إنه ليس جميلاً أن نتباكا جميعنا على اللبن المسكوب بل أن نعمل جمعنا على أن لا نمر بتلك الحالة ! مع ذلك نقول أن الإخوان قد أورثونا خراباً نحتاج معه إلى ما يُقارب الخمسين العاماً وذلك مع عملِ جادِ لتجاوزه ! كيف ولا ؟! خطط الإخوان للإنقلاب على النظام الديمقراطي بدراسة ممنهجة وبالفعل تم لهم ذلك في الثلاثين من يونيو عام 1989م أنني لست صغيراً فقد عاشرت الإخوان في المراحل الدراسية وخلصت إلى أنهم : ليسوا أسويا ! وأنهم يطبقون نظرية ميكافيلي (الغاية تُبرر الوسيلة) جاء النظام الإخواني إلى سدة الحُكم ، مزدوجاً : عسكر (عُمر حسن البشير) ومدنيون (حسن عبد الله الترابي) وجاؤا بفكر ساذج – وهكذا – نهجهم في الحياة فقد دمروا ماكان قائماً تدميراً تاماً بداءً بالإنسان السوداني وإنتهاءً بالمشاريع العملاقة : السكة حديد ... مشروع الجيزرة ... النقل الميكانيكي وتلك ما هي إلا أمثلة حية ! عزل الإحوان السودان والمجتمع السوداني عن المجتمع الدولي فعزلهم ذلك المجتمع فبات السودان معزولاً عن الإنسـان على ظهر هذه الأرض طيلة حكمهم ! داخلياً – أي سياستهم الداخلية فقد طبقوا سياسة وفكر عنصري فقد فرقوا بين الأخ وأخيه الإبن وأبيه والزوج وزوجته ونسوا الله جل جلاله ونسو الموت ! إن الخراب كان كبيراً فجاءت الحكومة الإنتقالية لتواجه دماراً وكما قلنا يحتاج السودان معه إلى ما يُقراب الخمسين عاماً حتى تعود المياه إلى مجاريها وأول ذلك خراب الإنسـان السوداني واللذي كان يُعرف بجميل الأخلاق والأمانة والكرم والمروءة حيث ذهبت تلك الصفات الجميلة إلى أدراج الرياح وحلت محلها صفات (شينه)! كسوء الاخلاق والجشع والأنانية والطمع وإنتظمت تلك الاخلاق والصفات السيئة كل السودانيين إلا ما رحم ربه بهذا وذاك كله جاءت الحكومة الإنتقالية لتواجه خراباً يشيب له الولدان ! . إلا أننا نجد أن أهم ما للحكومة الإنتقالية ، فكر الحصار الدولي عن السودان حيث أصبح السودان وشعبه يتحرك وهو حُر في سياسته الدولية والمحلية كما أنه نجد : حرية الرأي وذلك ما إنتظم كتابات الكُتاب السودانيين في الصُحف خاصة كانت أم حكومية وهذه محمدة كبيرة . إن مُعظم الذين تبوؤا مناصب حكومية في الحكومة الإنتقالي ، عبارة عن شباب لم تعركهم الحياة من قبل حتى أصبح (إتخاذ القرار موضوع بالغ الأهمية) : وإذا أتخذ القرار ، فإنه يظل (أدراج المسؤولين ولا يجد متابعة وتنفيذ) . إن ذلك ما يُحسب على الحكومة الإنتقالية . كما قلنا في صدر هذا المقال المتواضع ، يجب أن لا نبكي جميعنا على اللبن المسكوب ولكنا يجب أن نُحلل لماذا إنسكب ذلك اللبن ونعمل جادين على عدم تكرار ذلك ! عزيزتي القارئة، عزيز القارئ ذلك ما نوينا أن نوضحه من هذا المقال المتواضع فإن أخطأت فمن عمل الشيطان وأن أصبت فمن الله جل جلاله ... إلى الأمام وأن لا نفوقت ساعة واحدة تضيع منا لإعمار سودان الجدود . آخر دعواناً ان الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة