"تقرير بخصوص انتشار حالات إسهال مائي حاد وسط المواطنين"
لقد ظلت لجنة أطباء السودان المركزية ترفع شعار (عشانك يا مواطن ) و هي تدرك أن حراكها الشريف المستند بالأساس على وعي الأطباء و وعي كل شرائح المواطنين تنادي بأن قضية الصحة هي قضية وطنية إنسانية في المقام الأول و أن كل بنود مذكرة تحسين بيئة العمل و التدريب و حماية الطبيب تصب وقبل كل شيء في مصلحة الوطن و مصلحة المواطن ، عليه فقد كانت لجنتكم لصيقة بالوباء الذي عم المواطنين منذ منتصف العام المنصرم من انتشار ما يسمى بالإسهالات المائية الحادة والاشتباه بأن الوباء (كوليرا)، فقد سجلت أولى الحالات بولاية النيل الأزرق وتبعتها ولايات كسلا و سنار و الجزيرة مع ظهور بعض الحالات المتفرقة في ولايات أخرى كل ذلك مع تستر متعمد من الوزارات الولائية والوزارة الاتحادية وبعد التقرير المفصل الذي نشرته اللجنة (سابقا) أرغمت الوزارة على التعامل مع المرض بأنه وباء دون الاعتراف بمسبباته والتي يدخل فيها (الكوليرا)، و قد كانت اللجنة من خلال فرعياتها بتلك الولايات ترصد كل تفاصيل الكارثة الصحية التي شهدت استهتارا و تهاونا مخزيا من الادارات الصحية لاسيما أن كل الأطباء السودانيين الذين عايشوا هذه المأساة أكدوا أن الصورة السريرية للإسهال و الحالة العامة للمرضى هي حالة أقرب لأن تكون مرض (كوليرا) عن أن تكون سواه، و قد طالب معظمهم بضرورة إرسال عينات للمعمل المركزي لتأكيد الوباء و اتخاذ الإجراءات المتعارف عليها عالميا و علميا لدحره.
الأطباء والمواطنون الشرفاء :
لقد تابعتم الكارثة التي حلت بالولايات المذكورة أعلاه و قد أوردت لجنتكم بيانا يوضح حجم الكارثة و إحصائيات عن عدد المرضى و أعداد المتوفين منهم و عن ما يتوفر في تلك الولايات من أساسيات التدخل السريع للتعامل مع المرض من الأدوية و المحاليل الوريدية التي تنقذ حياة المرضى و كان ذلك في تقرير مفصل أصدرته لجنتكم (سابقا).
و الآن اليكم تقرير تفصيلي عن آخر الحالات في خلال الأيام السابقة :
#أحمد قاسم ( بحري) :
استقبلت المستشفى أكثر من 51 طفل مصاب بإسهال مائي حاد جميعهم من خلوة في منطقة عد بابكر بشرق النيل يدرس بها 1500 طفل، وقد تم إيقاف دخولات الحوادث واستقبال المرضى في المستشفى لمدة 24 ساعة وحصرها على حالات الإسهال المائي الحاد، و قد أثبتت الفحوصات المبدئية لتزريع عينات من الإسهال أنها حالات كوليرا و ننوه أن حالات الوبائيات يتم تأكيدها في معمل مرجعي و إعلانها من قبل إدارة الوبائيات ، و نحن في انتظار اكتمال هذه الخطوات.
# مستشفي البان جديد : بلغ عدد المنومين في يوم الجمعة 13 يناير 61 مريض مصابين بالاسهال المائي الحاد وتبدو عليهم علامات فقدان السوائل وننوه إلى ضعف السعة السريرية وغياب المعينات الاساسية التي تساعد الأطباء في عملهم(المحاليل الوريدية) وغياب الاجراءات الضرورية للسلامة والمتفق عليها في مثل هذه الحالات. يذكر أن أعمار المنومين مابين عمر 5 سنوات الى 18 سنة وأغلبهم من خلاوي في منطقة شرق النيل، لم يتم تسجيل حالات وفيات في المستشفى ولكن بعض المرضى المنومين أكدوا بأن هنالك أكثر من 3 حالات وفاة في (المسيد). يوم أمس 14/ يناير تم تنويم اكثر من 20 مريض من نفس المنطقة ولم يتم تسجيل حالات وفيات.
* كما تجدر الإشارة إلى تضييق ادارة المستشفى على الحالات وتحذيرها للطواقم الطبية العاملة عن نشر المعلومات أو وصف الحالات بالكوليرا.
# مستشفى التميز : تم تحويل عدد 14 مصابين بالإسهال المائي الحاد من مستشفى إحمد قاسم بعد زيارة ميدانية ل وزير الصحة الولائي ووزيرة الدولة بوزارة الصحة وذلك لحوجتهم العاجلة لغرفة عناية متقدمة وإمتلاء الأسرة التي يبلغ عددها ثلاثة فقط في مستشفى أحمد قاسم، كما استقبلت المستشفى أكثر من 25 مريض بالاسهال المائي الحاد من نفس المنطقة في شرق النيل وتم عزلهم في عنبر من عنابر المستشفى.
# مستشفى مدني :
يتم استقبال الحالات في الطوارئ و تحويلها الى الكرنتينا (العناية المكثفة سابقا) عدد الحالات المنومة حاليا 11 حالة و تردد الحالات من 6 -10 حالات في اليوم ،يتم علاج الحالات و أغلبها يتم خروجها بحالة جيدة و لا توجد وفيات . و صلت قمة الدخولات عدد 75 حالة في اليوم قبل اسبوعين من الآن والحالات تتبع مباشرة لوزارة الصحة الإتحادية و هي متكفلة بتوفير المحاليل الوريدية و المضاد الحيوي أما بقية العلاجات تجلب بواسطة المرافقين للمرضى مع تكتم من الوزارة على الحالات ونتائج تزريع العينات وغياب إجراءات السلامة للكادر الطبي .
* تم أخذ عينات من المرضى و لكن لم تأتي اي نتيجة للمستشفى أو للطبيب المناوب.
# ولاية البحر الأحمر :
- منطقة جبيت تم تنويم أكثر من 160 مريض بالاسهال المائي الحاد في مناطق متفرقة من بينهم طلاب من كلية التربية ؛ وقد سجلت 8 حالات وفاة جراء الإسهال المائي الحاد بالإضافة الى انعدام المعينات الاساسية من محاليل وريدية وأدوية منقذة للحياة .
مدينة سواكن : تسجيل عدد كبير من حالات الإسهالات ولم تسجل حالات وفيات و لا توجد أرقام حقيقية حتى الآن .
المواطنون الشرفاء : إن لجنة أطباء السودان المركزية وعبر سعيها لجمع المعلومات ونشرها إنما تشير إلى أن مثل هذه الحالات يجب التعامل معها بمنتهى الجدية و الحرص على سلامة المرضى و الحد من إنتشار الوباء وهو سريع الإصابة للمعايشين للمريض و لخطورته الشديدة وتهديده لحياة الناس ؛ إذ أن مريض الكوليرا لا ينتظر كثيرا حتى توافيه المنية ما لم تتم إجراءات علاجه المستعجلة و ما لم تتخذ الجهات المسؤولة إجراءات سليمة لدحر الوباء و هو ما لم يحدث حتى الآن . عليه ، فإننا في لجنة أطباء السودان المركزية نطالب و بكل المسؤولية بأن يتم التعامل مع الحالات وفق ما هو معلوم من خطوات متفق عليها علميا بفحص الحالات و إعلان ما تم التوصل إليه بكل شفافية حتى يتسنى لنا جميعا المشاركة في إنقاذ حياة المواطنين و الحد من انتشار الوباء وسط أهلنا في كل بقاع السودان الذين هم أبناؤنا و آباؤنا و إخواننا في الوطن و الإنسانية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة