الجومة والدومة ....كلمتان مختلفان .... الأولي أصبحت لا توجد إلا بمشقة وعنت.... وإن وجدتها تكون في خانة (عدي من وشك) ويمكن القول إن ملكت (جومة اليوم) قد ملكت الدنيا ومافيها ....!وإن حزت علي كيس خبز.... من الفرحة تمشي الهويني فخرا وكبرياءا ....وإن اغتنمت أنبوبة غاز تحس بأنك تقلدت جائزة نوبل..... وتقلدت كل أنواع الأنواط والأوشحة والنياشين وانت في علياء .... كما البرهان الان في حكم البلاد ،وإن لم تجدها كما هو الحال للسواد الأعظم من المواطنين فما عليك إلا.... (تبكي بس) ....وتصمت وتصم خشمك كما يفعل حمدوك الآن ! ، وإن دخلت بعربتك لتتزود بالوقود ووجدت صفا خفيفا( بعد التفويل ) تاخد (عرضة) من الفرحة وتقول ادوني( سوطين تلاته) ...! ، أما الدومة فهو الاسم المعروف للسيد والي ولاية غرب دارفور الذي تشهد ولايته الآن أكبر واضخم إعتصام في ولايات السودان يطالبون بإقالتة لفشله وعدم مقدرته علي كبح جماع التفلتات الأمنية التي صارت تتكرر في الآونة الاخيرة ، ومطالبين بمطالب عدة ويصرح الوالي انه لا ينوي تقديم إستقالته وحكومة المركز تقف مكتوفة الأيدي... وعدد المعتصمين يتزايد كل يوم...
أستغرب من حكومة فاشلة باعتراف بعضهم ... تريد أن تحدث نفسها بنسخة أخري من فشل جديد ، نسخة يراد لها أن تتكرر بأشخاص آخرين لهم جنسيات من بلدان مختلفة كالذين هم موجودون الآن..... في الحكومة المدنية ، المسألة هي فقط إستبدال جوازات بأخري و بأسماء مختلفة ، وعملية إبدال لعيبة جدد في( دافوري ) ميدان عقرب الفشل السياسي ، منذ تكوين حكومة حمدوك لم نر للوزراء إنجازات ولم نر لهم برنامج وخطة، الآن هم يتلفتون يمينا وشمالا زي ( الرايحة ليهم حاجة)..... هل يستوعبهم حمدوك مرة أخري أم يلحقوا( امات طه) ؟ كما لحقوا الذين من قبلهم.... الان أصبحت الوزارات شبه خالية منهم ، الحكومة الجديدة التي تعثرت الجهود إلي إتفاق عليها حتي الآن ......نتيجة للصراعات التي ظهرت بين المكونات الموقعة لإتفاق جوبا من جهة .... والتناحر الذي برز جليا بين مكونات منظومة الحرية والتغيير من جهة اخري ، ظهرت تصريحات هنا وهناك من عدة اطراف. . منهم من يرفض الحكومة الجديدة ومسمياتها جملة وتفصيلا ..... ومنهم من يريد أن يعدل ....والمكون العسكري يهدد بالتدخل ....ولا أعتقد يفعل ذلك ...
هذه البلاد تشكو من أزمة حكم ...وعدم إتفاق وعدم بروز رؤية لمنهج حكم رشيد يقود البلاد إلي بر الأمان منذ أن أتت الحكومة الإنتقالية، هذا يطبع مع الكيان الإسرائيلي.... وهذا يرفض ، هذا يصدر قرارا وهذا يلغي قراره .....وهذا يكون علي رأس لجنة وينتقد أدائها، وهذا يسافر الي بلاد وهذا يسافر الي أخري دون جدوي.... ،وهذا يتفق وهذا يقدح في الإتفاق ، كل هذه المحبطات شكلت طينة الفشل وتدهورت البلاد ولا زالت تتدهور ، إذا كانت مكونات الحكم في عهد الحكومة الإنتقالية شهدت تناحرا وتصارعا وتشاكسا فكيف يكون الحال إذا دخل طرف اخر ؟.... وهو طرف الموقعين علي سلام جوبا ؟،، من بني علي أساس غير سليم و غير متين يكون مصيره السقوط..... ومن شيد علي لبن الفشل.... دولة.... تكون عرضة سهلة للأمطار والسيول الجارفة ......ومن ولد مشوها لا تنتظر منه أن ينجب مولودا سوي، إذن لا خير يرجي من الموجودين حاليا...... ولا خير سوف يكون في القادمين ، وإن اتو .... نكون كالمستجيرين من الرمضاء بالنار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة