لفهم واكتشاف تاريخ اقاليم جنوب وادي النيل يجب دراسة تاريخ ونشاط الرق في المنطقة واسواقها. فالسودان هم عصابة مختلطة قامت اولا من خليط أجنبي صغير لا اسم له قبل ان يطلقوا على أنفسهم كوشيين عام 780 ق م. وتلك العصابات هم من انتاج الهكسوس مع البربر المشواش وما جلبوهم من غرب افريقيا.
كان هدف الهكسوس من صنع مستعمرة الكوشيين التي صارت لاحقا مستعمرة السودان هو اولا لربط اسواق افريقيا الهكسوس بالشام بعد ان قطع الملك أحمس الاول عام 1523 ق م الطريق بينهما وثانيا الاستعداد لغزو كمت وإعادة احتلالها من الجنوب
وبعد سقوط مصر تحت احتلال عصابات مختلفة من الاتجاهات الأربعة كلهم من الهكسوس العموريين والتركمنغول بدءا من الغزو الفارسي عام 343 ق م ولمدة 2300 سنة متواصلة صار الاعتماد على شواطئ البحر المتوسط لتجارة الرق أكبر. لذلك في الفترة من الميلاد وحتى عام 1000م كان الرق يمارس في السودان بشكل ضعيف وكان الطريق الفرعي لأسواق الرق صعب لأنه يمر بمستعمرة البطالمة في مصر.
وصارت الطرق الرئيسية لتجارة الرق تمر عبر بربر شمال افريقيا بساحل طويل وخيارات عديدة وسهلة. ولم تكن العربية والشام والعراق هم الأسواق الرئيسية. لذلك نجد السودان النيلي في تلك الفترة فقد اهميته في الرق في مقابل رق السودان القاري. وانحصر اهتمام الرومان المحتلين مصر بعد البطالمة بالسودان لاحقا في وقف انتشار الرسالة اليسوعية والتي تحصنت في اقليم التيجراي.
ومنذ الميلاد وحتى تاريخ حملة الامبراطور عيزانا لأكسوم واسقاطه كوش عام 350 ميلادي لوقف غارات رق السودان كانت تلك فترة ضعف وتخبط للسودان النيلي. وازدادت الاوضاع سوءا وفوضي حتى علي صيادي وتجار الرق من 350 الي 500 ميلادي لعدم وجود اي سلطة مستعمرة. وهذا الامر انتبه له الرومان باعتباره فراغ يسمح للرسالة العيسوية بالانتشار فيها وبالتالي تهديد مستعمراتهم في مصر وشمال افريقيا وربما غرب اسيا
لذلك اقام الرومان منذ 400-500 ميلادي انظمة عميلة في السودان بدون احتلال مباشر هم نوبتيا وعلوة ومقرة اولا لوقف التبشير العيسوي القادم من التيجراي ثم لتروج لمسيحية رومانية مصنوعة بعناية لمحاربة الرسالة العيسوية في التيجراي وغرب اسيا
لذلك باختصار ال 500 سنة الاولي بعد الميلاد كانت فترة رق بائس وضعف وفوضي أسواق رق وفقر وتخبط. وفي ال 500 سنة الاخيرة كان اولها انتشار مشروع مسيحية رومانية السياسي ولم يكن ديني ابدا وكان ايضا مشروع ضعيف بلا مردود اقتصادي مجز من الرق والنهب
وعندما ظهور الامويين عام 660 لفترة وجيزة كانوا منشغلين بأنفسهم وبالشام وتمكين العموريين ولم تكن لهم حاجة في السودان ورقيقه لطبيعة العموريين الا بقدر بسيط جدا.
ولكن هذا الوضع في اسواق وصيد وتجارة الرق في المنطقة تغير منذ استيلاء العباسيين على السلطة عام 750 ميلادي وازدادت مع الوقت حاجتهم للخدم والعمال وليس الجند المرتزقة وبالتالي نظروا للسودان والحبشة كأقرب الموارد.
وهذا تحديدا ما جعل العباسيين يسلحون عصابات رقيق المجرمة يوديت لمهاجمة واسقاط وتدمير مملكة اكسوم في التيجراي عام 930 ميلادي بشكل بشع للغاية. وتلي ذلك صناعة حكام الأمهرة والتجرينية والتجري وتقسيم وطن وشعب التيجراي الي تيجراي وأمهرا وتيجرينية وتيجري ليكونوا وكلاء لهم لصيد وتجارة الرق.
ثم اضاف العباسيين لعصابات الأمهرة والتجرينية والتجري لاحقا عصابات الفونج على الجانب السوداني في الفترة من 1000 الي 1500 ميلادي. فكانت تلك بداية نشاط الرق الكثيف واستعادة السودان مكانتها كمصدر رئيسي للرقيق والقريب والسهل الي مستعمرات العباسيين في بغداد والشام والعربية.
وفترة الفونج عام 1500 ميلادي هي كانت مقدمة لفترة تلتها ومواصلة لها وهي التركية الاولي عام 1820 م بيد محمد علي. والفترة منذ 1500م ظهر فيها الفولاني الفونج والجعليين والبني عامر والبقارة وحظائر كردفان في مسبعات وتقلي وغديات. وفي الفترة التالية لاحتلال محمد علي عام 1820 سيطر على السودان الفولاني بمسميات الفونج والجعليين والبني عامر والفور وغيرهم بالإضافة الي عصابات فولاني اسود جديدة جلبهم من سلطنة الفولاني لدان فوديو في نيجيريا
https://wp.me/p1TBMj-1Dahttps://wp.me/p1TBMj-1Da
<القاء الضوء على مستعمرة السودان من الميلاد وحتى ظهور الفونج 1500م.docx>
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/08/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة