اهلنا في الجزيرة دائما يتشائمون من السفر عند المغارب ، وعندما تريد أن تسافر يقال لك إسترح واقضي ليلتك وسافر عند الصباح لا أدري ما السبب؟ لكنهم يقولون إن فيه عددا من المخاطر ، وسفر المغارب يطلق علي السفر الذي دائما ما يكون سببه غامضا أي بالاحري (تدخل سكيتي وتخرج سكيتي).... وهذا مايفعله بعض أعضاء الحكومة الإنتقالية التي صارت حكومة الشراكة وهي بنفس الصفة ، مناوي ذهب مغاضبا إلي ألمانيا لم يعرف إلا بعد أن وصل هناك ، ولم يتنفس الصعداء الا بعد أن عين حاكما لاقليم دارفور ، مناع سافر بليل وهو يشتط غضبا من النائب العام الذي حظره من السفر ، هذا علي سبيل المثال وليس الحصر.....
الإمام الشافعي رضي الله قال في مقدمة قصيدته الدالية والتي تصف السفر إن في الأسفار خمس فوائد ، لكن تغير هذا المفهوم تماما وتبدل في ظل النظام السياسي الموجود ففي كل رحلة لحمدوك داخلية يحدث مالا يحمد عقباه ، لا يقابل بالدفوف والصيحات الترحبية كما كنا نشاهد من قبل في كل الحقب السياسية عندما يزور مسؤولا مكان ما رأيناه يقابل بالترحاب.. لا بالاحتجاجات وعبارات تحمل في طياتها إنك غير مرغوب فيك وعبارات توحي بالطرد ولسان الحال الا مرحبا بك بل وتشعل الإطارات في الطريق الذي سوف يمر به كما حدث ذلك لحمدوك عندما زار مدن كسلا ، شندي، دنقلا، أسفار حمدوك الداخلية اسقطت نظرية الإمام الشافعي ولو حضر عهد حمدوك لاضاف بيتا آخر ... وقال فيه إن في الاسفار أيضا خمس خسائر ، سب حاكم ، ولعن مرافق ،وحرق لستك ،وطرد كبير، وفتج زجاج وقفله بسرعة !
اما عن سفر الجنرالات فحدث ولا حرج قبل يومين وردت أخبار سفر حميدتي إلي الإمارات دون سابق علم.....وغدا أو بعده سوف يسافر البرهان لا اعرف لماذا يسافر هذا ؟ويأتي هذا ؟ ويسافر الآخر ؟الا يكفي احدا منهما أن يقضي هذه المهمة ؟ والسؤال الذي يحتاج الي إجابة ما هو دور الإمارات في صناعة القرار السياسي في السودان؟ ، أسئلة اصبحت تلوكها الألسن ولا نعرف لها إجابة، الإمارات دعمت إسقاط البشير بقوة ودعمت منصرفات إعتصام القيادة بالرغم انها كان ظاهرها دعم البشير لكن باطنها العمل بقوة علي رحيله.. علما بأن البشير كان من الداعمين لها بالجيوش في الحرب اليمنية التي تقودها ومعها الشريكة السعودية..... ولكن باعته بثمن بخس دارهم معدودات وكانت فيه من الزاهدين.....
الدول مثل الامارات لا تريد لبلادنا خيرا بل تريد مصلحتها وتريد أن تحقق مكاسبا سياسية واقتصادية ليس إلا..... ولا يهمها من يحكم؟ وهل سوف يقود بلاده إلي بر الامان؟ لايهمها ذلك ،الامارات يمكن أن تدعم وتقف من ينفذ أجندتها وحينما تحس أنه غير مفيد أو صار لديها كرتا غير رابح اومفيد من السهولة جدا التخلص منه وهذه ليست لعبة الامارات وهي لعبة صارت لدول الاستكبار العالمي (تضقل) بها و(كرتها ) الشعوب المستضعفة والدول التي تعاني من هشاشة الحكم
يجب علي الذين يقودون أمر هذه البلاد ان يتوخوا الشفافية دائما في أسفارهم أن تلقي حظها من الإعلام قبلا وبعدا .... ويجب علي المكاتب الإعلامية المصاحبة للقيادة أن يعكسوا كل ماتم في هذه الزيارات في كل المواعين الإعلامية ليعرف المواطن خير هذه الزيارة وما تعود عليه من فائدة لبلاده.....وحذاري من رهن أمر البلاد للدول التي تراعي مصلحتها أولا...... وحذاري من الدعم الذي يقابله مقابل بضعف هيبة الدولة..... وإياكم ثم إياكم من سفر المغارب .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ياسر الفادنى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست