|
الْمَيْزُ العنصرى بقلم طارق مصباح يوسف
|
00:22 AM August, 01 2016 سودانيز اون لاين طارق مصباح يوسف-ايرلندا مكتبتى رابط مختصر
يمكن تعريف العنصرية بأنها مشاعر كراهية (قد تأخذ شكلا عدوانيا) تجاه الاخرين, ينتج عنها التفرقة فى المعاملة بافتراض أنّ هناك جنس يمتلك صفات تجعله يستعلى على الاخرين و يعاملهم بازدراء و يمتهن كرامتهم الانسانية. كما هو معلوم فقد تم استخدام العنصرية بواسطة المستعمرين الأوروبيين كايديولوجية استعلائية تسندها فكرة خاطئة مفادها أنّ الصفات البيولوجية لبعض الأجناس (الأوربيين مثلا) تضعهم فى "مكان أرفع" يبرر التمييز و التفرقة عند تعاملهم مع غيرهم من الأجناس الأخرى و التى يرونها أدنى منزلة منهم بحكم الصفات البيولوجية. بهذا الفهم فقد تم استخدام العنصرية كأداة لقهر الشعوب و استنزاف مواردها بعد أن قام المستعمر بتسويق فكرة تفوّق " الأوروبيين بلون بشرتهم المميزة" الذين أتوا الى أفريقيا (و غيرها من المستعمرات) لنشر المدنية و انتشال هذه الشعوب من وهدة التخلف. و قد أشار الباحث Miles (1989) الى أنّ المصالح الاقتصادية التى حضّت الأوروبيون على استعمار أفريقيا كان لا بدّ لها من ايجاد نظرية تروّج لفكرة النقص المتأصّل فى الشعوب الأفريقية. وعلى الرغم من أنّ مجتمعات كثيرة و على مر العصور قدعانت من داء العنصرية, الاّ أنّ معاناة ذوى الأصول الأفريقية فى أمريكا و جنوب أفريقيا و غيرها من البلدان تعتبر الأبرز فى التاريخ الحديث. قد يكون من المفيد شرح بعض المفاهيم ذات الصلة بالعنصرية بصورة مُقتَضَبة:- 1- الحكم المسبق Prejudice – هذا التعبير مأخوذة من الكلمة اللاتينية prae- judicium . فالشق الأول من الكلمة prae يعنى "قبل" و الشق الثانى judicium معناه الحكم. فى الغالب الأعم ينطوى مفهوم الأحكام المسبقة على "تحامل" و تحيّز ضد مجموعة معينة مبنى على اعتقاد خاطىء "بدونية" هذه المجموعة قبل اعطاء الفرصة للاحتكاك المباشر بها و التعرّف على ما غاب من جوانب مهمّة متعلقة بهذه المجموعة. تكمن خطورة الأحكام المسبقة فى أنّها قد تؤدى الى تكوين رأى سالب عن الأفراد والمجموعات و اتخاذ موقف غير ايجابى و مجحف قائم على تعميم يعطى الانطباع بأنه حكم قطعى. 2- الصورالنمطية Stereotypes هى اطلاق صفة معممة و مفرطة فى التبسيط على مجموعة من الناس, و عادة ما يصبح هذا التنميط من المعتقدات السائدة المسلم بها (مثل قول البعض أنّ الأمريكيين المنحدرين من أصول أفريقية يتفوقون فى مجال رياضة العدو و الألعاب التى تتطلب قوة جسمانية بينما يخفقون فى المجالات التى تتطلب قدرات ذهنية). بالطبع هذه صورة نمطية مجحفة. ليس كل من جاء الى أمريكا من أفريقيا هو ملاكم أو عدّاء, اذ أنّ الجامعات الأمريكية تذخر بجهابذة العلماء ذوى الأصول الأفريقية. خطورة استخدام هذه الصور النمطية أنها تكرّس للميز العنصرى بالتقليل من شأن ذوى الأصول الأفريقية فى مجالات الفكر و المعرفة العلمية. 3- الخوف من الأجانب Xenophobia هو موقف مبنى على الشعور بالخوف من وجود الأجانب وسط المجتمعات المحلية, مع احتمال أن يتحول ذلك الى سلوك عدائى ضد هؤلاء الأجانب. على الرغم من وجود العديد من الاتفاقيات الرامية للقضاء على العنصرية مثل اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على كل أشكال التمييز العنصرى (1965), الا أنّ مشكلة الميز العنصرى لا زالت عصية على الحل. فحالات الهجمات العنصرية ضد الهاجرين فى ازدياد فى أوروبا و أمريكا (أمريكا على الأخص شهدت الكثير من حالات القتل لمنحدرين من أصول أفريقية على يد الشرطة, و بدوافع قد تكون عنصرية) . كذلك لا بدّ من الاشارة الى أنّ هناك منظمات و أحزاب عنصرية تعمل فى العلن فى معظم البلدان الأوروبية. من أمثلة ذلك الجبهة الوطنية بفرنسا, الحزب القومى البريطانى و حركة بقيداPEGIDA بألمانيا و التى تأسست فى مدينة Dresden الألمانية عام 2014 و التى تعنى أحرف اختصارها " الوطنيون الأوربيون ضد أسلمة الغرب". الاّ أنّ المنظمات المناهضة للعنصرية هى الأعلى صوتا فى هذه البلدان التى أرتضت المواطنة كأساس يضمن الحقوق المتساوية للجميع. من المفارقات أنّ ذات الأوروبيين الذين استخدموا العنصرية فى نهب موارد الشعوب فى حقبة الاستعمار, تجدهم يعلنون مناهضتهم لها بعد أن اقتضت المصلحة الاقتصادية الترويج للتعددية الثقافية فى بلدانهم كنظام يخدم مصالح أوروبا الاقتصادية فى ظل تفاقم مشكلة شيخوخة الأوروبيين و انخفاض معدلات انجابهم. و لا يفوت على القارىء أنّ دول الاتحاد الأوروبى قد لجأت لسد الفجوة فى العمالة باستقدام الاف المهاجرين الشباب الذين باتوا يشكلون العمود الفقرى للعديد من اقتصاديات أوروبا. اذن لا مندوحة لدول مثل ألمانيا عن استقدام مئات الآلاف من العمال الأجانب سنويا و بناء مجتمع متعدد الثقافات اذا ما أرادت ألمانيا الحفاظ على ما تنعم به حاليا من رخاء و ازدهار اقتصادى. نفس الشىء ينطبق على دول أخرى مثل ايطاليا والتى عليها أن تختار بين رفع سن التقاعد الى 77 عام أو استقدام حوالى اثنين مليون من الأجانب سنويا اذا ما أرادت الحفاظ على وتيرة النمو الاقتصادى الحالية فى بلد ربع نسائه ليس لديهن أطفال. أمّا الْمَيْزُ العنصرى الذى يمارسه السودانيون ضد بعضهم البعض فيحتاج أن يفرد له مقال خاص. و كما هو معلوم فقد أضاع السودان ثلث مساحته بسبب العنصرية المقيتة التى دفعت بسكان الجنوب للتصويت لصالح الانعتاق من أغلال الضيم بعد أن ظلوا يرزحون لعقود من الزمان تحت وطأة الثالوث المرعب الجوع, المرض و الجهل (جمج) الناجم عن أسباب معروفة أهمها الميز العنصرى. يرى البعض أنّ الخلاص من داء العنصرية يكمن فى ازالة مفهوم "الأعراق" Racial Eliminativism من التبويب المعرفى, الخطاب السياسى و مفردات البحث العلمى (على الرغم من أنّ هناك من يحتّج باهمية الانتماء العرقي كاحد مكونات الهوية الثقافية). الاّ أنّ نشر الوعى عن طريق الحملات و الأنشطة المناهضة للميز العنصرى, سن التشريعات و القوانين التى تعاقب مرتكبى جرم العنصرية و ارساء قواعد العدالة و المساواة, تظل هى الأسلحة الأهم فى محاربة العنصرية. Tarig M. Yousif (PhD) is a freelance researcher in the field of forced migration and human displacement. He worked for many years as an aid worker in refugee camps in Sudan. He now lives in the Republic of Ireland. E-mail: [email protected]
References Hernstein, R and Murray, C. (1994). The Bell Curve: Intelligence and Class Structure in American life, New York. Miles, R. (1989). Racism. Routledge, London. Sololmos, J. and Back, L (1996). Racism and Society. London
أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 31 يوليو 2016
اخبار و بيانات
- الجالية السودانية برلين تقيم ندوة بعنوان استقلال السودان: ستون عاماً في جدل الكسب والخسارة
- تعميم صحفي الجبهة الثورية السودانية
- بيان صحفي مشترك من بعثة اليوناميد وبرنامج الامم المتحدة الإنمائي وبعثة الاتحاد الاوربي في الخرطوم ح
- وزير الدفاع يطالب باستحداث وسام الكرامة الأفريقى لتكريم من يدعم السودان
- تغطية منبر طيبة برس الأحد/ السودان ومتغيرات المجتمع الدولي .. قراءة من موقع الحدث
- كاركاتير اليوم الموافق 31 يوليو 2016 للفنان عمر دفع اللهعن تكريم عمر البشير
- بيان صحفي يا حكومة البشير، متى أصبح السودانُ ولايةً أمريكية؟!
- واشنطن تدعو لنشر قوات من (إيقاد) بجنوب السودان
- كلمة الاستاذة سارة نقد الله الأمينة العامة لحزب الأمة القومي في المؤتمر العام السادس للحزب الشيوعي
- الحزب الشيوعى السودانى يعقد مؤتمره اليوم بقاعة الصداقة
- رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي: قضية السودان كلفت الآلية الأفريقية 35 مليون دولار
- وزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور: تكريم البشير قلادة وتاجٌ للشعب السوداني
اراء و مقالات
خفايا خلف شهادة الترابى بقلم حماد صالحتـلك هـى القضــية بقلم الشاعر النوبى / توفيق الزبير الإزيرقوالسودان يغرق! بقلم امير ( نالينقي ) تركي جلدةيخطئ النظام إذا راهن على خوفنا من حدوث ربيع سوداني! بقلم عثمان محمد حسنشعب جبال النوبة !!! وتحديات خارطة الطريق بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين- لندن قراءة ثانية في حكم المحكمة الدستورية في دعوى الحزب الجمهوري بقلم نبيل أديب عبداللهجريمة ضد الانسانية في الخرطوم عاصمة الدولة الرسالية بقلم محمد فضل علي .. كنداأحزاب نداء السودان توقع خارطة الطريق خوفا من المحكمة الجنائية وليست لمواقف وطنية !اشهر دون جوان سوداني!! بقلم فيصل الدابي/المحاميسوريا تقدم فى الشمال وترقب بالجنوب بقلم فادى عيدهذا الحزب بقلم أسحاق احمد فضل اللههل نفد صبر الرئيس..!! بقلم عبد الباقى الظافرعن الحوار والتسوية (1) بقلم فيصل محمد صالحدواعش الشيوعي!! بقلم عثمان ميرغنيالرحمة حلوة !!! بقلم صلاح الدين عووضةقبل دخول مستنقع الجنوب بقلم الطيب مصطفىصراعات وقرارات وأمور متشابهات!! بقلم حيدر احمد خيراللهلماذا يطالب شعب جبال النوبة بحق تقرير المصير ؟؟؟؟ بقلم محمود جوداتهل أعياهم النضال؟؟ أم فقدوا الامل والايمان بالقضية؟؟ بقلم عبد الغفار المهدىطرائف و استغفالات السياسة السودانية بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمنواذا اهل دارفور سئلوا باي ذنب قتلوا الحلقة (11) بقلم الاستاذ ابراهيم محمد اسحق – كاتب صحفي وباحثعزيزى الإمام من حقنا أن نعرف ماهو ثمن مصالحتكم للنظام ؟ألم تجدوا العظة والعبرة فى مصالحة نميرى ؟سرطان الغفلة والفراغ والإحباط بقلم نورالدين مدني
المنبر العام
أبلة ظاظامستقبل السودان فى خطر والنظام قبلي لا اسلامي صدقت مسيلمه السودان الكذابميسي ينفي ل( beIN sport) هدية القميص ومحاموه يتخدون اجراءات قانونية (صور)هل يمكن ان تنطلي مهزلة قميص ميسي على الرئيسين الارتري و التشادي مثلاً ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟عااااااااااااااااااااااااااااااااجل ماسورة البشير22 بوصة (صور)***** كراكتير عمر دفع الله جميل و مدلل ... *****طرائف كرويهالترابي في آخر حلقة : حزيناً، متشائما، مستسلماً و مخذولاً إلى "أمازون" درْ إلى اليمين إو إلى اليسار: لمن يهمه أمر "النشر"الشيوعيون وفضيحة التنظيم الهلامي ...خطاب الشفييع يوضحسد النهضة مرة اخرى....واخرىبالمناسبة قصة مقنع الكاشفاتالدولار يتخطى الـ(16) جنيهاً سودانياًلهيب الشوق و الدنيا ما دوامة هدية للجميل ومشتاقين KAPARعاينت ليك والشوف طشاشقوات مشار تحاصر جوبا من كل الاتجاهات هل بجنين فلقتي الفول السوداني مادة مسرطنة كما يقول الصحفي محمد محمد خير؟؟مؤتمر الحزب الشيوعي : حشد وزخم وهيبة وجلال ( صور + فيديو ) النجيضة: حقيقة قميص ميسي الذي أُهدي للرئيس البشير!!خبير سدود يًحذر من غرق مصر ومحو السودانتكريم عمر البشير باثيوبيا هو عار في جبين الحكومة الاثيوبية لن يفلت من المحاسبةقبـــح الله وجهك .دنيا وقبر .ياملعون.(صور)كبشور😎😎قالوا :شيوعيّون…قلتُ: أجلهم(على شرف السادس)ارجو نشر هذا الفديو مع الشكر السودانيون من حملة الجوازات الأجنبية يستحقون إقامات دائمة علي جوازات سفرهم الأجنبية بدلاً عن البطاقةوجود عمر البشير علي باطل ( فديو الوهابيــة السعوديــة وبلاد السودان..نجم المنبر بلا منازعشكرًا الشرطة والأمن الوطني (بالصور ) حشود جماهيرية ضخمة تستقبل البشير بمطار الخرطوم أنجم سوامق في سماء الشعر السوداني و لكننا لا نذكرهم إلا بعد رحيلهم:فرعون وقلة عقله .. توارث الوهمعاجل الشفاء للأستاذ الموسيقار عوض أ حمو د ي .. بردعه .. ولاقت سيدهابدلة رئيس الجمهورية المشير البشيرأحداث جنوب السودان تكشـف عن جنرال يمسك بجميع الخيوطهل استخدام شعار السودان (صقر الجديان) حكر على القوات المسلحة والجهات الحكومية فقط؟راشد عبد الخالق جراب الفولصباح الفل والياسمين سعادة المشير عمر حسن احمد البشير I strongly recommend this d.film : Sufi Soulالتصالح مع التاريخهل اصبح استثمار المغتربين في الاراضي "خسارة" ؟ ..سؤال للمهتمين ***............الطفل الابنوسي....الإهداء إلى روح الراحل د.جون قرنق ديمبيورسجال ما بين ترامب ووالد جندي مسلم قتل في العراق ماذا قال المرشح الجمهوري عن زوجة خان؟سقطت الحكومة البرلمان التونسي يسحب الثقة من الحكومة - لماذا ضغوط الاسلاميين الانمحكمة الاستئناف المصرية تُخفف سجن عمرو علي منسق حركة 6 أبريل إلى سنتينالمؤتمر السوداني: لم نحد عن طريق الإنتفاضةيا للعار ترحيل اللاجئين الإرتيريين من الأراضي السودانية إلى جهنم أسياس.... التكفير ....يابريمة بخصوص مقال احمد دهب(كادر النظام السرى) عن نساء جـدة (صور)
Latest News
Khartoum MPs Call for Issuance of ID for Refugees from South Sudan StateNo radioactive substances at Merowe Dam: Sudan Justice CommitteeSudan Welcomes African Dignity InitiativeSudanese Pound continues slide against US DollarGhandour: Sudan is not Objected to Membership of South Sudan State in Arab League as ObserverUS envoy for Sudan begins visit to DarfurSudan, ILO Discuss Number of Projects
|
|
|
|
|
|