الكماشة هي آلة صديقة للنجار ولها درجة عالية في الأهمية عنده فهي إن امسكت في راس المسمار ( الله قال بي قولوا) سوف تقتلعه اقتلاعا.... كما اقتلع ابن عوف البشير في بيانه الأول وظل يكرر هذه الكلمة بقوة ورددها أكثر من مرة.... وللانظمة السياسية أيضا كماشة عجيبة أن أمسكت بشيئ لا ينفك منها البته...
الكيزان الان في كماشة قحت سنة كاملة باءت كل محاولات الخروج من فكيها بالفشل، لم يفلحوا برغم أن هذا النظام الذي يستلم الحكم الان ليس على درجة من القوة وحتى الأحزاب التي تكون قحت عدا حزب الأمة هي أحزاب ليس لها انتشار مجتمعي واسع ولا تشكل خطوط طول وعرض في خارطة العمل السياسي ولكن هو حال السياسة يوم( راكب ويوم مركوب كالحمار)... المؤتمر الوطني عندما كان حاكما حدثنا عن عضوية تفوق ال 7ملاين عضو منتشرين على قواعد البلاد المختلفة وأنه الحزب الوحيد الذي يمتلك الخطة الانموذج لتشغيل العمل السياسي بهذه البلاد وهو الأجدر بالقيادة... الحركة الإسلامية تتحدث عن مئات الآلاف من العضوية.... الشيء الذي يدعوا الاستغراب أين ذهبت هذه العضوية الضخمة؟ لا نرى لها شكلا وحتى لا نسمع لها صوتا...
من الأشياء التي اضعفت النظام السابق هو التقارير الغير صحيحة التي تكتب بليل وتتلي بصبح عند زيارة من يريد أن يطمئن على حركة العمل السياسي او التنظيمي ويخرج هذا الزائر... بنشيد.... ونثمن الجهد الكبير للمنظومة لكنه في الواقع صفرا كبيرا... لذا ظهرت هذه الأرقام الفلكية في العضوية... المؤتمر الوطني من المقعدات التي إصابته في مقتل هو التمحور والتقوقع على بعض الشخصيات التي تحسب بالاصابع وصارت لهم ممتلكات داخلية وسطوة فيقال هذا ولد فلان وهؤلاء اولاد فلان فصار الأمر بيدهم وأصبحوا هم الناهون والأمرون....
عندما سقط البشير أصيب هذه الجسم بصدمة عنيفة لأنه ظن أنه لم يسقط وصارت قياداته تتحدث بصوت عالي أن الاحتجاجات التي تحدث لا تسقطهم... لكن انقلب الحال عليهم حين غرة بخيانة داخلية لم تكن في الحسبان.... حتى بعد أن آفاق من الصدمة بدا يتخبط في معارضته فتارة يزحف وتارة يحشد وكل المحاولات التي تمت لإقصاء هذا النظام باءت بالفشل وكانت محاولات خجولة... الان النظام السابق وآلياته ستظل في كماشة قحت سنين عددا أن لم تتغير الوجوه القديمة وتتبدل بوجوه جديدة وان لم تتغير الممارسة السياسية... فلغة المناظرات التي يتبناها بعض قيادة حشد مع حمدوك في هذا الزمن تدعو للضحك والسخرية وتدعهم كالذين يرقصون خارج الحلبة..
حمدوك تعامل مع ملف تثبيته في الحكم بقفل البلف.... وبناء حائط قوى وعالي لصد اي انقلاب بذكاء بالغ.... بطلبه إدخال بلاده ضمن الفصل السادس... فهذا يتيح له مزيد من( الجمة) وامتلاكه مزيد من الوقت لتثبيت أطناب نظامه... فكلما مكث في الحكم وقتا طويلا فكك النظام النظام السابق أكثر وأكثر... وتفرقت اوصاله شذر مذر وقويت قبضة كماشته على مسمار الكيزان.... وأصبح عودة منسوبي النظام السابق للمشي في دهاليز السياسة السودانية حلما بل أمرا صعبا... شهر مايو ستتغير فيه الأجواء السياسية ممايخدم النظام الحالي ولكن سوف تظل الكماشة تمسك بتلك القبضة الحديدية بالمسمار ولانعلم متى يكون فكاكه...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة