:: قد يفشل المسؤول، وقد يعجز عن فعل شئ ما، وقد يخطئ في التقدير، وكل هذا لا ينتقص من قدره في حال أن يعترف ويعتذر ثم يجتهد ويُصوًب الخطأ..ولكن يجب على المسؤول ألا يكذب على الناس إطلاقاً ومهما كانت الأسباب والمواقف..وناهيك عن الناس، بل يجب ألا يكون المرء مسؤولاً - حتى على آل بيته - في حال إدمانه للكذب .. ومع ذلك، فمن الأقدار أن بعض الذين يديريون الحياة العامة في بلادنا يتنفسون الكذب ..!! :: فالحلقة موثقة في المواقع الإلكترونية، ويُمكنكم الرجوع إليها وإعادة مشاهدتها، وكانت عن قضية أسعار و (تسعيرة الأدوية)..قبل عام تقريباً، في برنامج (حتى تكتمل الصورة)، وكان يعده ويقدمه الأخ الطاهر حسن التوم بقناة النيل الأزرق، ذكرت بالنص : بأن بلادنا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستورد شركاتها الأدوية وليست عليها (ديباجة السعر)، وأن بلادنا هي الدولة الوحيدة التي لا يعرف مريضها قيمة أدويته إلا بعد أن يسأل الصيدلي..!! :: وقلت - في ذات الحلقة- بان العالم المتحضر من حولنا، بواسطة أجهزته الرقابية، تجاوز منذ عقود مرحلة رقابة الأسعار بالديباجات إلى مرحلة نشر الأسعار في المواقع الإلكترونية بحيث يكون المواطن شريكاً في الرقابة ..ولكن في بلادنا أسعار الأدوية مخبوءة في (كتاب محفوظ)، بطرف مجلس الأدوية فقط، بحيث لا يتمكن - حتى الصيادلة - من الوصول إليه، وناهيكم عن المواطن المستهدف بهذه الأسعار..!! :: يومهاً، نفت سمية أكد وزيرة الدولة بالصحة حديثي، و ذكرت بأن لمجلس الأدوية موقع الكتروني وعلى الموقع قائمة أسعارالأدوية..ولم أجادلها في النفي، وتواصل الحوار إلى حلقة أخرى..ويبدو أن فريق الاعداد قرر أن يبدأ الحلقة التالية بفتح جهاز الحاسوب أمام المشاهد لتقرأ لهم وزيرة الدولة بالصحة قائمة أسعار الأدوية..وهذا ما حدث، لقد جاء الأخ الطاهر التوم بجهاز الحاسوب، وفتح الموقع الإلكتروني لمجلس الأدوية، وبحثت الوزيرة وكل ضيوف الحلقة - على الهواء مباشرة – عن قائمة الأسعار، ولم يجدوها .. ولم تعتذر الوزيرة للمشاهد، بل قالت بلامبالاة : ( الغريبة ناس المجلس قالو لى خاتين الأسعار)..!! :: هذا ما حدث قبل عام، وموثق بموقع اليوتيوب.. أي رغم أنف دولار البنك المركزي، لم يمارس مجلس الأدوية رقابة على أسعار الأدوية طوال السنوات الفائتة، وكان شريكاً أصيلاً في فوضى الأسعار، ولذلك كان المواطن يتفاجأ بأكثر من ثلاثة أسعار للصنف دوائي..وفي تاريخ هذا المجلس لم يتم إستيراد أدوية عليها ديباجة أسعارغير أدوية تم إبعادها من السعودية - لعدم مطابقتها للمواصفة - ليتم توزيعها في السودان بواسطة إحدى شركات رئيس شعبة المستوردين و بعلم مجلس الأدوية، وكانت على الأدوية ديباجة أسعار بالريال والهللة .. !! :: وتحويل الشعب إلى مكب نفايات بعلم السلطة الرقابية جريمة ترتقي عقوبتها لحد الإعدام، ولكن في الدول التي أنظمتها وقوانينها تحترم شعوبها وكرامة أوطانها.. وهنا ماتت قضية الأدوية السعودية غير المطابقة للمواصفة في أوكار تحالف السلطة والمافيا رغم أنف الصحف التي ضجت بالحدث..!! :: وبعد كل هذا، يُعلن الأمين العام لمجلس الأدوية - في صحف الأمس - عن نشرهم لأسعار الأدوية على الموقع الإكتروني للمجلس، أي أسعار ما بعد رفع الدعم.. ثم تهدد وزيرة الدولة بالصحة الشركات بألا تتجاوز نسبة زيادة الأسعار في أي صنف دوائي (150%)..حسناً..رائعة قائمة الأسعار بالمواقع الإلكتروني للمجلس، وكذلك نسبة الزيادة ممتازة، ولكن يؤسفنا خلو القائمة من أدوية الكذب والفشل والفساد ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة