:: الخطيب، سكرتيرالحزب الشيوعي، يُرحب برفع العقوبات الأمريكية باعتباره كان من مطالب الحزب الأساسية، وأن التمتع بعلاقات متميزة مع كل دول العالم من أهداف الحزب ..وصدقي كبلو، رئيس اللجنة الاقتصادية بالحزب، يطالب الحكومة بحظر استيراد السلع غير الأساسية، وإدارة النقد الأجنبي بدلاً عن عرضه ..موقف واضح لقيادة معارضة للحكومة، وليس للبلاد وشعبها .. وكذلك بيان حزب الأمة، فقد كان ترحيباً مشوباً بالحذر ..!! :: وكل قوى المعارضة، وكذلك الحركات، ترحيب بالقرار ثم تحذير الحكومة بعدم إستغلال القرار ضد السلام والحريات .. هذا التوجس مشروع، ولكن آن الأوان بأن تغادر قوى المعارضة محطة ردود الأفعال إلى ميدان الأفعال بأفكار ومبادرات وتنازلات تصنع السلام والاستقرار السياسي .. فالتوكل شئ والتواكل شئ آخر، و للأسف قوى المعارضة لاتزال في محطة التواكل ثم الرهان على الحكومة ذاتها في التغيير نحو الأفضل .. وفي الخاطر مشاهد التواكل التي لا تحصى ولا تعد، وعمرها بعمر هذه الحكومة ( 27 عاماً)..!! :: ولعلكم تذكرون، عندما يُكمل منتخبنا الوطني مبارياته - بالهزائم - مع منتخبات مجموعته في منافسات الصعود إلى نهائيات كأس العالم أو كأس إفريقيا، لاتعترف كوادر التدريب في بلادنا بالهزائم والخروج من المنافسة..بل، تواصل في بث مسلسل أمل الصعود إلى نهائيات المنافسة، بحيث يطل أحدهم على المشاهد من أستوديوهات التلفاز ويسهب في بث أمل الصعود بتحليلات من شاكلة : ( لو كينيا غلبت الكامرون نحن ح نصعد)، ( لو تونس هزمت الجزائر، و زامبيا اتعادلت مع مصر، نحن ح نصعد).. !! ::هكذا يُعلقون آمال الجماهير على أقدام لاعبي منتخبات الدول الأخرى رغم أنف المثل ( ما حك جلدك غير ظفرك)..وبالملعب السياسي أيضاً لاتزال قوى المعارضة تواصل بث ذاك النوع من الأمل، وهو الأمل المسمى - في الفقرة أعلاها - بالتواكل الرياضي، ليُسمى هنا بالتواكل السياسي.. وطوال الربع قرن الفائت، لم تراهن قوى المعارضة على برامجها ومناشطها وأفكارها في (التغيير نحو الأفضل)، بل راهنت على أحداث تصنعها الحكومة مع ذاتها أو مع أطراف أخرى..!! :: وعلى سبيل المثال القديم..(بعد المفاصلة)، شرعت قوى المعارضة في بث مسلسل التواكل السياسي :( لو الترابي غلب البشير الحكومة ح تسقط، ونحن ح نصعد).. ولم يصعدوا، لأنهم علقوا آمالهم في نتيجة (مبارة البشير و الترابي)، بدلاً عن بذل الجهد في مبارياتهم.. وكذلك كان حالهم بعد سنوات نيفاشا..لم يبادروا بالبرامج والأفكار التي تحول (الحكم الثنائي) إلى (حكم جماعي).. بل جلسوا على مقاعد التواكل بتحليل من شاكلة ( لو علي غلب البشير الحكومة ح تسقط، ونحن ح نصعد)..!! :: ولم يصعدوا لأنهم لم يجتهدوا في مبارياتهم، بل علقوا آمالهم على نتيجة مباراة ( البشير و علي )..هكذا حال تواكل أحزاب المعارضة.. الرهان على (أحداث حكومية)، وليس على مبادراتهم و أفكارهم ..ولم تعظهم التجارب و الدروس بحيث يعملوا بتلك الحكمة - ما حك جلدك غير ظفرك - بدلاً عن متابعة مباريات الحكومة و الرهان على (نتائجها)..واليوم، رغم وضوح حالة الطقس الأمريكي، لاتزال قوى بالمعارضة ترفض الحوار، ثم تراهن على : ( لو ترامب لغى القرار، الحكومة ح تسقط ونحن ح نصعد).. لقد سئم الشعب من هذا التواكل، فإرتقوا بأفكاركم ومبادراتكم..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة