قبل أيام دخلت سيدة شابة في موجة بكاء..الشابة الأرملة تلقت إخطاراً من إحدى المحاكم أن عليها إخلاء المنزل بالقوة الجبرية..لم تستوعب كيف تم بيع المنزل الذي ورثته مع إخوتها عن والدها المتوفى منذ العام 2009..قبيل أربع وعشرين ساعة من موعد الإخلاء الجبري قررت الأسرة إخلاء المنزل وتسليمه للمالك الجديد الذي لم يلتقوه من قبل..كل ذلك من أجل ستر الحال أمام الأهل والجيران. عندما اتصلت عليّ تلك الأسرة مستنجدة لم أصدق الرواية..اتصلت على محامي الأسرة الذي قدم التفاصيل..أحد أفراد الأسرة كانت لديه مشكلات ديون قام بتزوير توكيل عند محامٍ معروف .. التوكيل يفيد أن الوالد المرحوم قد أوكل ذاك الشخص بمهمة التصرف في المنزل..رغم اعتراف معظم الأطراف إلا أن الحكم النهائي أفاد أن المشتري اشترى بحسن نية..وعلى أثر ذلك اضطرت الأسرة الكريمة للانسحاب من منزلها التاريخي. البارحة قرأت في الزميلة السوداني خبراً أصابني بالفزع..تم إحباط عملية استيلاء على منزل وزير سابق من داخل السجن..حسب الخبر أن العصابة الشاطرة تمكنت من تزوير توكيل عبر شهود زور..قيمة المنزل الذي كاد أن يضيع لولا يقظة الشرطة نحو اثني عشر مليار جنيه بالقديم ويقع في أحد أحياء الخرطوم الراقية جدا. عزيزي القاري من الممكن ان تفقد المنزل الذي تسكنه كل ما يحتاجه الأشقياء اسمك رباعياً. من الممكن أن يكون المشتري شخصاً بريئاً أو جزءاً من المؤامرة..المهم جداً أنك ضحية محتملة في ظل تراخي القوانين التي لا تحمي المغفلين أو المساكين..المشكلة ليس هنالك أيما إجراءات احترازية يمكن أن تقوم بها ..لا شي غير الحظ الحسن. في تقديري أن على السلطات العدلية في البلاد أن تتنبه لهذه الظاهرة..من المفترض أن يتطور القانون مع تقدم الجريمة..بل إن على المؤسسات الضابطة لسلوك منسوبيها مثل نقابة المحاميين أن تهتم بمحاسبة الفئة غير المنضبطة من عضويتها..معظم التزوير يمر من بين يدي جهات تمتلك تفويضاً بإكمال الإجراءات القانونية. بل من واجب ومسؤولية السلطة القضائية أن تعيد تقييم التجربة الماثلة وأن تسعى لسد الثغرات التي تتسلل من بين جوانبها ممارسات هدم أركان العدل . بصراحة..إحساس أن الخطر يحيط بك من كل جوانب الدار التي تملكها أمر يثير الاستغراب والحيرة والخوف..بل من الممكن أن تكون مثل هذه الحوادث مهدداً أمنياً واجتماعياً..الضحية في هذه الحالة وتحت الضغط النفسي يمكن أن لا يتصرف برشد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة