أصدر الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) يوم الجمعة 13/01/2017م، قراراً بإلغاء الأمرين التنفيذيين رقم (13067)، الصادر بتاريخ 05/11/1997م، ورقم (13412) الصادر بتاريخ 17/10/2006م، واللذين بموجبهما فرضت أمريكا عقوبات اقتصادية على السودان. وعلى اثر ذلك أصدرت الخارجية السودانية بياناً، رحبت فيه بالخطوة، وهللت لها، وعدتها نصراً مؤزراً، وأكدت تصميم السودان على مواصلة التعاون والحوار، لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتجاوز كافة العقبات أمام طريق التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين!! (وكالات). وقد جاء في الأمر التنفيذي الصادر من أوباما، والذي نشره البيت الأبيض في يوم الجمعة 13/01/2017م، أن الرفع النهائي لهذه العقوبات سيتأخر (180) يوماً (ستة أشهر)، في تحرك يستهدف تشجيع السودان على استمرار مساعيه، التي بذلها خلال الأشهر الستة الماضية، بشأن حقوق الإنسان، والإرهاب. (سودان تربيون 13/01/2017م). فما هي هذه الجهود التي استحقت بموجبها هذه الحكومة المكافأة (الجزرة)، حسب النظام وأدواته التي هللت لذلك؟ إن ملخص ما قامت به الحكومة خلال الستة أشهر الماضية، من سياسات لخدمة المشروع الأمريكي، والذي يقوم على مهمتين في الداخل هما: العلمانية الصريحة، وتمزيق ما تبقى من السودان، ومهمتين إقليميتين هما تسخير الحكومة في حرب أمريكا على الإسلام، المسماة بالحرب على الإرهاب، وإنقاذ دويلة جنوب السودان؛ ثمرة الرذيلة لعلاقة النظام بأمريكا، إن ملخص ما قامت به الحكومة، كانت الأعمال الآتية: أولاً: في 10 أكتوبر 2016م: إصدار الحكومة والقوى السياسية المشاركة لها (حوالى 75 حزبا و35 حركة مسلحة) لتوصيات الحوار الوطني، التي هي تكريس للعلمانية الصريحة، وتمزيق للبلاد بأفكار الفدرالية، والحكم الذاتي وغيرها، والسير في تنفيذها، بإدخال بنودها كتعديلات دستورية، تتبعها محاصصات، وشراءٌ للذمم، فيستوزر المستوزرون، وبذلك تضمن أمريكا توسيع قاعدة الحكم، للسير في تنفيذ مشروعها في السودان. ثانياً: أصدرت مفوضية العون الإنساني يوم الأحد 25/12/2016م، تعديلات على موجهات العمل الإنساني بالبلاد، منها قصر أذونات تحرك المنظمات على مناطق المخاطر الأمنية فقط، أما بقية المناطق فيكفي الإخطار قبل (48) ساعة من التحرك، وبذلك تكون قد أباحت البلاد للمنظمات المشبوهة، والتي تلعب دوراً كبيراً في دعم الحركات المسلحة، لذلك سارعت الخارجية الأمريكية بالترحيب بالقرار، في بيانها ليل الثلاثاء 17/12/2016م، وتوقعت أن تكون له نتائج إيجابية! ثالثاً: لأجل جمع الحركات المسلحة مع الحكومة على طاولة واحدة، كان وقف إطلاق النار بمناطق العمليات، الذي أعلنه البشير في 17/06/2016م لمدة أربعة أشهر، ثم جدد لمدة شهرين في 10/10/2016م، ثم لمدة شهر واحد في 31/12/2016م، ثم كان قبول الحكومة لنقل الإغاثة إلى مناطق الحركة الشعبية من أصوصا باثيوبيا، وهو ما صرحت به الحكومة يوم الخميس 29/12/2016م: (إن المقترح الأمريكي، الذي وافقت عليه الحكومة، يتحدث عن 10% من الأدوية، تنقل بواسطة المعونة الأمريكية، إلى مناطق الحركة الشعبية، شرطاً أن تخضع لإجراء التفتيش قبل وصولها). (سودان تربيون 29/12/2016م). وقد كشف المتحدث باسم الحكومة، أحمد بلال عن مبادرة أمريكية لعقد اجتماع بين الحكومة وبين المعارضة المسلحة في باريس خلال يومي 15-16 يناير الحالي، كما أكد استئناف المفاوضات حول المنطقتين ودارفور في 20 يناير الحالي). سودان تربيون. رابعاً: إنخراط الحكومة في مشاريع أمريكا في الإقليم، ومن ذلك مشاركتها في تحالف آل سعود الأمريكي، لقتل المسلمين في اليمن، بالإضافة للدور المحوري الذي تريد أمريكا لحكومة البشير أن تلعبه، وهو إنقاذ عميل أمريكا في دويلة جنوب السودان (سلفاكير) ومحاصرة خصمه (مشار)، الذي قلبت له الحكومة ظهر المجن، حيث رفضت استقباله، وأرجعته من مطار الخرطوم بتاريخ 22/11/2016م، وذلك في إطار تنفيذ سياسة أمريكا لمحاصرته، وإدخاله في بيت الطاعة الأمريكي. هذا هو ملخص سياسة حكومة البشير، والقوى السياسية الانتهازية المصاحبة لها، خلال الستة أشهر الماضية، وهي تكشف عن مدى إخلاص هذه القوى جميعها، التي أشربت العبودية لأمريكا، لتنفيذ مشروعها في السودان، كما أخلصت لها من قبل عندما فصلت جنوب السودان، وأثارت النعرات الجهوية والقبلية، وأضعفت الجيش، وأنشأت المليشيات والجيوش القبلية، وأصمت آذانها عن كل دعوة مخلصة، بعد أن رهنت البلاد والعباد للغرب الكافر ومؤسساته، حتى على مستوى التنسيق الأمني مع المخابرات الأمريكية!!! أيها المسلمون، يا أهل السودان: من لطوق النجاة، من لمشروع ربكم؛ مشروع الخلافة العظيم؛ التي توقف هذا العبث، وتقطع حبال العملاء الموصلة بالغرب الكافر، وتصل حبالكم بالله القوي العزيز، فتطبق الإسلام صافياً نقياً في كل أنظمة حياتكم، فتتذوقوا حلاوة العبودية لله الواحد الديان؟! أنتم له، وأنتم بإذن الله قادرون على أخذ زمام المبادرة، ونصرة دينكم، فهلموا إلى العمل مع المخلصين، لأجل خيري الدنيا والآخرة. والله هو الهادي إلى سواء السبيل. ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ[. 14/01/2017م حزب التحرير 16ربيع الثاني 1438هـ ولاية السودان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة