اولا دعونا نعرف من هم النوبة للتذكير فقط لأن معظم الناس في السودان قد يكونوا نسوا او لأن كتب التاريخ الحدثة التي وضعها العرب اصبحت مزورة ومحشوة بالاكاذيب وطمس الحقائق ولا تتحدث عن الحضارة النوبية التي هي ام الحضارة في العالم الافريفي دعونا نغوص اكثر في هذه الجزئية التاريخية في ان السودان باكمله كان يعرف ببلاد النوبة ومسجل في كتب التاريخ بجميع اللغات والاسافير ورد اسم النوبة في العهد القديم المزمور 68-31 ) عن مملكة كوش المشهورة تاريخيا النوبة ومن الثابت تاريخيا واثريا ان كوش من اسماء النوبة ومملكة كوش كانت في منطقة نهر النيل إلى مصر وقامت بها ثلاثة ممالك الاولى وعاصمتها كرمة ( 2400-2500 ق.م ) الثانية وعاصمتها نبته ( 1000-300 ق.م ) الثالثة وعاصمتها مروي القديمة ( البجراوية ) ( 300 ق.م 300 م ) خرجت من كوش الاسرة الخامسة والعشرون من التاريخ الفرعوني حكمت مصر واشهر ملوكها بانخي (752-721 ) ق.م والملك شباكا (721-707 ) ق.م والملك شبيتكو ( 707 – 690 ) ق.م والملك تهراقا ( 690 – 664 ) ق.م . النوبة شعب اصيل ومن اقدم الشعوب تواجدا على ارض السودان بل تؤكد كل الدرسات والحفريات الاثرية قطعية سيادة النوبة لهذه الرقعة الجغرافية من السودان وحتى اجزاء كبيرة من جمهورية مصر العربية ولم تثبت اي دراسة بان النوبة كعنصر بشري قدم من اي جهة او منطقة اواقليم إلى السودان بل ان كل الدراسات التارخية التي اجريت على السودان كانت تتحدث عن شعب النوبة كاسس بشري قديم التواجد على ارض السودان من ثم الحضارات العريقة التي اقامت من ممالك عظيمة عرفت بحضارة وادي النيل وكوشي اسم من اسماء النوبة حتى الان متداول في جبال النوبة ويطلق على ابنائهم وكنداكا هو لقب الملكة الام عند النوبة وهناك الكثير من من الدلالات باحقية النوبة على ملكية الارض والعيش الكريم على ارضهم اردنا فقط بهذه الاشارة التاريخية ان نذكر بان النوبة هم اسياد البلد ومن اراد ان يعرف المزيد عليه الرجوع إلى الكتب التاريخية القديمة للتنقيب عن ذلك . نعود لموضوع السؤال لماذا يطالب شعب جبال النوبة بحق تقريرالمصير هناك اسباب جوهرية دفعت بشعب النوبة لهذا النحو واهمها عدم حصولهم على حقوقهم كمواطنين سودانيين في وطنهم على الرغم من نضالهم الطويل بالطريق السلمية حتى توسعن دائرة النضال لتشمل النضال المسلح ولم يثمر ذلك لكه غير المزيد من الخسائر في الارواح . ويطالب شعب النوبة بحق تقرير المصير لحفظ ارواحهم وتجنب للممارسات العنصرية والتهميش المستمر لهم عبر تاريخ لسودان الحديث منذ فترة الحكم العثماني المصري للسودان 1821 -1885م حيث الحملات التاديبية لشعب جبال النوبة مرورا بتوقيع اتفاقية الحكم الثنائي 1899م بين مصر وبريطانيا وتمكنوا بموجبها حكم السودان الحاكم العام انجليزي ويكون نائبه مصري استمرت العنصرية والانتهاكات إلى ما بعد استقلال السودان وعلى يد كل الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان وتزداد الهوة اتساعا بين شعب جبال النوبة كعنصر افريقي متواجد على ارضه في السودان والعنصر العناصر المهجنة التي تدعي العروبية وتتمسك بها كقاعدة للمواطنة للسودانيين وتصبح اكثر اتساعا عندما توضع برامج لشن حرب ابادية للنوبة كعنصر افريقي غير مرغوب فيه على ارض السودان والعمل بكافة الوسائل لاعدامه اوابعاده من على ارضه على رغم من تمسك النوبة بحقهم في العيش الكريم على ارضهم الا ان غالبية المجتمعات الشمالية تؤمن بطرد النوبة من السودان ولديهم شعور دفين بعدم احتواء النوبة كشعب من ضمن المكون السوداني لأن معظم المجتمعات الشمالية لا يتقبلوا فكرة المساواة بينهم والشعوب الافريقية الاصيلة لأن لديهم شعور بالنقص وانهزام نفسي متمثل في ان الشعوب الافريقية اصيلة ولديها ارث ثقافي وحضاري وتاريخي ثروعظيم يمكنها من التغلب على كل القشور السطحية بينما هم اي مجموعات المهجنة من الوافدين والمهاجرين من الدول المجاورة اعبروا وحودهم فرصة لا يمكن التفريض فيها او قبول اي طرف اخر المشاركة معهم في المواطنة . الفرصة الذهبية التي وجدها المجتمعات الشمالية في التعليم والتجارة والصناعة وغيرها من الامكانات الفكرية والمادية خلقت فارق كبير بينها والمجتمعات المهمشة في سبل الحياة والتعايش ومن هنا جأت فكرة السيادة والسيطرة على الشعوب المهمشة لو بقيت على درجتها الدنية وهذا بالطبع حدث منذ الفكرة الاولى لتكوين السودان الحديث وما بعد الاستعمار 1956م لآن النخب من ابناء الشعب السوداني الذين تسلموا دولة السودان من الانجليز لم يفكروا في وضع السودان كدولة وشعب بتنوعها الثقافي والاثني والديني بل هناك من ظل يعمل على تمكين الفكر والثقافة العربية لأحتلال السودان وتغييره من افريقي ألى عربي كبرنامج نشهده لقد شارف على الانتهاء بعد ان انفصل الجنوب وقد ينفصل اقليم جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور . كان هناك امل في تحقيق تغيير جذري في تحقيق دولة المواطنة إذا تمسك الناس بفكرة الزعيم الراحل دكتور جون قرنق والتي كانت هي المعالجة الصحيحة لأمراضا السودان في تذويب الفوارق بين المجتمعات الشمالية والمهمشة واتاحة الفرصة للشعب السودان للانصاهر في بوتقة الوطن الواحد بكافة مكوناته الاثنية والثقافية والدينة وهي فكرة السودان الجديد ولكن تلك الفكرة لم تعجب الكثيرين من ابناء النخب السودانية بحسبانها ستاتي بالمساواة بين الطرفين وسوف يسحب البساط السيادي من تحت اقدامهم تدريجيا وقد يتغلب عليهم العنصر الوطني لأنه الاكثر شجاعة واخلاصا لوطننيته . اسباب مطالبة شعب النوبة بحق تقرير المصير كثيرة اهمها الحرب الابادية التي يقودها نظام المؤتمر الوطني منذ 6 يونيو 2011م ويستمر في قتل النوبة في جبال النوبة وحرق الارض واغراقها بالمواد السامة الضارة التي تفسد الارض وتمنعها من لانتاج الزراعي وعدم رضوخ النظام لأى محاولات لمعالجة الوضع الانساني لإنسان جبال النوبة بل الحكومة تتوسع في الحرب وتستعد كل عام لقتل المزيد من شعب النوبة وتهجيرهم إلى خارج بلادهم حيث تكتظ بهم معسكرات ايواء اللاجئين في الدول المجاورة يوغندا وجنوب السودا واثيوبية بدون ان يحصلوا على ادني انواع الاغاثة والخدمات الانسانية وفي يتوسع انتهاك حقوقهم في الخرطوم ومدن السودان المختلفة قتل طلاب لجامعات واعتقال القساوسة وهدم الكنائس وجلد الفتيات المسحيات بتهم ملفقة من قبل اجهزة امنه . النظام الحالي الذي يحكم السودان لاكثر من ربع قرن جأ مكمل لأنظمة فصل عنصري تديره مجموعات من ابناء النخب وقيادات الاحزاب السياسية التقليدية مفاده ماوصل اليه السودان الان من مرحلة تفكيك الدولة السودانية وبناء سودان مؤسس على عنصر وحيد يستأثر بالسلطة وبكل ثروات الوطن وتكون له القوة المطلقة في التوسع على حساب اي مجموعة يتم ازاحتها والاستيلاء على ارضها كما هو الحال في جبال النوبة والنيل الازق ودارفور . شعب النوبة يطالبون بحق تقرير المصير شعورهم بالغربة وهم على ارضهم وبالمذلة والهوان ويشعرون ان الشعب السوداني كله يقف مع نظام المؤتمر الوطني العنصري ضد النوبة وكانهم ليسوا جزء من السودان وتدعوا الحكومة وبعض الاحزاب السياسية لقيام مظاهرات تعاطف مع اطفال سوريا وفلسطين والعراق ولم يتحدث احد من هولا عن معناة اطفال جبال النوبة المشردين في الخرطوم ياكلون من القمامة وينامون على ارصفة الشوارع وفي اقبية الكباري في الخرطوم والمدن الاخرى وبالطبع هذه نتيجة طبيعية لشعب يعاني من ظلم يقع عليه من نظام دولة تستخدم كامل اجهزتها ولتعمل على تدميره بكافة السبل المتاحة وليس بقتله فقط بل حرمانه من التعليم والصحة والامن المجتمعي إذا بقي في هذه الدولة . السودان مليء بالجمعيات والمنظمات الخيرية غير الحكومية ولكنها ايضا تحجب مساعداتها عن شعب النوبة وتسعى للحصول على الهبات من الداعمين والمانحين لتقديم الدعم للمحتاجين ايضاً بطريقة تتسم بالعنصرية والتمييز حتى في لمواقع التي قد تجمع بين هولا المحتاجين مما يعني حتى في عمل الخير يتم فصل النوبة عنه وهذا يشير الى عمق الحالة النفسية والتشبع العنصري التي يعاني منه العنصر المستعرب وسدنة النظام الحاكم في التكالب ضد النوبة كأصل سوداني غير مرغوب فيه. ويتعاطف معظم قادة الاحزاب السياسية السودانية مثل السيد الصادق المهدي وهو صاحب المشروع العروبي في السودان لا نسى مذبحة الضعين في 28 مارس 1987م في عهده كرئيس وزراء قتل فيها قبيلة الرزيقات ما لا يقل عن الف نفر من الدينكا العزل بايعإز من قيادات داحل حكومة الصادق المهدي ( عائلة مادبوا ) ولم يقدم احد من الجناة للمحاكم بل دافع الصادق المهدي عن المذبحة واعتبارها انتقامة من جون قرنق هذا الصادق المهدي وتاريخه الاسود القبيح . ويسعى دائما المتمرقين بتراب العروبة لدعم الفلسطينيين والسوريين والعراقيين حيث اكتظت الخرطوم باللاجئين الفلسلطينيين والسوريين واليمن والعراقيين وبلك ترحاب في رعاية الحكومة ويقدم اقصى سبل الحياة الكريمة من سكن ورعاية طبية وسكن وعمل بل يحصلون على الجنسية السودانية في لمح البصر والجواز وعليك ان تتخيل بقية المنافع ومساندتهم ودعمهم في سبيل توسيع دايرة التواجد العربي في السودان وفي ظل معناة المواطن السوداني يستمر المختلين عقليا من نظام المؤتمر الوطني في تنقيذ مشروع تعريب السودان باستيراد الجيوش لقتل الشعب السوداني الاصيل وتوطين الوافدين الللاجئين من سوريا والعراق واليمن وهذه الدول اصلا لا تعتبر السودان دولة عربية ولا تعترف بها وبهذا كله ينكر النظام على النوبة والشعوب المهمشة حقهم في العيش الكريم على ارضهم . النوبة انفصاليين هذه مقولة محطمة قيلت للجنوبيين قبلا واتمت عملية السلام وحضر الجنوبيون الخرطوم 2005م وشاركوا في إدارة شئون الدولة السودانية مع حكومة المؤتمر الوطني في امتعاض الكثيرين من ابناء النخب وقيادات الاحزاب الشمالية غير راضيين بمشاركة الجنوبيين في الحكم كما ان دخول الحركة الشعبية الخرطوم وقتها فضح النظام القائم عندما شاهد الحضور الكثيف منةجماهير الشعب السوداني ترحيبا بقدوم الزعيم د. دكتور جون قرنق مما احدث خيفة في زعماء الخرطوم وعلت وتيرة الخوف والفزع الامر الذي عملوا له بكل جد وجهد لأجهاض عملية السلام والتضحية بالجنوب بل والسعي لفصله بعملية اغتيال قرنق قبل قيام الانتخابات الرئاسية ثم العمل على اكراه الجنوبيين للتصويت لصالح الانفصال كانت فرحة الشماليين بانفصال الجنوب فرحا شديدا لدرجة أن خال الرئيس عمر البشير المدعو الطيب مصطفي قدم الذبائح فرحا بذلك ومثله الكثيرون من تجار السوق العربي وغيره فيما شعر الجنوبيون بان جزء غاليا من تاريخهم وحياتهم قد بتر بترا تجرعوا به الما شديد وحسرة ولكنهم صمدوا لأنهم احترموا راي الاغلبية كما لم يكن لهم خيار اخر ألا ان يظلوا في حروب لن تنتهي مع الشمال . الذين يتهمون النوبة الذين ينادون بحق تقرير المصير بانهم انفصاليين من بعض النوبة او غيرهم عليهم بان ياتوا بعامل واحد يشجع النوبة البقاء في دولة الجلابة تم مصادرتها من اهلها اجمع من قبل قلة استحكموا فيها بقوة السلاح وسعوا في خرابها وجعلوا منها وطن قزم يتحدث عن نفسه والقائمين عليه فقط حيث اصبحت الهوية ليست مجرد تنظير وحديث انما فعل واقع يتم تحقيقه كل يوم انظروا إلى الاجهزة التي تمثل السودان هل يجد فيها السودانيين كل اشكالهم وسحناتهم ؟ الذين يقولون للذين يطالبون بتقرير المصير لشعب النوبة بانهم انفصاليين عليهم ان يزوروا معسكرا اللاجئين في ايدا ويوغندا واثيوبيا او ليتجرا وزير الثقافة والاعلام السوداني بارسال موفد اعلامي لعكس صورة معناة شعب النوبة في كل مكان لكي يعرف الناس لماذا يطالب النوبة بحق تقرير المصير بعدما توافرت كل الشروط والاسباب الموضوعية التي تجعل شعب النوبة مستحق تقرير مصيره للنجاة من الهلاك والموت والحفاظ على ما تبقى له من وطن اقليم جبال النوبة وكل من فيه ساكنا فهو مواطن وفقا للمواثيق الدولية . محمود جودات
• دجاجة الجيران تطرد دجاجة المنزل !!!!!! . • المقال في جوهره يؤكد أصالة نوبة الجبال وأنهم الأساس . • بمعنى أن النوبة يمثلون المنبع الأول للشعب السوداني . • ثم فجأة نجد الكاتب ينهار ويظهر الضعف العجيب . • وذلك عندما ينادي بتقرير مصير جبال النوبة . • وكأن النوبة يمثلون قلة دخيلة على السودان !! . • وتلك الوقفة الانهزامية تناقض واقع النوبة الحقيقي . • وهو يظهر النوبة أقلية من الأقليات الدخيلة على السودان وأنهم لا حوله ولا قوة لهم . • وبالتالي هو ينادي بتقرير المصير وبالانفصال . • فكيف لصاحب البيت الأصيل أن يتنازل عن البيت الأساسي للآخرين ويكتفي بالفتات ؟؟؟ . • وذلك لمجرد الشكوى من الدخلاء الآخرين . • وكان الأجدى بالكاتب النوبي الجبالي الأصيل أن ينادي بطرد الآخرين الدخلاء على السودان . • وذلك بدلا من إظهار الضعف والانهزامية وقلة الحيلة . • وكان يعجبنا كثيرا لو نادى ذلك الكاتب بأن السودان ملك للنوبة وأن الآخرين عليهم أن يفكرون في تقرير مصير مناطقهم . • وخاصة وهو يؤكد هنا بأن شعب النوبة هو شعب أصيل وأن الدراسات والحفريات تؤكد أن أرض السودان بالكامل هو ملك للشعب النوبي منذ آلاف السنين . • فهل يكتفي شعب جبال النوبة بذلك الجزء الضئيل من أرض السودان الذي يمثل جبال النوبة ليكون باقي أرض السودان ملكا للآخرين الدخلاء ؟؟ . • ما هذا الضعف ؟؟ وما هذه الانهزامية المخزية ؟؟ . • وقد يأتي الآخرون مرة أخرى يوماَ لينتزعوا من الانهزاميين ما بقي من أرض النوبة المتمثلة في الجبال . كاتب نوبي من شمال السودان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة