كسلا الولاية الوادعة... الولاية التي تحمل في جغرافيتها السودان المصغر في كل نواحيها.... فمدينة كسلا ، المدينة الجميلة الذي تتميز بجبل التاكا الأملس قمته... ويميز هذه المدينة ، عندما تفتح مؤشر راديوا إذاعة كسلا تسمع عبارة. يرددها المذيعون دوما وهي... من هنا تشرق الشمس... حقا كم هي جميلة هذه المدينة عندما تشرق شمسها..... يبدوا انها في الأيام القليلة السابقة أشرقت شمسها على أحزان عميقة زادت من معاناة أهالي المدينة وتركت فيهم جرحا عميقا لا يندمل وهتكت النسيج الاجتماعي للمكون القبلي في هذه المنطقة.... أحتراب بين قبيلتي البنى عامر وقبيلة النوبة بسبب تافه هو مشادة كلامية في صف العيش بين اثنين من المنتسبين للقبيلتين وتطور الأمر الى عراك بالأيدي ثم تمددت عصبية القبلية النتنة وأصبحت جماعات تقاتل جماعات من القبيلتين وفقدت أرواح وهكذا استمر القتل.... كل يفتك باخيه ثارا وعصبية ساروا عليها للأسف... تعامل حكومة مع الأحداث لم يكن حاسما منذ البداية... ولم تتعامل القوات النظامية تعاملها جادا في إطفاء هذه الفتنه فاختفت هيبة الدولة هناك وحدث ما حدث من فوضى وقتل وحرق وقتل من قتل حتى القيادات من القبيلتين وَعقلاوها الذين خرجوا لراب الصدع ووقف نزيف الدم.... لم يسلموا من القتل فقتل منهم من قتل ولا يزال الوضع محتقن ويمكن أن ينفجر في أي لحظة.. أن لم تتدخل الدولة لحسم هذه الفوضى والاحتراب وقتل النفس بغير حق.... الوضع الهش السياسي الذي نحن نشاهده الآن في نهج الحكومة الانتقالية الفشل الذي أبرز نواجزه وصار ظاهرا... سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والنظرة الخاطئه لتفكيك بعض المنظومات الأمنية التي كانت تساهم في إطفاء مثل هذه التفلتات التي تحدث هنا وهناك... الوضع في كسلا صعب جدا السيطرة علية بواسطة القوات النظامية فحسب... بل يجب مع القبضة الأمنية أن يظهر العقلاء من القبيلتين الذين يمسكون المفاصل الاجتماعية مثل النظار والعمد لحلحلة هذا الصراع وديا... كسلا يوجد فيها رجال إدارات أهلية لهم الخبرة والدراية في إدارة مثل هذه الأزمات..... في وطني أصبح الموت سهل المنال... فالذي لم يمت بالكورونا يمت بمرض غيرها نتيجة البحث عن مستشفى تقدم إليه العلاج... ومن لم يمت بالمرض يموت نتيجة عصبية. اوقبلية نتنه كما حدث قبل أيام في جنوب دارفور والان في كسلا وكاد أن يحدث في الجزيرة.... هؤلاء يموتون بل تتعدد طريقة القتل للأسف الشديد اما بساطور أو سكين اوسيف أو زخيرة..... فقدت أرواح من هذه القبائل المتناحرة وفقدت أرواح أبرياء من قبائل أخرى لا ذنب لهم في الاحتراب... إذن كتب الله لنا أن نبكي ثلاثة مرات.... مرة لفقد أرواح بغير حق.... ومرة ثانية على وضع سياسي متردي يهلك هذا الوطن ويركله نحو القهقري ... المرة الثالثة نبكي على وطن ضيعناه....
05-12-2020, 03:29 PM
عمر عيسى محمد أحمد
عمر عيسى محمد أحمد
تاريخ التسجيل: 01-07-2015
مجموع المشاركات: 1825
( أحتراب بين قبيلتي البنى عامر وقبيلة النوبة بسبب تافه هو مشادة كلامية في صف العيش بين اثنين من المنتسبين للقبيلتين وتطور الأمر الى عراك بالأيدي ثم تمددت عصبية القبلية النتنة وأصبحت جماعات تقاتل جماعات من القبيلتين وفقدت أرواح وهكذا استمر القتل.... كل يفتك بأخيه ثارا وعصبية ساروا عليها للأسف... ) .
تمضي السنوات على البشرية بوتيرة سريعة ،، وإشراقه كل يوم لدى الأمم في العالم تعني التخلص عن أفكار التخلف والبدائية .. وتلك الشعوب في أرجاء العالم بدأت تغادر معارك العصبية والقبيلة منذ سنوات طويلة .. وبدأت تدخل في خانة التحضر والتمدن .. ولكن مع الأسف الشديد نجد في دولة السودان بعض تلك القبائل السودانية التي مازالت تعيش في مراحل القرون الوسطى المظلمة .. حيث تلك القبائل التي مازالت تمارس عادة القبلية والعصبية المفرطة !! .. وحيث تلك الهمجية التي تستميت من أجل الانتماءات العشائرية الغبية .. العالم من حولنا تتفاخر بالقومية والوطنية الشاملة التي تسع الجميع .. والبعض في السودان مع الأسف الشديد مازال من يتمسك ويقتتل من أجل تلك العصبية والعنصرية البغيضة !!. معارك تنهي حياة المئات والمئات من البشر لأسباب تافهة لا تستحق تلك التضحيات والدماء .. والأحوال برمتها تحزن وتبكي تلك الشعوب المتقدمة والمتحضرة في هذا الوطن .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة