نعود قليلا للوراء حتي تتبين لنا الصورة كاملة والحديث هنا عن الصراع لابد من تحديد أطراف الصراع ولربما وجدت بعض الصعوبة إيجاد فاصلا في صيرورة تتابع وتطور الأحداث ولئن كان الاتفاق بل ان التعميم عمل مضر ليس فقط سياقه الموضوعي بل في المتطلبات العدالة ولكن قناعتي ان الطرف الاخر للصراع هم الجلابة هو التعبير الذي في الإمكان لان هناك من الصعب جدا تجد الرابطة المناسبة بين بعض الجهات الضالعة في الأحداث في مختلف الازمنة والحكومات وكذلك الشخصيات الا في إطار الآسم المذكور جلابة شكل منقة لقد كان معلوما كل كبار الموظفين ياتون الي دارفور من البحر وكونوا جاليات خاصة بهم واندية ومجتمعات خالصة لهم وما ان يأتي احدهم يوصي أهله بالحضور للاستفادة من الفرص التجارية المتاحة وأغلبها كانت مرتبطة بالحكومة التوكيلات والعطاءات حتي استلموا السوق والحكومة معا عندما كان اهل دارفور لديهم العزوف والجهل عن التجارة وهم رعاه ومزارعين في الغالب الاعم والتجارة للجلابة ومنها اشتقت الاسم وعندما تنشطت فرص العمالة والتجارة في ليبيا كانت الزغاوة اول المستفيدين نسبة لانهيار البيئة في دارزغاوة وقدرتهم لاختراق الصحراء ونافسوا تجار الجلابة التقليدين بضائع جذابة وأقل تكلفة عبر أسواق التي عرفت فيما بعد باسواق ليبيا ومنها بدأت الحرب بطريقة غير مباشرة بين تجار الجلابة والزغاوة في دارفور قبل ان تنتقل الي الحرب بين الزغاوةً وحكومة الإقليم وهي بكاملها من الجلابة التي بدأت تُمارس المضايقات للزغاوة في الموانئ والضغوط الجمركية في الموانئ من سوء حظ الزغاوة وقعت احداث ١٩٧٦ التي عرفت فيما بعد بانقلاب المرتزقة وكانت مشاركة الزغاوة بنصيب فاعل والسبب انهم كانوا متواجدين في ليبيا عندما قرروا تجنيد السودانين للإطاحة بالنميري بالرغم من انهم كانوا مجرد أدوات ولكنهم تحملوا اللوم الأكبر وقد كان الزغاوي في شوارع العاصمة المثلثة كافيا ان يدفن حيّا بدون أية محاكمة وكانت المصيبة الكبيري ان اهل الخرطوم في ذلك الوقت لا يفرقون بين الزغاوي والفوراي وغيرها من القبائل الدارفورية وهم المعروفون بالجمله باسم الغرابة ولذلك أيا منهم قاده المقادير الي الخرطوم في ذلك الوقت وهو شاب دفع الثمن مع الزغاوة وشاطروهم المقابر الجماعية في الحزام الأخضر بضاحية الصحافة ومع استمرار التوتر بين عقيد القدافي والنميري واستمرار وجود الزغاوةً في ليبيا اعتبرت حكومة مايو ان الزغاوةً مصدر تهديد أمنها ووضعوا الترتيبات الأمنية الضرورية لمتابعة تحركاتهم وقد عانت الزغاوةً كثيرا من هذا الرصد في السجون ومصادرة بضائعهم والتصفيات الجسدية والتنكيل بكل صنوف العذاب في المعتقلات و بالرغم من هذه المضايقات تمكنوا من اخراج الجلابة من المنافسة وسيطروا علي اسواق دارفور وخاصة الفاشر ونيالا وتتوج انتصاهم بالانتفاضة ضد مايو ١٩٨١ بسبب قرار حكومة النميري ابقاء رجل المخابرات الطيب المرضي هو من خارج الإقليم علي راس الحكومة في دارفور بينما كل الأقاليم يحكمها بنيها بموجب دستور الحكم الإقليمي واعتبر اهل دارفور ذلك تجاوزا وقاموا بانتفاضة عارمة كانت للزغاوة دورا بارزا لأنهم في الأساس في حرب مستمر مع السلطات المحلية الجلابة الذين يدافعون لموقف أهليهم من التجار الذين كانوا يشاركونهم بطريقة غير معلنة فان هذه الثورة قطع دابر الجلابة في الإقليم وحمل الجلابة اللوم علي الزغاوة بسبب تحمسهم لهذه الانتفاضة وان القيادات الجديدة التي جاءت من أبناء دارفور ساروا في أتجاه تصفية وجود الجلابة في الحكومة أيضا كانوا من بينهم الزغاوةً الواقع ان خروج الجلابة من دارفور تعتبر نكسة كبيرة جدا لهم لأنهم يعملون كل الترتيبات الضرورية لنقل خيرات دارفور لان الحكومة برمتها بيدهم السارق والمختلس والمحاسب والقاضي والمحامي والمراجع وقد كان ما يؤلم حقا ان الأموال التي تتم نهبها لا توجد لها اثر في دارفور بل في الخرطوم الشركات والبنيات الشاهقة والمؤسسات الاقتصادية كلها من خيرات دارفور تدار في الخرطوم وتمول من دارفور بأسماء أفراد اسرهم وأحيانا حتي باسمائهم وكانت الحكومة المركزية نفسها تعلم ان كل الموظفين الذين ينقلون الي دارفور يتركون مرتباتهم لدي اسرهم وهم يذهبون علي افتراض ان يجدوا السكن المجاني ولا يصرفون علي خدمات المياه والكهرباء فالدولة كفيلة بها اماالمصاريف الخاصة فتتم تدبيرها من الميزانية للمؤسسة التي بيدهم وان كان مديرا للمدرسة فمتعهد المدرسة يدفع المرتب للمدير نظير التسهيلات لقد عاشوه حياة لا احد يحلم بها فان ابعادهم من هذا النمط من الحياة كانت قاسية ولذلك توفر لديهم أسباب الحقد للزغاوة الذين في رأيهم هم السبب ورأس الرمح وعندما عادوا الي أهليهم في دارالصباح بدأوا يحذرون من الزغاوةً بشكل مبالغ فيه ونسجوا روايات وأساطير حول ذلك من يقول يريدون الانفصال بالإقليم ومنهم من يقول يريدون الحكم الذاتي وكانت اخرها دولة الزغاوةً وليست فقط بل كبري مهما يكن ان هذه الانتفاضة كانت نقطة تحول في العلاقات بين دارفورين والجلابة وكانت بمثابة جرس الأنزار للجلابة فالانتفاضة التي شاركت الوحدات الأمنية بشكل ضمني عندما رفضت المقاومة وتلاحم قبلي غير مسبوق في تاريخ السودان أكد للجلابة ان سلطتهم غير محمية يتطلب العمل لحمايتها وهم في غفلة من امرهم من عودة سلطة الغرابة علي نموذج دولة الخليفة وبدأوا بالترتيبات الضرورية لحماية سلطتهم نعم حكومة مايو استجابت لمطالب الثورة في الحال تفاديا التطورات المحتملة في حالة أية مواجهه لان العقيد القدافي بالمرصاد وبعدها هدأت ثائرة القبائل ولكن ازدات العداء بين الزغاوةً والحكومة التي وضعت ترتيبات علي مستوي القطر لتقليم أظافر الزغاوةً منها طرد كبار الضباط من أبناء الزغاوةً من الجيش وايضاً كبار الموظفين من الخدمة المدنية علي قلتهم ونقلت بعضهم الي الأماكن النائية واصدرت مراسيم بعدم استيعاب أبناء الزغاوةً في الوحدات الأمنية والجيش والشرطة واستمرت هذه السياسة طوال عهد الحكومات التالية لمايو وكانت للزغاوة اكبر مآخذهم لحكومة نميري جعلت منطقة. دار زغاوة مكانا لتصفية الحسابات بين سادات و القدافي وكل منهما مدعومة من أمريكا وروسيا لدعم. طرفي الصراع التشادي التشادي 1982-1985 وقد كانت البؤرة الوحيدة في العالم كانت ساخنة في عهد الحرب الباردة لقد تضررت مناطق الزغاوةً كثيرا من جراء القصف الجوي والمعارك التي دارت رحاها في بلاد الزغاوةً وكان ذلك في صمت تام اعتبر الزغاوةً. ذلك امتدادا للانتقام المعلن عندما قال نائب الريئس الجمهورية وقته ابوالقاسم محمد ابراهيم لا زعاوة بعد الْيَوْمَ علنا في تلفزيون القومي دلك ترخيصا للتنكيل بهم
من المهم جدا توثيق انتهاكات حكومات المركز.. فى دولة انبنت اساسا على تصفية عناصر معينة لصالح الوافد العربى.. الذى يرفض وبأصرار شديد أن يشاركه فى الوطن... أهله الاصليين...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة