تلك المدينة الحالمة ، بورتسودان موضع الفنارات المضيئة ، مدينة مرافي السفن ومسرح النوارس المغردة ، لكنها الآن هي مدينة الهيلوكست المرضي التي قضي علي العشرات من أبنائها ، كوفيد١٩ لعنة الله عليه..... حول هذه المدينة من أفراح إلي اتراح ، فالنوارس صارت تردد ألحان الحزن العميق ، منذ شهر كامل أو يزيد ظلت هذه المدينة تصارع الكورونا الفتاكة.... من فصيلة( دلتا ) التي ليس لها أعراض ، اكتظت هناك المستشفيات بالمرضي ومراكز العزل وحتي المراكز الصحية ، السلطات هناك عجزت تماما عن معالجة هذا الطاعون ، نقص في الكوادر الصحية ،قلة وندرة في الأدوية ....
بورتسودان تحتضر....... عنوان عريض يجب أن يعكس ، والي الولاية بالرغم أنه من الولاة المميزين وهو جدير بالاحترام لأنه يعد من الولاة الذين نجحوا في إدارة دفة هذه الولاية بالرغم كثرة الأزمات التي مرت عليه وهو محترم حتي من المعارضين فله التحية والاحترام ، بذل قصار جهده لكبح جماح هذا المرض اللعين لكن يبدو أن الأمر قد فاق طاقتة وصار أكبر من إمكانيات الولاية ، كل من استنطقتهم هناك أفادوا بأن عدم اهتمام المواطن بالتوعية الصحية والالتزام بالضوابط الصحية التي تحول دون انتقال هذا المرض ضرب بها عرض الحائط هناك ..... مما أدي لإنتشار المرض ، الوضع الآن في المدينة كارثي، توقفت مغسلة الأموات وقفل المصلي والسبب هو إخفاء المواطنين المعلومة لمرضاهم الذين ماتوا بسبب المرض في منازلهم ويريدون أن يواروا الجثامين الثري، فغسلوا وغسيل المصاب بالكورونا ينقل العدوي .....
مهما حدث من أخطاء هنا وهناك الآن هذه المدينة في خطر ومن هنا ندق ناقوس الخطر ونضيء اللمبة الحمراء لمن في الحكومة المركزية بضرورة التدخل العاجل والسريع لتلافي هذه الازمة الصحية التي إن تم تجاهلها فسوف تقضي علي إنسان هذه الولاية ولابد من إجراءات صحية عاجلة وخاصة في مجال التوعية الصحية ولو بالقوة ولابد من عزل المدينة ، وفرض حظر التجوال داخل مدن الولاية ، في السعودية من لا يلبس كمامة تفرض عليه غرامة مالية يدفعها حالا والا فالسجن ، يجب علي الدولة إلا تجامل في مثل هذه الأشياء ويجب عليها فرض هيبتها ليس الأمنية فحسب بل الصحية أيضا ، فيا من في الحكومة الانتقالية ادركوا هذه المدينة المنكوبة....
علي الحكومة إرسال الدعم اللوجستي لإنقاذ الموقف من كوادر صحية إضافية وامدادات طبية عاجلة لولاية البحر الاحمر..... بلا شك أن هذا المرض يكون قد انتقل من بورتسودان إلي مدن أخري في الولاية ولا نستبعد حتي الخرطوم، إذن الازمة أصبحت أزمة حكومة مركزية وليس أزمة ولائية فحسب ، جدير بهذه الولاية أن تحظي باهتمام كبير حتي ولو ذهب عددا من المسؤلين إلي هناك كما فعلوا من قبل عندما ذهبوا إلي( ترك) ومن معه لاركويت.. هذه الازمة هي أخطر من ازمة( ترك) ، إذن اقول باعلي صوتي : بورتسودان تحتضر وتستغيث أدركوها ، هذه رسالة أضعها في البريد السريع للسادة رئيس المجلس السيادي ونائبه ورئيس الوزراء......أتمني أن تصل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة