*سخر كاتب أردني من تلفزيوننا القومي .. *ورشحه كمنافس أول- دون منازع- لتلفزيون بلاده.. *بل وقال إنها تستحق لقب المنافس الأقوى في سباق (أسخف) القنوات الفضائية.. *ومن قبله سخر كاتب خليجي منها- ومن قنواتنا الأخرى-أيضاً.. *سخر بسبب ما سماه (الغناء في زمن الأزمة).. *وتساءل عن سر (النفس المفتوحة) للغناء في ظل الأزمات.. *وكاتب آخر كان قد انتقد ظاهرة (الغناء في زمن الفقر) وهو يكتب عن شاشاتنا.. *ولكن ليس الغناء في زمن (الفقر) وحده هو ما يغيظ.. *يغيظنا نحن وبعضاً من كتاب العرب الذين أوقعهم حظهم العاثر في سكة قنواتنا.. *أو أوقع قنواتنا في سكة أجهزة التحكم الخاصة بهم.. * وإنما هنالك (الفقر البرامجي) كذلك.. *والنوع الثاني من (الفقر) هذا هو ما جعل الكاتب الأردني يسخر من تلفزيوننا.. * قال إن سوء حظه ساقه إليه ذات ليلة أَرِق فيها.. *ثم انتبه إلى حقيقة أن سوء حظه هذا قد يكون حسن حظ في واقع الأمر.. *أي قد يكون مفيداً- ليلاً- في حالات الأرق.. *فهي شاشة- يقول الكاتب-(تنبعث) منها برامج (مملة) بشكل لا يُصدق.. *ومن ثم فقد جلبت النعاس إلى عينيه بسرعة خيالية.. *ويُبدي الكاتب دهشته من (التحنط) الشديد الذي تحس به داخل الأستوديو.. *فكل شيء.. وشخص.. وموضوع.. يبدو محنطاً.. *بل حتى حركة الكاميرا لا تخلو من تحنيط.. *فهي بالتالي- يقول- فضائية تستحق (التحنيط الإلكتروني في متاحف اليوتيوب).. *وليتني عرفت أي برنامج هذا الذي شاهده الكاتب.. *فهو إن لم يكن (عرض العاشرة الإخباري) فعليه أن يعتبر نفسه محظوظاً.. *صحيح إنه يشكر البرنامج المعني على دفعه إلى النوم.. *ولكن نشرة الأخبار ربما كانت دفعته إلى نوم ذي كوابيس.. * أو نومة طويلة لا يقظة بعدها.. *وخصوصاً إن صادف اللائي يمضغن الكلام ؛ ثم يلفظنه.. *علماً بأن أخبارنا أصلاً محنطة بـ(محفوظات) من قبيل: دشن وقص وافتتح.. *والنقد الأردني هذا نهديه إلى إدارة تلفزيوننا (المحنطة).. *والتي من شدة تحنطها لا يحركها نقد، ولا فشل، ولا هروب جماعي من برامجها.. *وكاتب هذه السطور أحد الهاربين هؤلاء رغم (الأُلفة).. *والكاتب المذكور (هرب) من تلفزيون بلاده ليصادف ما هو أسوأ منه.. *ولكنه تنبَّه إلى (ميزة) فيه يتفوق بها على الأول.. *فهو يجعل من يعانون الأرق في غير حاجة إلى (حبوب منوِّمة).. *يكفي فقط أن تجلب إلى فراشك فضائية (التحنيط).. *فتتكفل هي بمهمة (تحنيطك حتى الصبح !!!). assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة