٭ في أغسطس الماضي اتخذ دونالد ترامب قراراً جريئاً ..استغني ترامب من خدمات مستشاره السياسي سام نونبيرغ .. القصة تعود لثمانية أعوام ونونبيرغ يقوم بشتم باراك أوباما خلال الحملة الانتخابية السابقة ..لجنة مستقلة من حملة ترامب الانتخابية اكتشفت أن المستشار نونبيرغ قد تفوه بعبارات عنصرية بحق المرشح الرئاسي (وقتها) باراك أوباما..كل ما قاله من عبارات كانت مجرد تشكيك في انتماء أوباما إلى الأمة الامريكية باعتبار أن والده كينياً..المستشار قال إنه لا يتذكر تلك التغريدة التي أطاحت به وحطمت آماله في إصابة منصب مرموق إذا ما فاز ترامب في الانتخابات القادمة. ٭ نشرت الزميلة المجهر تصريحاً يحمل شحنة من الغضب.. الرئيس البشير حسب الزميلة المجهر أكد انه كان سيفصل مساعد أول رئيس الجمهورية الحسن الميرغني لو كان ضمن حصة المؤتمر الوطني، وذلك بسبب غيابه الطويل ..هذه الجرعة الغاضبة يجب أن تقرأ بعناية..صحيح أن المشير البشير يمكنه أن يطيح بمساعده بقواعد الخدمة المدنية العادية التي تعتبر الغياب من العمل أو الفشل في أداء المهام مسوغاً للفصل من العمل..لكن أغلب الظن أن الرئيس قد راعى مناخ الحوار السائد، فغلف رسالته بلطف شديد. ٭ الملاحظ أن الحسن الميرغني يسير على ذات الطريق الذي سار عليه شقيقه جعفر الميرغني..مساعد الرئيس السابق كان يهوي التجوال الدولي..كان يعود من وقت لآخر للخرطوم في زيارة قصيرة يقضيها في أحد الفنادق ثم يعود إلى حالة التسفار على حساب دافع الضرائب السوداني ..حالة إدارة الأمور من بعد عبر (الريموت كنترول) متجذرة في الأسرة الميرغنية..مولانا يدير حزبه الكبير من شقة ضيقة في وسط لندن. ٭ في تقديري ..أن على السيد الحسن الميرغني أن ينتبه..الصورة النمطية السالبة باتت ترسخ في أذهان السودانيين.. كل خلافات أولاد السيد تتركز على هوامش المنصب..أحيانا سحب عدد من العربات من أسطول الحسن يصبح قضية وطنية تهدد الشراكة مع الحزب الحاكم.. الحسن يتخير من الملفات أطيبها مذاقا وأثقلها وزنا.. أحد وزراء الحسن يذهب إلى شهر العسل، فتطالب وزارته الفندق بفاتورة الحساب..صورة أولاد الباشوات ستقصم ظهر الحزب وتجهز على ما تبقى له من شعبية في أواسط السودانيين. ٭ في تقديري إن على السيد الحسن أن يعيد قراءة الانذار الرئاسي..إعادة القراءة تتمثل في العودة الفورية لمزاولة العمل..الخيارات الأخرى تكمن في تقديم الاستقالة ..بإمكان الحسن أن يتفرغ للسياسة ويرسل توجيهاته من أي مكان مادامت قواعد الحزب تنظر البركة.. لكن أن يسرح ويمرح بين العواصم ضارباً بعرض الحائط بالأعراف الإدارية والنظم المهنية التي تنظم سفر المسؤولين، فهذا غير مقبول..ويصبح غير المقبول في خانة الحرام مادام الرجل يتقاضي كل مخصصاته المالية من بيت المال. ٭ بصراحة..أخشى ألا يفهم الحسن الرسالة الرئاسية الغاضبة أو يصورها له الخلفاء المقربين بانها مجرد رسالة شوق .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة