حديث المدينة الأربعاء 18 يناير 2017 من سياق الوصف الذي سمعناه من السادة الذين اعتقلوا تحفظياً خلال الأشهر الماضية.. تبدو صورة المكان الذي احتجزوا فيه بسجن كوبر موغلة في القسوة. حسب وصفهم- كانوا محتجزين في غرفة أبعادها لا تتجاوز 5 في 7 أمتار.. يزدحم داخلها نحو أربعين شخصاً.. ينامون على الأرض شبه متلاصقين فوق أفرش صغيرة الحجم، وضعيفة السُمك.. أنفاسهم متداخلة.. بصورة لا يستطيع الفرد أن ينقلب إلا بعد أن يقف ثم يستلقي مرة أخرى.. ويتقاسمون- كلهم- حماماً واحداً، لا يستطيع الفرد الحصول على فرصة دخوله إلا بشق الأنفس في عمق الليل؛ من شدة الزحام، وطول طابور المنتظرين.. وقضوا على هذاالحال فترة الاحتجاز الطويلة التي بلغت لبعضهم نحو شهرين. ورغم أن الغالبية العظمى من المحتجزين في هذه العنابر بسجن كوبر كانوا في قضايا (غير) سياسية.. ترتبط بالاتجار في البشر، أو تزوير العملة، أو غيرها من جرائم أمن الدولة.. إلا إن الأمر- كله- في النهاية محسوب على سمعةالجهاز.. فلماذا لا يعاد تأهيل هذه العنابر؛ لتصبح في أفضل وضع إنساني.. يليق بكرامة الإنسان، الذي كرّمه الله من حيث كونه إنساناً (ولقد كرمنا بني آدم). بعد الفرج الذي تحقق برفع الحظر الاقتصادي الأمريكي محمولاً على شهادة بتحسن الأحوال الأمنية في السودان، يستحق الأمر مزيداً من (الحساسية) الداخلية في المسائل التي تمس حقوق الإنسان. نشرنا- هنا- في التيار قبل بضع سنوات قصة الرجل السوداني الذي اختطفته المخابرات الأمريكية من كينيا، ثم قُدم إلى القضاء الأمريكي، وحكم عليه بالسجن عشر سنوات في أعتى السجون الأمريكية تحت الأرض.. كان ملفتاًللانتباه كيف كان يقيم في غرفة مجهزة بكل أدوات الراحة.. ويسمح له بطلب أي كتاب، ويستجاب لطلبه مهما كان الحصول على الكتاب عسيراً، ويُقدم له أفضل الطعام.. بل ولطول مدة السجن وفروا له دورات تعليمية في مختلفالعلوم، التي يرغب فيها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، ونال عدة شهادات أكاديمية معتبرة وهو داخل السجن. توفير غرف أو عنابر لائقة ومرافق صحية كريمة- وربما- مكتبة، ومكان لمزاولة الرياضة للمحتجزين لا يقلل من هيبة الدولة، بل يرفع من شأنها في أعين مواطنيها.. ويساهم في تحسين الصورة الخارجية، خاصة لدى منظمات حقوقالإنسان الدولية.. بينما لا تكلف أموالاً طائلة، ولا تتطلب جهداً كبيراً. أتمنى من سعادة الفريق أول محمد عطا مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني.. وتزامناً مع الإنجاز الضخم.. افتتاح المقر الجديد لـ "الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية" (في ضاحية سوبا).. أن يأمر بإعادة تأهيل عنابرالاحتجاز في سجن كوبر.. وبقية المعتقلات في سجون السودان الأخرى. الإنسان أغلى أصول الدولة لا يقلل من قدره حتى وهو رهن الاعتقال، وصون كرامته أقل ما يستحقه من الدولة. altayar
تحيةنحيلكم الي التاريخ....يوم قال المتنبئ : وماذا بمصر من المضحكات لكنه ضحك كالبكاء...يقولون ايضا ان شر البلية ما يضحك...ما يدعو الي الضحك المبكي هو هذه الاسطر الباهتة رجاءا من عثمان ميرغني الي المدير العام لجهاز الأمن لتحسين بيئة السجن...
بمعني ألأ مندوحة في الاعتقال والحبس والحجز والقهر ولكن(بالذوق الأمني كاتم الحريات...) ...القوسين من عندي للانتباه لمثل هذه الكتابات التي يعلوها صدي ضيق الأفق... وعدم التبصر..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة