لماذا تفعل حكومة الاخوان المسلمين، بالشعب كل هذا ؟! لماذا ترفع الأسعار، حتى تعجز الأسرة، عن أن تأكل " كسرة بالموية" ؟! ثم تزيد سعر الكهرباء، وسعر البنزين، فترتفع جميع الأسعار، بسبب إرتفاع سعر الترحيل، حتى يصبح سعر حبة الطماطم، يساوي يومية العامل ؟! وحين يجأر الناس بالشكوى، ويحتجوا، يضربوا بالرصاص، ويعتقلوا من بيوتهم، ويعذبوا بواسطة الأمن في المعتقلات .. ثم بعد كل ذلك، تقوم الحكومة برفع اسعار الأدوية، لأنها تركتها تستورد بالدولار، بسعر السوق، الذي بلغ بسبب خطل السياسات المالية 18 ألف جنيه سوداني !! وليتها كانت زيادات معقولة، فالدواء الذي كان ب 50 جنيهاً، أصبح ب 120 جنيهاً، أي بزيادة حولي 140% وبعض الأدوية المنقذة للحياة، أصبحت فوق طاقة المرضى، فقد جاء (تباينت أسعار بخاخ الأزمة "سيمبا كورت"، بين 701 جنيه و750 جنيهاً في صيدليات بمدينة بحري، و 742 جنيهاً في صيدليات في شوارع الحوادث بالخرطوم، و760 جنيهاً بمدينة بورتسودان. وأرجعت صيدلانية بإحدى صيدليات الخرطوم في تصريح لـ "الجريدة" أمس، اختلاف أسعار "البخاخ" لتعدد الشركات المستوردة، وعدم التزام بعض الشركات بالسعر الذي حدده المجلس القومي للأدوية والسموم. وأكدت ذات الصيدلانية عجز الكثير من المرضى عن شراء الدواء بالتسعيرة الجديدة رغم توفره في الأيام الحالية، وعدم وجود بديل له، وأشارت لظهور دواء "أوبستر كال" بعد أختفائه تماماً من السوق في الفترة الأخيرة، وقالت "لكنه عاد الاَن بعد تطبيق الزيادة الأخيرة"، وأبانت أنه دواء ضروري لمرضى الكلى)(الجريدة 22/11/2016م).
والمواطنون الذي ربطوا الحجر على بطونهم من الجوع، وتحملوا العيش دون أكل، فقدوا الآن القدرة على شراء الدواء .. ولما كان تحمل المرض أقسى من تحمل الجوع، فقد دفع الألم بعض الذين عجزوا عن شراء الدواء، الى الانتحار، والتخلص من حياتهم، حتى يوقفوا آلامها !! بعد كل هذا، تطلع علينا الصحف اليوم، تأكد إعلان زيادات جديدة لسعر السكر، وزيت الطعام !!
لقد ذكر السيد الرئيس، أن الزيادات لو لم تحدث لأنهار الاقتصاد، وإنهم قاموا بها من اجل إتقاذ البلد من الإنهيار !! مع أن توفير مبلغ 200 مليون للدواء، كان يمكن ان يتم بخفض الإنفاق الحكومي، وتقليل مخصصات الوظائف الدستورية، والإقتراض من شركات جهاز الأمن، وشركات أعضاء التنظيم، داخل وخارج السودان. ولو صدق الرئيس شعبه، لقال أن هذه الزيادات مقصود بها توفير أموال لأهله وعشيرته !! فقد جاء (وكان وزير العدل قال أمام جلسة المجلس الوطني أمس ، أن موظفين في بنك السودان المركزي متورطون في اختلاس أموال مخصصة لدعم شراء الأدوية ، وأنه تم القبض على 9 من بينهم مدير بنك سابق . واتهم أشخاصاً – لم يسمهم – بالاستيلاء على 230 مليون دولار من أموال الدواء. وقال المصدر : " إن الأشخاص الذين قصدهم الوزير في حديثه أمام المجلس، ولم يسمهم، هم عبد الله البشير شقيق المشير عمر البشير وبعض أنسبائه وأقاربه مستغلين الحصانة التي يوفرها لهم عمر البشير" .وأضاف بأن وزير العدل تحدث عن تسوية تمت بموافقة القيادة السياسية مع المتهمين لإرجاع الأموال كان يقصد بها الأوامر الشفهية التي أصدرها عمر البشير لوزير المالية ومدير البنك المركزي بإغلاق الملف وتقديم موظفين ببنك السودان كقرابين وكباش فداء لأسرة "الرئيس")( حريات 25/11/2016م). لماذا لم يذكر وزير العدل، المجرمين الذين استولوا على أموال الدواء، وعرضوا حياة المواطنين للخطر، حتى يجنوا الأرباح الطائلة، من المال الحرام ؟ ولماذا تعقد معهم صفقات، خفية، بدلاً محاكمة علنية ؟! ومن الذي صدق لهم بتلك الأموال ؟! وهل تجاوز القيادة السياسية العليا أم أنها على علم بهذه الكارثة وعلى رضا بها ومشاركة في عائداتها؟!
ولم تكتف حكومة الاخوان المسلمين، بدفع الشعب الى حافة المجاعة بالغلاء، و حافة الموت بالمرض، وتعذر الدواء .. وإنما أطلقت عليهم مليشياتها، يقتلون الأبرياء العزل، ويثيرون الهلع، وينهبون الممتلكات، فقد جاء (اعتدت قوات الدعم السريع – مليشيا الجنجويد الملحقة بجهاز الأمن – على المواطنين ونهبت أموالهم وممتلكاتهم بمنطقة القطينة بولاية النيل الأبيض ، ما أدى إلى إصابة 15 من المواطنين بإصابات بالغة ، ومقتل 5 من المليشيات واستشهاد رقيب بالقوات المسلحة بعد تدخلها لحماية المواطنين. وأكد شهود من أبناء المنطقة أن قوات ما يسمى بـ "الدعم السريع" بدأت اعتداءاتها على المواطنين مساء الأربعاء الماضي 16 نوفمبر حيث تحرشت بالنساء ونهبت الأموال والممتلكات والهواتف وبعض المحال التجارية. وأضاف الشهود أن المواطنين الذين حاولوا الدفاع عن أعراضهم وممتلكاتهم ونجدة جيرانهم تعرضوا لاعتداءات وحشية نقلوا على إثرها إلى مستشفى المدينة وتم تحويل بعضهم إلى مستشفيات الخرطوم لخطورة الحالة. واستدعت الفوضى التي خلفتها المليشيات بالمدينة تدخل قوات من الجيش ، حيث تتمركز الكتيبة 22 مشاة ، وفتحت المليشيات النار على قوة الجيش التي ردت عليهم بالمثل ، واستخدمت أسلحة الدوشكا في المواجهات ، واستطاعت قوة الجيش فرض سيطرتها بعد مواجهات استغرقت وقتا طويلاً بعد أن احتمت عناصر المليشيات بالمواطنين في أحياء المدينة ، وأسفرت المواجهات عن مقتل 5 من عناصر المليشيات وأستشهاد رقيب بالقوات المسلحة يدعى حماد يونس بليل ، وسقط عشرات الجرحى بين الطرفين)(حريات 20/11/2016م). هذه القوات، التي صرف عليها بسخاء من أموال المواطنين، تركت ميدان القتال مع الحركات المسلحة، وهاجمت العزل الأبرياء، في المدن، والقرى الآمنة .. وحكومة الاخوان المسلمين لا تستطيع أن تدين هذه الهمجية، ولو بمجرد عبارات !! وقوات الجيش التي تصدت لمليشيات الجنجويد، طارت شائعات بأن قائدها قد استدعي من قبل الحكومة، ليحاسب على دفاعه عن المواطنين العزل الأبرياء !!
ولأن هذه الجريمة، النكراء، مرت دون مساءلة، فقد تم تكرارها، فقد جاء ( اقدمت عناصر من جيش حميدتي على ذبح شقيقين بمنطقة جبل أولياء جنوبي الخرطوم؛ حيث لفظ الشقيق الاكبر انفاسه الاخيرة على الفور؛ بينما تم اسعاف شقيقه الى مستشفى الامل لتلقي العلاج. وعلمت "الراكوبة" من مصادر واسعة الاطلاع ان عناصر من "جيش حميدتي" اصطفت بمثلث جبل اولياء وقامت بعمليات تخريببة واسعة؛ واقدمت على ذبح شقيقين من الوريد الي الوريد؛ وقامت بالهروب. وذكرت المصادر ان الشقيقين ينتميان الي قبيلة الجموعية؛ الامر الذي ادى لظهور حشود كثيرة تولت عمليات البحث عن الجناة ومطاردة عناصر جيش حميدتي)(الراكوبة 23/11/2016م). على مثل هذه العصابات الجبانة، تعتمد حكومة الاخوان المسلمين، وهي إنما تسلح هذه المليشيات، وتعطيها حصانة، ضد أي نوع من المساءلة، لأنها تريدها لضرب الشعب، إذا احتج على مخطط الموت، الذي وضعته فيه الحكومة.
إن حكومة الإخوان المسلمين، لا تملك مبرراً واحداً للبقاء.. ولقد ساقها الفساد المستشري، لتظهر للشعب على حقيقتها، كعصابة لا تحفل بموت المواطنين أو حياتهم، وهي تبطش بالطلاب وبالنساء، والأطفال، دون رحمة، بغرض ارهاب الشعب، وسوقه الى الإستكانة، عن طريق إذلاله .. ولكنها لفرط عدم توفيقها، ولشدة جشعها، وفسادها، ضغطت على الشعب، حتى جعلته يرى في استمرارها الموت، وفي موتها، خلاصه من كل آلامه، ومعاناته، وهو وضع ليس بعده إلا زوال حكومة الإخوان المسلمين، رغم أنوفهم !!
كيف يرى الاخوان المسلمون حكومتهم هذه ؟! إنهم يرونها المهديّة عائدة من جديد !! فقد جاء (وصف نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن تجربة القوات المشتركة بين السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى بالمتميزة، واعتبرها نموذجاً للتعاون ومحاربة التمرد، وامتدح لدى مخاطبته اللقاء الجماهيري بمحلية أم دافوق بجنوب دارفور أمس، جهود المواطنين وتوحدهم خلف قيادة الدولة، كما وقفوا في السابق مع الثورة المهدية تحت راية الخليفة عبد الله التعايشي، معتبراً الانقاذ النسخة الثانية من المهدية)(السودان اليوم 23/11/2016م).
والمهدية من أسوأ الحقب في تاريخنا، فقد عم فيها الفساد، وسوء الإدارة، وأنتشر فيها الظلم، والقتل، والبطش بالأبرياء، وسادت الفوضى، حتى جاء المثل السائر (أصلو الدنيا مهدية ؟!) .. ووجه الشبه بين المهدية وحكومة الاخوان المسلمين، أن كلاهما رفع شعارات دينية كبيرة، عجز عن تحقيقها، وساق الفساد وسوء الإدارة، كلا النظامين، لدفع البلد الى مجاعة. وكان " الجهادية" من مليشيات الأنصار، يقومون بما يقوم به "الجنجويد" اليوم، من إعتداء على العزل، وقتلهم، ونهبهم، دون ان تقوم الحكومة بمعاقبتهم !! فقد جاء (وفي رواية أخرى أن أحد الأنصار سأل المهدي: " كيف اتبعك هؤلاء الأعراب الأجلاف؟ فتبسم المهدي وقال له : يا أخي إن هؤلاء الأعراب الى الآن لم يتبعوني على ما أطلبه من إقامة الدين. وقد حضرت لي جوابات في هذا اليوم من أبا بأن منهم جماعة قتلوا سبعة من المسلمين ظلماً وعدواناً. ولكن يا أخي أنا لما ألزمت بأمر المهدية، وتحتم عليّ، ولم أجد منه خلاصاً، كاتبت أهل المكانة وأهل الدين وطلبت منهم إجابة دعوتي، والقيام معي في تأييد أمر المهدية على حالة مقبولة عند العقلاء. فمنعهم الجاه من إجابة دعوتي، فدعوت هؤلاء الأعراب الأجلاف، فأجابوني في الحال، فلزمني لهم حق الصحبة القديمة. وجاءت المهدية على هذه الحالة المشوشة عند العقلاء حسب طباعهم وحسب مراد الله فعلى الناس ان يصبروا على جفوتهم حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا)( مكي شبيكة-السودان في قرن –الطبعة الثانية ص247).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة