لعل هذا العام.... لا أتطير ... وأعوذ بالله من ذلك...... لكنه كان نذير شؤم علي أهل القرآن و(خلاويهم).... ولعله عام اعتصرت فيه الدموع وكثرت فيه العبرات التي نالت من الحلق نيلا عظيما حتي فاقت وضع الغصة ، رحلت قبل أيام خادمة القرآن الكريم وام فقراء خلاوي ودالفادني الشيخة (نفيسة إبراهيم شمو) والدة الخليفة محمد الخليفة الريح شيخ خلاوي ودالفادني وها نحن الآن.... ودعنا و فارقنا قمرا بازغا قد افل ، شيخنا وخالنا ومحبر القران الكريم كتابة وخطا وحفظا وتلاوة .....الشيخ العوض احمد طيفور ، واحد من أعمدة خلاوي ودالفادني وشيوخها الأجلاء الذي تتلمذ وحفظ علي يديه الكثيرون ، حفظ القرآن مبكرا وهو صغير في السن واختارته قرية( الكشامر) ليكون إماما لها وشيخا لخلوتها آنذاك... وظل في هذه القرية ردحا من الزمان ، كان لأهل الكشامر شيخا ورقما واخا ووالدا ربي أجيالا علي خلق القرآن وكان رجلا يشار إليه بالبنان..... فقيها ومستشارا و(حلال للعقد)، كان سفيرا لأهل ودالفادني في هذه القرية..... اهله وعشيرته ....أصفياء السريرة وانقياء الطينة، ظل أهل الكشامر يواصلونه ويسالون عنه حتي بعد أن حط به الرحال وعاد إلي ادراجه الطيبة بقرية ودالفادني شيخا واماما بخلوتها المتقدة جذوتها بنار القرآن الكريم.... التي لم ولن تخمد .... طالما علي راسها رجال حملوا هذه الامانة بكل تجرد ونكران ذات....
نودعه الآن ، ونحن نودع فيه طيبة القلب ، وصفاء التعامل ، ودعنا وجهه المضيء دوما بنور الايمان و بالبسمة البراقة والبشر الذي يشبه بشر النبي صلي الله عليه وسلم ....كيف لا يكون كذلك..... فهو الذي نهل من سيرته وتعلم علوم الدين من كبار العلماء أمثال العالم العلامة .....الخليفة حمد النيل ، الفقيد كان متواضعا في كل شييء حتي في حياته لم يركض خلف زخرف الدنيا ابدا التي إن ارادها وجدها...... لكن الرجل الذي يسري الإيمان فيه مجري الدم لا يلتفت لذلك .... الراحل كريات دمه البيضاء هي القران..... والحمراء هي سيرة الحبيب المصطفي فعاش مثله فطوبي له بهذه العيشة السعيدة التي يعانق فيها حبيبه المصطفي في الجنة إن شاء الله ، الشيخ العوض احمدطيفور للذي لايعرفه...... كان يحفظ بعض الكتب الدينية عن ظهر قلب ...ويقتلها بحثا و فهما بل كان يدرسها لبعض طلابه ، كان بسيطا حتي في ضحكته التي إن أطلقها لا تميل إلي القهقهة الشديدة ! ، حتي مزاحه كان مزاح العلماء الذي فيه الحياء وفيه الدعابة المباحة....
برحيل هذا القامة تكون خلاوي ودالفادني قد فقدت أحد عرابيها الصادقين..... واحد اعمدتها الراسخة الشامخة كشموخ اجداده اهل القرآن وأهل العلم من قبيلة الفادنية سليلة الاشراف ، برحيل هذا الشيخ العلامة سوف يفقده العلماء الذين حفظوا علي يديه القران الكريم (رمية) وتصحيحا وتسميعا ، برحيله نودع شمس علم تضيء نهارا .....وبدرا مكتمل التمام ليلا ، أكاد اجزم أنه طوال حياته لم يتفوه بكلمة جارحة لشخص ما ، عاش طيبا ورحل طيبا ....ومات بهدوء ، عاش عزيزا ومات عزيزا ... رجل مثل هذا حتما سوف يساق في زمرة الطيبين وزمرة الاعزاء ... وإنا لله وانا اليه راجعون..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ياسر الفادنى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست