إنه الانهيار... إنه الفشل إنه الانفلات السياسي إنه التشظي والتشذر والتشذب الذي لايبقي ولا يذر ، وطن أصبح كخرطوم المياه كل من يريد مطلب يلوي الموقع الذي يريده ويقفله ، انعدم الرشد السياسي وطغت المراهقة السياسية التي صيرت الشارع السياسي في وضع مخل ، كل يوم تشرق فيه شمس هذا الوطن ألم يزيد..... ومعاناة تتفجر...... ودموع تسيل..... وأمان غير موجود ، كل يوم تشرق فيه الشمس لا نري إلا تشدق فاشلين وأناس في غيهم يعمهون ..، إيه علي وطن يهتف هل من مصرخي ؟ ...ولا يجد ، إيه علي وطن لا نعرف من يحكمه ؟ إيه علي وطن من فيه يتمني الخروج منه ولو علي ظهر سنبك ويفضل ابتلاع البحر له بدلا من أن يعود مرة اخري لهذا الجحيم الذي لايطاق ...
أزمة الشرق التي تحدث الآن والتي بسببها عزلت الخرطوم تماما عن المواني لا صادر ولا وارد يومين كاملين ويبدو أن الأيام في زيادة ، هذه الأزمة انضمت لها كيانات إجتماعية وسياسية وكل يوم تزيد وتيرة الدعم لها ، الحكومة لم تتحدث حتي الآن عن هذه الأزمة وكيف ادارتها وكيف الخروج من عنق الزجاجة ، وبعض الذين يدعون أنهم السياسيون الآن يتحدثون عن مرتباتهم المليارية التي يتقاضونها ويجارون بالشكوي لانها لا تف حاجتهم وهي تساوي راتب ٢٥ بروفيسيور في الجامعات ! ، أزمة الشرق بلا شك فيها خسائر أصابت خزينة الدولة التي كل يوم نسمع أنها خاوية واظنها لا تمتلي بطنها ، أزمة الشرق تسببت في خسائر للمصدرين وللموردين وربما أدي بهم ذلك إلي عدم الايفاء بالتزاماتهم تجاه الذين يوردون منهم السلع والذين يصدرونها إليهم ، الأدوية المنقذة للحياة المستورد منها تعطلت ولم تصل إلي المرضي الذين هم في أشد الحاجة لها ، كيف العمل ؟ وترك يقول انه لا يريد التفاوض مع المدنينين ورفض هذا وذاك....
قفل الشوارع وتتريسها ( سيرة وانفتحت) ويبدو أننا في غضون الأيام القادمة سوف نشاهد حلقات من مسلسل( اقفل من حيث شئت ) مسلسل تكون حلقاته كالمسلسل التركي الذي يتميز بكثرة الحلقات ، إن لم تعطي الدولة أولوية لعلاج الأزمات وكيفية ادارتها بالحكمة والعقل وإن لم تغير فهمها القاصر أن البلاد هي الخرطوم تصبح هذه البلاد صعيدا زلقا
لا نغش علي أنفسنا ولا نطبل أكثر من ذلك ، الحكومة الحالية فشلت في تقديم تيم حكم أنموذج يشبه هذه البلاد العزيزة .. أصاب الإحباط الذين صفقوا لها تصفيقا قويا واكتشفوا انهم صفقوا لمن لا يستحقون ، هم فشلوا حتي في تحقيق ما يشفي غليل المواطن من حوجة وعوز وفقر ومرض وأمن ، لن تجدي الخياطة والترقيع الذي يفعلوه الآن و لا المسرحيات التي تعرض كل مرة لتغطية عورة الفشل ، إذن من يلحق هذه البلاد التي تجري بسرعة نحو الخلف في كل شييء ؟ فهل من رجل منقذ رشيد ؟ أم الرجالة قد ولت والرشد اندثر والعقلاء قد ماتوا؟.
مقالات سابقة ل ياسر الفادني بسودانيز اون لاين الان