ديباجة: هناك ضرورة لإجتماع إرادات جميع أهل وشباب الشرق، والذين تكونت لديهم رؤية شاملة من مجمل مجريات الأحداث التي مرت بالسودان عامة وبالشرق خاصة والتي تمثلت في مجملها في صراعات غير عادلة أضرت بإنسان الشرق، وأقعدته عن التقدم، وأرهقت الأسر وأُزهقت فيها الأرواح. عليه؛ نبعث مبادرتنا هذه لحل مشكلة الشرق عبر الآتي:
1- الشرق إقليم شاسع له تاريخ، هو صاحب المطل البحري الأوحد في السودان، كما له تواجد تاريخي داخل مسيرة الدولة السودانية من قبل الإستقلال مروراً بالإستقلال نفسه، عبوراً لما بعده ووصولاً ليومنا الراهن.
2- أثبتت كل الفعاليات السياسية ما قبل وما بعد الثورة المجيدة، أن الشرق لا ينظر له نظرة عضوية، أي كجزء حقيقي من أجزاء السودان وأن التعامل مع إنسان الشرق ليس تعامل الند بالند، ولا سواء بسواء مع باقي مكونات الشعب السوداني.
3- لا زالت الحكومة تتعامل مع أبناء الشرق بأسلوب التجزئة والتقسيط والمناورات، لا كمشكلة يمكن حلها حلاً شاملاً مع كل أقاليم السودان الأخرى وهذا مقصود لمنع توحد أبناء الشرق فيطالبوا بحقوقهم المشروعة والعادلة.
4- لا زالت الحكومات تستخدم منهج بيع المناصب لبعض من يزعمون تمثيلهم للشرق، ولا تطرح الحكومة ولا هؤلاء أي برامج أو مشاريع قومية أو حتى شرقية شاملة بل تعمل على بث الفتنة لتمزيق وحدة النسيج الإجتماعي لأهل الشرق (فرق؛ يضعف الآخر؛ فـتسد).
5- إقليم الشرق زاخر بالثروات (ميناء يورِّد مئات الملايين من الدولارات سنوياً، وموارد زراعية ومعدنية وحيوانية) يذهب ريعها إلى المركز، ولا ينال الشرق إلا التجاهل أو المزايدة باتفاقيات صورية تصب في صالح المركز.
6- يفقد إقليم الشرق مليارات الدولارات، بسبب سرقة ثرواته المستثمرة والمحتكرة للقوى الرأسمالية في المركز، وعدم إستثمار المتبقي منها أو الإنتفاع بها.
7- ثروات الشرق المستغلة انتفعت بها الحكومات المركزية، ولم ينتفع بها إنسان الشرق، وهي ثروات يقدر ريعها السنوي بمليارات الدولارات.
8- كل سياسات الأنظمة التي حكمت السودان، عملت على تهميش وفصل الشرق (دعائياً وإعلامياً وسياسياً وتنموياً) من محيطها القومي، لكي لا تجد أي دعم شعبي جماهيري من باقي مكونات الشعب السوداني؛ أي أن الشرق تعرض لعزل ممنهج ومتعمد عن محيطه الثقافي والأدبي والتاريخي.
9- تضرر الشرق -منذ الإستقلال- أيما ضرر من صراعات المركز وسياساته الخاطئة والتهميشية والإستغلالية، سواء على المستوى الداخلي، أو مستوى العلاقات الدولية والإقليمية دون ذنب جناه أهل الشرق.
على هذا الأساس:
يتطلب حل هذا الوضع المعيب القيام بالآتي:
١- تحديد موقف واضح من قبل الحكومة الحالية تجاه الشرق، فإما أن تتعامل معه كوحدة واحدة معاملة الند للند أو تترك أهل الشرق يقررون مصيرهم ويستغلون ثرواتهم بأنفسهم.
٢- إقامة مؤتمر شامل لجميع أهل الشرق من قوى سياسية وأهلية ومنظمات مجتمع مدني في حوار حقيقي من أجل رسم خارطة عبور حقيقية بالشرق من مأساته المزمنة.
٣- وضع برنامج إقتصادي تنموي وإسعافي حقيقي للشرق، ينهض عليه ومن أجله أبناء الشرق بأنفسهم، بتمثيل من جميع مكونات أهل الشرق.
٤- فصل الشرق عن سياسات المركز المالية والخارجية، لأن كل مشاكل المركز أضرت بالشرق والشرق لا ذنب له في تخبط سياسات المركز، وإنحرافه المستمر عن المصلحة القومية العليا بسبب الإستقطابات الدولية الخارجية، وبسبب حماية مصالح شخصية وقبلية ضيقة.
٥- لتحقيق ذلك الفصل، يجب التحول إلى حكم (ميدكونفيدرالي) أي وسيط ومؤقت بفترة زمنية محددة لا تقل عن خمسة عشر عاماً، يكون للشرق فيها: - حكومة مستقلة في سياساتها الخارجية، والإقتصادية.
- سلطة تشريعية مستقلة.
- شرطة مستقلة.
- قضاء مستقل.
- قوات مسلحة مستقلة تحت إشراف سلطة الشرق الميدكونفيدرالية.
- الكشف عن تعاقدات الحكومة المركزية مع كافة الشركات السودانية والأجنبية التي أُبرمت وكان محلها ثروات الشرق الطبيعية وخاصة (البحرية والمعدنية).
- إعادة مراجعة تلك العقود من قبل لجنة تشكلها سلطة الشرق الميدكونفدرالية من خبراء قانونيين وفنيين من الشرق، ويمكن لسلطة الشرق الميدكونفيدرالية الإستعانة بخبراء المركز أو أجانب بحسب مقتضى الأحوال.
- تضع السلطة الميدكونفيدرالية للشرق، خطط إقتصادية إسعافية عاجلة لإنقاذ الوضع الإقتصادي المتردي واللا إنساني لأهل الشرق.
- تعمل السلطة الميدكونفيدرالية للشرق، على جمع السلاح، وإنشاء قوات تسمى بقوات دفاع الشرق (ق د ش).
- تشكيل برلمان شبابي، عبر انتخابات شبابية بحيث لا يتجاوز المرشح الخامسة والأربعين من عمره.
- تكون لهذا البرلمان الشبابي الإختصاصات والسلطات التالية: أ. مراقبة أعمال الحكومة الميدكونفيدرالية. ب. وضع برامج الإندماج الإجتماعي الشاملة. وإعادة لم شمل المهاجرين والمغتربين من أبناء الشرق وتحفيزهم وتسهيل عودتهم الطوعية لوطنهم الشرق للمشاركة والمساهمة في تطويره.
ج. مخاطبة وسائل الإعلام بحرية وشفافية عن تطور العمل في البرامج الإقتصادية والأمنية للشرق.
د. يمثل البرلمان الشبابي للشرق الضمير الحي والروح المستنيرة، وبالتالي، يكون من أخص إختصاصاته، مخاطبة المجتمع الدولي، عن مأساة الشرق، واستقطاب الدعم من البرلمان الشبابي العالمي.
٦- يقوم البرلمان الشبابي بترشيح ممثلين له في وزارة الخارجية للسلطة الميدكونفيدرالية.
٧- يكون للبرلمان الشبابي ميزانية مخصصة لأعماله وأنشطته.
وختاماً؛
لم يعد هناك الكثير من الوقت ليظل فيه أبناء الشرق منتظرين انتهاء تلك المناورات السياسية في الحكومة المركزية، ولا تلك السياسات التجزيئية غير الجادة، ولا عمليات العزل. إن الشرق سيكون مثالاً يُحتذى به من حيث رُقي آليات إنتزاع الحقوق، والبناء وتحقيق النهضة الشاملة للشرق.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/10/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة