لستُ متشائماً ولم أكُ أبداً كذلك لكني من معطيات واقع مرير عَبَر إلى (عقول!) مواطني السودان من نافذة مغضوب عليها منذ زمن بل عقود من عمر زمن السودان وشعبه – تحديداً – منذ فجر إستقلاله في الأول من يناير من عام 1956م ، جرى تحت (السطح!) ماءً أثر على (نمط!) وعقيدة وأخلاق وتفكير المواطن في هذا البلد المعطاء فتبدل كل ما هو جميل وحميد : الدين تبدل إلى – لا نقول – لا تدين ولكنَّ نقول إلى إعتقاد (على خفيف!) حيث نجد خشية رب العرش العظيم في خبر كَانَ! وتغيرت تماماً الأخلاق (السمحة!) والتي كانت (سمة!) خاصة مَيَزت شعب السودان عبر الأزمنة والأمكنة حيث تبدل الكرم إلى اللاكرم والجشع والصدق إلى الكذب والنفاق وتغيرت الأمانة إلى الخيانة وتبدلت صفة نجدة المضطر والمظلوم إلى صفة تعسة وهي : سيبك ، كل شاةٍ معلقةٍ من عصبتها وخليه يأكل ناره (وما علينا!). كل ذلك مما يحاك في السر والعلن وعن خطط مدروسة للإيقاع بمواطن السودان في شِراك الذُل والهوان – نكرر – نمط تفكير إنسان السودان ، صدأ وتبلد وهذا ما سنرى عبر هذا المقال المتواضع... صحيح ، فإن شعوب العالم لها ضلع ليس بالهين في هذا الأمر فالسودان ، بلاد الشمس المشرقة ، يتمتع بموقع فريد فهو (جسر!) مهم يربط شمال قارة إفريقيا العجوز بجنوبها وتميزه مناخات متنوعة المناخ الصحراوي... مناخ السافنا الغنية والفقيرة والمناخ الإستوائي ويجري نهرالنيل الخالد فيه قاطعاً الأميال (ليرتاح!) في مصبه غرباً عند البحر الأبيض المتوسط ... هذا كله بالإضافة إلى تربة خصبة وثروة حيوانية تتغذى على مراعي طبيعية وبالتالي غابات تنتج الأخشاب وحطب الوقود وتحمي البلاد من الزحف الصحراوي إن هي قد سلمت من القطع الجائر والحرق ذلك قليل من كثير! قلنا وكررنا : أن شعب السودان لم يجد من يأخذ بيده إلى ساحات الرقي والتطور والرفاه وذلك منذ عهود الإستعمار البغيض ثم عهود الحكومات الوطنية عسكرية أم ديمقراطية ولعلك – عزيزي القارئ ، عزيزتي القارئة – إن علمتما أن نسبة الأمية قد تجاوزت (60%!) وبالتالي فالفقر تجاوز تلك النسبة المخيفة. نعود إلى مقالنا ، فكل المعطيات سالفة الذكر ، ستؤدي حتماً إلى عدم الإستفادة من رفع الحظر عن السودان وأهمها (نمط!) التفكير السالب والتباطؤ في إتخاذ القرار الذي إنتظم أصحاب السلطة في سودان ثورة ديسمبر المجيدة ، فإن تبدل (نمط!) تفكير السلطة الحاكمة إلى الموجب ، فإننا نتوقع : إندماج السودان بالأسرة الدولية وإنسياب رؤوس أموال شركات دولية عملاقة بغرض الإستثمار ثم زيادة الصادر الوطني وإنسياب التكنولوجيا وعلوم العصر إلى السودان فيتعلم (بنونا!) علوماً نافعة داخل وخارج السودان وتجري تحويلات المغتربين كما يجري النيل الخالد بين يدينا والمهم والأهم : نصحو من نومتنا (ونفتش!) دروب التنمية والرقي والتطور... نسأل الله الكريم رب العرش أن لا يكون ذلك من (أحلام زلوط!) ونسأل الله التوفيق والسلامة فهو نعم المولى ونعم النصير.
آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين إلى اللقاء،،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة