة تلك المواقع المهم بالنسبة لهم، وبجانب احتمالات وتوقعاتهم السابقة، هنالك من يعتقد أن ميزانية رصف المجرى المشار إليه ذهبت لصالح إكمال البنتاغون، وهو مصطلح أطلقه سكان محلية أمبدة على برج تسعى محلية أمبدة لتشييده على أنقاض مبنى المحلية القديم بشارع الردمية، ووصل حتى الآن لعدة طوابق، ويحتمل عدم اكتماله في المرحلة المقبلة.
لا حاجة لها بالبرج ذهاب ميزانية المشروع المؤود لمبنى بنتاغون أمبدة يدعمها بشدة صالح الطاهر أحد تجار السوق المتضررين، ويفصل في الأمر بقوله لـ (اليوم التالي): محلية أمبدة تورطت في تشييد برج من عدة طوابق لا حاجة للمحلية له بتاتا في الوقت الراهن، وأن هناك عشرات المشاريع أولى منه بإنفاق مليارات الجنيهات التي تم إنفاقها عليه، ولم يكتمل بعد، ومؤكد أنه لن يكتمل على يد من ابتدعوه، خاصة وأن ساعة رحيلهم أزفت مع تباشير التغيرات المرتقبة خلال الأيام القادمة. ويرى صالح أن الحل الوحيد هو بيع المبنى وإنفاق ريعه على مشاريع تهم المواطنين. البقاء للأصلح قضية مجرى مياه الأمطار بسوق ليبيا لا تعني لهم مجرد كبارٍ صغيرة شيدها المواطنون وأزالتها المحلية، بل أصبحت بالنسبة لهم قضية محورية ترتكز عليها مطالب كثيرة ظل مؤجلة، أهمها التردي المريع في بيئة سوق ليبيا الذي يعد من أكبر الأسواق بالخرطوم، ويمثل مصدر دخل مهم لمحلية أمبدة التي تتعامل معه كالبقرة الحلوب، كما يصفها (صالح الطاهر). ويشير (صالح) إلى أن المحلية في الوقت الراهن ليس لديها اهتمام بقضايا المواطنين وتحولت كضيعة خاصة لعدد من الأشخاص ظلوا يديرون أمرها منذ تأسيسها، إذ لا يستقيم منطق ولن يقبل عقل المرء لو قيل له إن عدد المديرين التنفيذيين الذين تعاقبوا على محلية أمبدة منذ تأسيسها في التسعينيات عددهم ثلاثة فقط، وهذه واحدة من القضايا الشائكة والمهمة، التي تحتاج لالتفاتة عاجلة، فلا يمكن أن يبقى مدير تنفيذي ونائب معتمد لنحو عشر سنوات في محلية واحد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة